تربويون وآباء يطالبون بتطبيق نظام التوقيت الصيفي والـشتوي
طالب آباء وتربويون في الميدان التعليمي بتغيير التوقيت في المدارس، خلال فصل الشتاء، وتأخير موعد الدوام المدرسيّ ليكون في الثامنة للطلاب والثامنة والنصف للطالبات، بدلاً من السابعة والنصف للطلاب والثامنة للطالبات، موضحين أن التوقيت الحالي يؤثر سلباً في التزام الطلبة بالحضور الصباحي، إضافة إلى أن بعض الطلاب يضطرون إلى انتظار الحافلات المدرسية قبل شروق الشمس، أو مع موعد صلاة الفجر.
في المقابل، قال وكيل وزارة التربية والتعليم، علي ميحد السويدي، إن التأخير في الدوامات المدرسية لا يغير فقط من التوقيت صباحاً، بل يؤثر سلباً أيضاً في موعد عودة الطلبة من المدارس، مشيرا إلى أنه يتسبب في تأخير مواعيد عودتهم إلى منازلهم.
وتفصيلاً، أكد مدير مدرسة معاذ بن جبل للتعليم الثانوي للبنين، عبدالله محمد عبدالله، أن الطلاب يتأخرون في الحضور إلى المدارس في الشتاء، خصوصاً أن بعض الأطفال ينتظرون الحافلات المدرسية منذ السادسة صباحاً، أي قبل شروق الشمس، لافتا إلى صعوبة أن يقف الطفل في هذا الجوّ المظلم.
وتابع أن «كثيراً من الآباء يقلقون على أبنائهم من الخروج في هذا الوقت، إذ قد يتعرض لهم أشخاص آخرون، خصوصاً أن هناك حوادث عدة وقعت، خلال الفترة الماضية، لزملاء أو جيران لهم» مشيراً إلى إمكان تعرض أطفال للتحرش أو الخطف.
وأضاف أن التوقيت الشتوي والصيفي يمكنه الإسهام أيضا في تخفيف الازدحام الصباحيّ، لأن الحافلات ستغادر في مواعيد مختلفة عن مواعيد توجه الموظفين إلى أعمالهم، الأمر الذي يساعد الطلبة على الالتزام بمواعيد الدوام المدرسي.
وقال مساعد مدير مدرسة العروبة للتعليم الثانوي للبنين، جمال عبيد بن خاتم، إن صلاة الفجر تقام خلال هذه الفترة في السادسة والربع، فيما تقلّ الحافلات الطلاب في الساعة السادسة. وبعضهم يحضرون صلاة الفجر ويتأخرون عن موعد الحافلات المدرسية، الأمر الذي يضعهم بين خيارين: الصلاة أو الدراسة.
وأضاف أن تعديل دوام الطلبة من السابعة والنصف إلى الثامنة، يعيد الدوام إلى ما كان عليه سابقاً، ويسمح للآباء بتوصيل أبنائهم في الوقت المحدد.
وأكد مدير مدرسة الخليج العربي للتعليم الثانوي للبنين، خلفان محمد، أن كثيراً من الطلبة لا يستطيعون الحضور إلى مدارسهم في الوقت المحدد، عازياً ذلك الى أن بعض الأهالي يقلقون على أبنائهم، بسبب وقوفهم وحيدين في الظلام، بانتظار الحافلات المدرسية.
وطالب بتأخير الدوام المدرسي في فصل الشتاء، حتى لا يؤثر سلباً في التزام الطلبة بالطابور الصباحي.
أما (أبوراشد)، أحد الآباء، فأكد أنه يشعر بقلق يومي عندما ينتظر أطفاله الحافلة المدرسية في وقت مبكر من الصباح، خصوصاً أنهم يغادرون منزلهم قبل شروق الشمس، موضحاً أنهم قد يتعرضون لمضايقات من العمالة الموجودة في المنطقة.
وقال (أبوإياد)، أحد الآباء، إنه يضطر إلى النزول من منزله الى الشارع في وقت مبكر جداً، والجو مظلم، لانتظار حافلة ابنه المدرسية، مضيفاً أن ابنه لايزال طفلاً، الأمر الذي يزيد درجة قلقه عليه، إذ إنه لا يستبعد تعرضه لمحاولة تحرش، أو اعتداء أو خطف.
وأوضح أنه لا يستطيع ترك ابنه وحده في المنطقة السكنية، خصوصاً أنه يسكن في منطقة غير مأهولة بالسكان.
وقالت (أم حمدة)، وهي أم لطالبين، إنها ضدّ ذهاب الأطفال في الصباح الباكر، وقبل شروق الشمس في بعض الأحيان. ومع وجود الازدحام، فهم يضطرون إلى الاستيقاظ في وقت مبكر جداً، والأطفال بحاجة إلى وقت كافٍ من النوم ليستطيعوا بدء يومهم بنشاط، مضيفةً أنها تضطر إلى توصيل أبنائها بنفسها للسبب ذاته.
وأضافت أن تأخير الدوام المدرسي ساعة واحدة، على الأقل، كفيل بتفادي أمور عدة، أهمها الازدحام المروري الذي يؤخر الطلبة عن الوصول إلى مدارسهم في الوقت المناسب.
وأوضحت أن انخفاض درجة الحرارة صباحا، في هذا الفصل، يؤثر سلباً في صحة الأطفال، وقد يصيبهم بأمراض عدة، خصوصاً عند انخفاض درجات الحرارة، والتغيير في مواعيد الدراسة يساعد المدرسين والمدرسات أيضاً ويريحهم في هذا الوقت من العام.
وأفاد وكيل وزارة التربية والتعليم، علي ميحد السويدي، بأن تغيير الدوام المدرسي، أو وضع التوقيت الشتوي والصيفي، لا يعتمد فقط على قرار وحيد من وزارة التربية والتعليم، بل يعتمد على عرض هذا الاقتراح على مجلس الوزراء.
وتابع أن «ذلك لا يتطلب مجرد قرار، بل تغييراً في سياسة المجتمع، لأن هذا النظام مطبق في الدولة منذ أكثر من 40 عاماً، وتغييره فجأة قد يؤثر سلباً في سير العملية التعليمية».
وبالنسبة للآباء الذين يتخوفون من تعرض أبنائهم لسوء، قال إن هذه الأمور حدثت قبل زمن طويل، مرات قليلة جداً، وهناك أمور أخرى يجب على الآباء اتباعها، وليس فقط تغيير توقيت الدوام المدرسي للطلبة، لأنه مرتبط بالمدارس الحكومية والخاصة، ومرتبط بقرار سياسي.
ولفت إلى أن التغيير في موعد الدوام المدرسي يؤخر موعد عودة الطلبة من المدارس، لأنهم يعودون بعد الثالثة عصرا في بعض المناطق، وتغيير التوقيت سيضطرهم للعودة إلى منازلهم في الرابعة أو الخامسة عصراً.
وقال السويدي إن الوقت يتغير في شهرين من السنة الدراسية فقط، ويستطيع الآباء احتمال هذه المدة إلى حين تغير الأحوال الجوية وشروق الشمس.