«تنمية» تُحمل أصحاب العمل ومديري الموارد البشرية المسؤولية

مواطنون: جهات ترفض توظيفنا بسبب «السكري»

مواطنون مصابون بـ«السكري» أكدوا أنهم يبحثون عن وظائف منذ ثلاث سنوات.

شكا مواطنون مصابون بمرض السكري في دبي عدم توظيفهم في القطاعين الحكومي والخاص، عازين ذلك إلى اعتقاد بعض المسؤولين أنهم غير قادرين على الإنتاج في العمل، مؤكدين أنهم يبحثون عن وظائف منذ ثلاث سنوات دون جدوى، مطالبين الجهات المختصة بإيجاد فرص عمل تتناسب مع ظروف مرضهم.

وقال استشاري الغدد الصماء وأمراض السكري المدير الطبي في مركز راشد لعلاج السكري والأبحاث الدكتور صلاح أبوسنينة لـ«الإمارات اليوم»، إنه لا توجد مشكلة في الأداء الوظيفي لمرضى السكري إلا للحالات التي تعاني هبوطاً شديداً في السكر من دون إحساسهم به.

ولفت إلى أن هناك بعض الوظائف لا ينصح بها لبعض الحالات، مثل العمل كسائق، أو الوظائف التي تتطلب استخدام الآلات الخطرة التي قد تشكل خطراً على حياتهم، لكن عموماً لا مشكلة في أدائهم الوظيفي.

في المقابل، حملت مديرة مركز التوظيف وتنمية المهارات في هيئة تنمية وتوظيف الموارد البشرية الوطنية «تنمية»، نورة البدور، مسؤولية عدم توظيف المواطنين المصابين بالسكري إلى أصحاب العمل ومديري الموارد البشرية، موضحة أن «الهيئة حريصة على توظيف المواطنين في القطاعين الحكومي والخاص، إذ يستقبل المركز جميع المواطنين المصابين بمختلف الأمراض المزمنة وتقديم جميع الخدمات لهم، إضافة إلى عرض أوراقهم على جهات مختلفة لتوفير فرص عمل لهم، إلا أن (تنمية) لا تستطيع اجبار القطاعين الحكومي والخاص على توظيفهم».

وتفصيلاً، قال المواطن فلاح محمد، إنه أصيب بالسكري منذ ‬10 سنوات، وتقدم لجهات عدة للحصول على وظيفة تناسب مرضه، لكن طلبه قوبل بالرفض من قبل المسؤولين بسبب إصابته بالسكري، لافتاً إلى «أنه كان يرغب في الالتحاق بجهة حكومية، لكن مرضه حال دون ذلك، وعلم بالمصادفة من مسؤول في دائرة حكومية أن الجهات الحكومية والخاصة ترفض تعيين المرضى المصابين بالسكري والضغط أو أي مرض يؤثر في حالتهم الصحية بشكل دائم»، مطالباً هيئة تنمية وتوظيف الموارد البشرية الوطنية «تنمية»، بإيجاد وظائف تتناسب مع حالته الصحية.

وأيده خالد حسن قائلاً: «أصبت بمرض السكري في سن الـ ‬17 عاماً وبعد تخرجي وحصولي على الشهادة الثانوية العامة، قبل ثلاث سنوات قررت الالتحاق بجهة حكومية وقدمت أوراقي، وتطلب الأمر مني إجراء فحوص طبية وبعدها فوجئت برسالة نصية على هاتفي تفيد بعدم قبولي وذهبت للمسؤول المختص لمراجعة سبب عدم قبولي، واكتشفت أن السبب إصابتي بالسكري الذي سيتسبب لي في انتكاسات صحية في حال قبولي، وفق قوله».

وأضاف حسن، أنه تقدم إلى جهات حكومية وخاصة أخرى للعمل وبالفعل تم استدعاؤه من قبل جهة لإجراء مقابلة، وبعدها طلب منه إجراء فحص طبي وتم رفضه بسبب إصابته بالسكري، مطالباً الجهات الحكومية والخاصة بإجراء اختبار أداء للموظف قبل تعيينه، إذ إن مرض السكري لا يمنع أي شخص من العمل.

وأفاد سالم علي، بأنه مصاب بالسكري ويبحث عن عمل منذ ثلاث سنوات، وراجع جهات عدة منها الحكومية والخاصة للحصول على وظيفة تتناسب مع مرضه ومؤهلاته الدراسية، حتى في حال كانت الحوافز المالية قليلة، لكنه لم يتم قبوله بسبب إصابته بمرض السكري، ما أثر فيه نفسياً وقرر عدم البحث عن عمل، لافتاً إلى أنه ينجح في المقابلات المبدئية، لكن يتم رفضه بعد اكتشاف إصابته بالسكري.

وتابع «حاولت إيجاد جهة توظفني وتتقبل إصابتي بالسكري، لكن ردها يصدمني في كل مرة، إذ تقول: لا نقبل المرضى المصابين بالسكري، بسبب حالتهم الصحية»، مطالباً الجهات المعنية بالنظر في الأمر، إذ إن المصابين بالسكري يستطيعون العمل بكفاءة.

وأوضحت مديرة مركز التوظيف وتنمية المهارات في هيئة تنمية وتوظيف الموارد البشرية الوطنية «تنمية»، نورة البدور، أن الهيئة تبذل قصارى جهدها لتوظيف المواطنين في القطاعين الحكومي والخاص، من حيث تقديم البرامج التدريبية لمواكبة سوق العمل، لافتة إلى أن «مسؤولية عدم توظيف المواطنين المصابين بالسكري تقع على عاتق أصحاب العمل ومديري الموارد البشرية في الدوائر المختلفة، إذ إن (تنمية) يقتصر دورها على توجيه ملفات المواطنين لجهات العمل في مختلف المجالات والقطاعات».

تويتر