خالف توقعات الأطباء وبقي على قيد الحياة.. ووالده يناشد «صحة أبوظبي» إعفاءه من رســـوم العلاج
ورم «شديد الخبث» يفتك بدمـاغ الطفـل «فاضل»
يعاني الطفل السوري، فاضل عمر، البالغ من العمر سنتين ورماً سرطانياً (شديد الخبث) في الدماغ ويعتبر مرضاً مزمناً يصنفه الأطباء بأنه «مزمن»، ويحتاج إلى أجهزة للتنفس الاصطناعي للبقاء على قيد الحياة وتغذية عبر الوريد، الأمر الذي خلف لأسرته معاناة كبيرة، نفسية ومالية، خصوصاً مع مطالبتها بتكاليف علاج تجاوزت 400 ألف درهم. وحالة فاضل الصحية صعبة ويحتاج إلى علاج تلطيفي إلى أن يفارق الحياة، وإدارة المستشفى تطالب والده بنقله إلى المنزل. وناشد والد الطفل المسؤولين في هيئة الصحة في أبوظبي بإعفائه من رسوم العلاج.
وتفصيلاً، قال والد الطفل، لـ«الإمارات اليوم» إن فاضل وهو المولود الأول لديه كان طبيعياً عند الولادة وظل كذلك إلى أن بدأ يعاني مشكلات في تناول الطعام، وكان يبلغ من العمر حينها 11 شهراً، وأدخلته أحد المستشفيات الخاصة في دبي وتبين بعد الفحص والتحاليل المتخصصة أنه يعاني ورماً في الدماغ.
وتابع «كانت صدمة قوية لي ولوالدته، ولم نصدق الأمر ونقلناه ليلاً إلى قسم الطوارئ في مستشفى توام بالعين، وحاول الاطباء اسعافه عن طريق تركيب (أنبوب) من الدماغ إلى البطن لتصريف السوائل من الرأس، وتخفيف الضغط على الدماغ»، لافتاً إلى أن الضغط كان كبيراً على الدماغ، ويعاني توقف التنفس أكثر من 10 مرات يومياً، لأن الورم متمركز في مركز البلع والتنفس في جزء من الدماغ.
السبب الثالث أفادت دراسة إماراتية أجريت، أخيراً، بأن «أمراض السرطان هي السبب الثالث للوفيات في الدولة»، لافتة إلى أن «الإصابة بسرطانات الأطفال تمثل 9.5٪ من مجموع حالات الإصابة بالورم الخبيث بمعدل إصابة 9.2 أطفال من بين كل 100 ألف طفل». وذكرت الدراسة التي أجراها المركز العربي للدراسات الجينية في دبي، أن «سرطان الخلايا الليمفاوية الحاد يعد الأكثر انتشاراً بين الأطفال المصابين بالسرطان في الإمارات، إذ يصاب به ما يقرب من ثلثي الأطفال ممن يولدون في عائلات غالباً ما ينتشر فيها زواج الأقارب». دعم علاج الأطفال نظمت جمعيات خيرية في الدولة حملة لجمع التبرعات لدعم برنامج لعلاج الأطفال المصابين بأمراض السرطان، وشدد أحد المسؤولين في الجمعيات الخيرية على أهمية أن تقوم المؤسسات على مختلف نشاطها بدعم المبادرات الإنسانية التي تخدم المجتمع، والوقوف مع المرضى المصابين بمختــلف انواع مرض السرطان، لاسيما أن تكاليف علاج مــثل تلك الأمراض مرتفع، ويتطلب رعاية ودعمـاً خاصــين. وأكد مدير فرع جمعية الهلال الأحمر في مدينة العين، سالم العامري، أنه سيقام يوم الجمعة المقبل مهرجان كبير يشارك فيه أبناء مدينة العين لجمع التبرعات لمصلحة علاج الأطفال المصابين بأمراض السرطان، مشيراً إلى انه سيتم تسجيل المشاركين مقابل رسم قدره 10 دراهم فقط، وسيذهب ريعه لمصلحة الهلال الأحمر بمدينة العين. |
وأضاف أن الأطباء ابلغوه بعد إجراء الرنين المغناطيسي، باستحالة ازالة الورم الخبيث عن طريق الجراحة، لوجوده في مكان دقيق للغاية، وجسم الطفل ضعيف ولا يحتمل إجراء الجراحة، وتمت احالته إلى قسم العلاج الكيماوي، وقال الاطباء إنهم غير متفائلين ببقاء الطفل حياً أكثر من أسبوعين، وطلبوا نقله الى المنزل «انتظاراً لقدره».
