مرضى أكدوا أن تأخُّر عرضهم على اختصاصيين أدى إلى تفاقم حالاتهم الصحية. تصوير: أحمد عرديتي

مرضى يطالبون بتعديل نظام «المراكز الصحية» لسرعة عرضهم على اختصاصيين

قال مرضى ومراجعون لمراكز الرعاية الصحية الأولية في دبي إنهم ينتظرون فترات طويلة تصل إلى ما يزيد على شهر للعرض على طبيب اختصاصي، معتبرين أن نظام استقبال المرضى في تلك المراكز، يحتاج الى تعديل، اذ يستقبلهم طبيب عام، ويشخّص أمراض المراجعين، ويصف لهم أدوية مبدئية، وفي حال لم تتحسن حالاتهم، يتم وضعهم على قوائم انتظار تصل إلى بضعة أسابيع لعرضهم على طبيب اختصاصي.

ويرى مراجعون أن هذا النظام يؤخر علاج المريض، مطالبين بمنحهم حق العرض على طبيب اختصاصي بصورة عاجلة في حال كان المرض شديداً، أو في حال رغب المريض في العرض على اختصاصي مباشرة.

في المقابل، قالت إدارة الرعاية الصحية في هيئة الصحة في دبي، إنها تطبق هذا الإجراء للتخفيف من الازدحام في المستشفيات، موضحة «أنها تعرض المريض على طبيب عام، واذا لم يتم شفاء المريض، يتم عرضه على طبيب اختصاصي في المركز الصحي أو في المستشفى».

وفي التفاصيل، قال (أبوعلاء) إن ابنه (خمسة أعوام) أصيب بالتهاب في اللوزتين، وارتفاع في درجة الحرارة، فنقله إلى مركز للرعاية الصحية تابع لهيئة الصحة في دبي، وطلب عرضه على طبيب متخصص في الأمراض الصدرية، أو أمراض الأنف والأذن والحنجرة، لكن إدارة المركز اعتذرت وقالت إن الموجودين هم أطباء أسرة أو أطباء عامون.

وأضاف «عرضت ابني على طبيب الأسرة، فشخص حالته بأنه يعاني التهاباً بسيطاً في اللوزتين، وعالجه بمضاد حيوي».

ويكمل الأب «استمر الالتهاب، وبعد فترة قصيرة بدأت أعراض أخرى على الابن، منها انخفاض شديد في السمع، فعدت به إلى المركز الصحي نفسه، فقرر طبيب الأسرة عرضه على طبيب اختصاصي في الأنف والأذن والحنجرة».

وتابع «وضعتني إدارة التسجيل على قوائم الانتظار، إذ منحتني موعداً بعد أكثر من ‬15 يوماً لزيارة الطبيب الاختصاصي، ما دفعني إلى التوجه بابني إلى طبيب في مستشفى خاص، الذي اعتبر أني أهملت في علاجه، إذ كان يحتاج إلى عرضه على طبيب اختصاصي من البداية»، «مضيفاً «علمت أن ابني يعاني التهابات في الحنجرة، تؤدي إلى ضعف السمع، وهو أمر يشخصه الطبيب الاختصاصي، وبسبب تأخر تشخيصه انخفض مستوى سمعه.

ويشير (أبوعلاء) إلى أن ابنه «احتاج إلى فترة علاج طويلة حتى استرد سمعه، وهو يحتاج الآن الى جراحة لإزالة اللحمية من الحنجرة»، مضيفاً «تعرض ابني لمضاعفات بسبب تأخر تشخيص حالته، لذلك أطلب ان يتم عرض المريض على طبيب اختصاصي في أسرع وقت، ويقتصر عمل الطبيب العام على الحالات البسيطة».

وتعرض المريض أحمد يوسف لموقف مشابه، إذ كان يعاني التهابات شديدة في العين، وحين توجه إلى مركز للرعاية الصحية في دبي تم عرضه على طبيب عام، على الرغم من أنه طلب لقاء طبيب عيون.

وأضاف «لم يكن في المركز طبيب اختصاصي، واكتفى الطبيب العام بصرف قطرة عيون لترطيب العين فقط، لكن حالتي لم تتحسن، بل زادت آلامي».

وتابع «عدت للطبيب العام، فقرر عرضي على طبيب اختصاصي، وكان أقرب موعد على قوائم الانتظار بعد ‬20 يوماً»، مشيراً إلى ان «طبيب العيون اعتبره تأخَّر في علاج عينه، ما أصابه بالتهابات شديدة في العينين، كان يمكن علاجها مبكراً بقطرات شديدة التأثير تناسب حالته».

أما محمد سيف فكان يعاني زوائد جلدية في الرقبة، وحين توجه إلى مركز للرعاية الصحية تابع لهيئة الصحة، «طلب تحويله إلى مركز الأمراض الجلدية لعلاجه بمعرفة طبيب اختصاصي، لكن طبيب المركز اعتذر له، وقال انه ملزم صرف دواء له، واذا لم تتحسن حالته تتم إحالته إلى المركز».

وأكمل «واظبت على العلاج، لكن لم تتحسن حالتي، فعدت للطبيب العام الذي أحالني إلى طبيب اختصاصي في مركز الأمراض الجلدية، وفور دخولي تم علاج مرضي في دقائق معدودة».

وتساءل سيف «لقد انتظرت فترة طويلة، وتناولت ادوية عدة دخلت جسدي، وكان من الممكن توفير الوقت والمال بعرضي على طبيب اختصاصي من البداية»، مطالباً بأن «يتم تحويل الحالات البسيطة جداً إلى الطبيب العام، اما الحالات التي تطلب عرضها على اختصاصي فيتم تحويلها في الحال إلى المستشفى من دون انتظار».

ويقترح المراجعون ان «يوجد أطباء اختصاصيون في الأمراض الشائعة في المراكز الصحية، ما يساعد على التشخيص الدقيق لكل مريض، والإسراع في العلاج».

وأوضحت إدارة الرعاية الصحية في هيئة الصحة في دبي أن أطباء مراكز الرعاية الصحية الأولية هم أطباء عامون أو أطباء أسرة، وهم معنيون باستقبال كل المرضى، وقادرون على تشخيص حالاتهم وصرف الدواء لهم، وفي الحالات الشديدة تتم إحالتهم إلى أطباء اختصاصيين.

وذكرت أن «هذه السياسة تهدف إلى التقليل من توجه المرضى إلى المستشفيات، ومن ثم تخفيف الازدحام فيها».

الأكثر مشاركة