وتابع «كانت الصدمة قوية، إذ لم يكن يعاني الطفل أي مرض، وفجأة بات مهدداً بموت وشيك، لم نصدق الأمر، وقلنا إنه لابد من أمل في الشفاء». وذكر الأب أن فاضل خضع لعملية جراحية بعد شهرين من ادخاله المستشفى تمثلت في تركيب جهاز التنفس الاصطناعي عن طريق الحنجرة حتى يستطيع الطفل التنفس، مع تأكيد الأطباء مجدداً صعوبة الشفاء من هذا الورم الخبيث الذي لا يوجد علاج له في الدولة.
وأضاف «حالياً أكمل فاضل سنة في المستشفى تحت العلاج، لكن الطفل خالف التوقعات وبقي عاماً كاملاً في المستشفى ولايزال حياً، وزاد وزنه حتى بلغ الآن 10 كيلوغرامات، كما خالف توقعات طبيب العيون الذي تنبأ بإصابته بالعمى، ولم يصب به». لافتاً إلى أن «الأطباء توقعوا مضاعفات أخرى كثيرة لم تحدث».
وأوضح الأب أن الطفل حينما كان في العناية المركزة في بداية علاجه اصيب بحول في كلتا العينين، وأفاد طبيب العيون بأنه أمر متوقع لأن الورم يضغط على العصب البصري، وبعد الحول سيصاب بالعمى، وبعد يومين رجعت عين فاضل طبيعية، وبعد أيام تم فحصه من قبل طبيب الأعصاب وأشار إلى أن الورم يزداد شيئاً فشيء وسيصيب فاضل بالتخلف العقلي، ولكن الطفل طبيعي ويعرف والديه ويضحك ويبكي، وتم تركيب أنبوب التغذية، ولكنه أصبح يتقيّأ دماً لمدة سبعة أشهر، وقال الأطباء إن التقيؤ سيستمر مدى الحياة وسيحتاج إلى دم بين فترة وأخرى، وبعد اسبوع توقف التقيؤ وأصبح طبيعياً، وتحسنت حالته الصحية.
وأضاف الأب أن العلاج الذي تلقاه فاضل كان مشمولاً بالإعفاء من سداد رسوم العلاج السرطاني لمدة سبعة أشهر، ولكن بعد ذلك توقف الإعفاء، وطلبت إدارة المستشفى نقله إلى المنزل، ولكنه رفض، وأبلغته المستشفى أن المدة التي سيمكث فيها الطفل بعد الاعفاء مدفوعة، وقرر أنه سيتحمل كلفة العلاج البالغة 1300 درهم يومياً، من أجل الحفاظ على حياة فاضل.
وأفاد بأن إدارة المستشفى تطالبه حالياً بسداد فاتورة العلاج البالغة 400 ألف درهم، وإخراج فاضل من المستشفى ونقله إلى مستشفى آخر، على الرغم من أن حالته الصحية بدأت تتحسن، متابعاً أن «ظروفي وإمكاناتي المالية المتواضعة لا تسمح لي بتدبير هذا المبلغ الكبير، إذ أعمل في إحدى الجهات الخاصة وراتبي بالكاد يغطي مصروفات الحياة ومتطلباتها، ولا اعرف ما العمل في ظل الظروف التي امر بها، ولا أدري كيفية سداد فاتورة علاج فاضل».
وقال الأب إن «وضع فاضل في المنزل يحتاج إلى عناية خاصة، لن أستطيع توفيرها»، مناشداً المسؤولين في هيئة الصحة في أبوظبي أن يشمل فاضل اعفاء من الرسوم العلاجية لمرض السرطان مثلما كان مطبقاً في بداية علاجه.
ووفقاً لطبيب مسؤول في مستشفى توام، طلب عدم نشر اسمه، فإن مرض الطفل ليس سرطاناً قاتلاً ويعتبر مرضاً مزمناً ولا نستطيع استئصال الورم لأنه موجود في جزء من الدماغ يتحكم في القلب والتنفس، وحالته الصحية صعبة والحل الوحيد علاج تلطيفي إلى أن يفارق الحياة.
وأشارت التقارير الطبية في مستشفى توام بالعين، اطلعت عليها «الإمارات اليوم» إلى أن «الطفل تم تشخيصه في عمر 11 شهراً بورم (شديد الخبث) في جذع الدماغ، مع نوبات من توقف التنفس، وسوء تغذية ترافق بقرحات معدية والتهاب في المريء، إذ تم زرع أنبوب التنفس في الرقبة (الرغامي) ويحتاج باستمرار إلى مص المفرزات وتركيب الأوكسجين مع استعمال مضخة للحليب عن طريق الأنبوب الأنفي المعدي، ويحتاج فاضل إلى عناية في البيت تتطلب أكثر من شخص بالغ».