معاقون في رأس الخيمة يطالبون بسيارات تدريب على القيادة

طالب معاقون جسدياً أكاديمية رأس الخيمة للطرق والمرور، بتوفير سيارات تدريب لتعليمهم القيادة، بهدف تمكينهم من الحصول على رخص قيادة أسوة ببقية السائقين الأصحاء، موضحين أنهم محرومون من التنقل والخروج من المنزل، بسبب عدم قدرتهم على استخراج رخص قيادة في إمارة رأس الخيمة، ويشعرون بأنهم «سجناء»، وفق وصفهم، إذ اضطر بعض زملائهم إلى تعلم قيادة المركبات في إمارة الشارقة، وحصلوا على رخص، وزاولوا حياتهم بشكل طبيعي. في المقابل، قالت نائب مدير عام أكاديمية رأس الخيمة للطرق والمرور، رقية سالم الحبسي، إن الأكاديمية على استعداد لتوفير مركبة مجهزة لتدريب المعاقين وتعليمهم القيادة، فور تسجيلهم في الأكاديمية، وفتح ملفات لهم لبدء التدريب.

وتفصيلاً، قال المواطن سعود الشحي، إنه يتمنى الحصول على رخصة قيادة، وشراء سيارة خاصة به، للخروج من العزلة التي جعلته سجين المنزل بسبب إعاقته الجسدية، موضحاً «حاولت خلال السنوات الماضية التسجيل في أكاديمية الطرق والمرور، من أجل الحصول على رخصة قيادة، ولكن اكتشفت أنها لا توفر مركبات مخصصة للمعاقين، وهذه المشكلة يعانيها أصدقائي من المعاقين الذين أبلغوني أنهم حاولوا الحصول على رخص قيادة، ولكن تبين لهم أن الأكاديمية لا توفر سيارات خاصة لتدريب المعاقين». وتابع «أعاني كثيراً أثناء خروجي من المنزل للذهاب إلى المراكز التجارية، أو لمشاهدة المناظر الطبيعية في الامارة ولزيارة أصدقائي، نتيجة عدم امتلاكي رخصة قيادة، ما جعلني أشعر بأنني «سجين»، لعدم توفير سيارة تدريب للمعاقين، حتى يتمكنوا من الحصول على رخص قيادة أسوة بالسائقين الأصحاء».

وذكر المعاق (س.ح) أنه لا يستطيع الذهاب يومياً إلى إمارة الشارقة من أجل التدرب على القيادة، مؤكداً أنه «لا يوجد أحد من أفراد منزلي متفرغ لاصطحابي إلى مركز التدريب في الشارقة، فضلاً عن أن المسافة بعيدة، ولذا أتمنى أن توفر أكاديمية رأس الخيمة للطرق والمرور سيارات تدريب خاصة للمعاقين، حتى أتمكن من تحقيق حلمي في الحصول على رخصة قيادة سيارة، وقضاء احتياجاتي الشخصية باعتمادي على نفسي وليس على الآخرين، لأغادر السجن النفسي الذي أعيش فيه منذ سنوات».

وأوضح «بعض أصدقائي المعاقين حصلوا على رخص قيادة من إمارات مجاورة، إذ سجلوا لدى سائقين مدربين يمتلكون سيارات تدريب معاقين، وحصلوا على رخص قيادة، على الرغم من المعاناة التي واجهتهم كل يوم في التنقل من رأس الخيمة إلى مدرسة التدريب، وفي النهاية حصلوا على رخص قيادة واشتروا المركبات التي تناسب إعاقاتهم». وتابع «يتعين على الجهات المعنية في الدولة، إلزام مراكز تعليم القيادة بتوفير سيارات خاصة للمعاقين الراغبين في الحصول على رخص قيادة، إذ إنه من حق المعاق مزاولة حياته بشكل طبيعي، وامتلاك سيارة خاصة تساعده على التنقل مثل الأصحاء».

وأيده المواطن (سالم)، مؤكداً أنه يتعين على الجهات المعنية توفير مركبات لتدريب المعاقين من ذوي الاعاقات الجسدية، وتدريبهم من قبل سائقين مختصين لديهم الخبرة في كيفية التعامل مع المعاقين، موضحاً «حصلت على وظيفة خلال السنوات الماضية، لكن واجهتني مشكلة التنقل إلى مكان عملي، بسبب عدم حصولي على رخصة قيادة».

وأضاف «حصولي على رخصة قيادة سيجعلني أخرج من العزلة التي جعلتني قعيداً منذ سنوات، كما سأتعرف الى أصدقاء جدد، والحصول على وظيفة مناسبة في أي مكان، حال حصولي على رخصة قيادة»، متابعاً أن «رخصة القيادة تعتبر الأمل الوحيد للمعاقين في الخروج من منازلهم والتنزه، والتعرف الى الطرقات والأماكن العامة في مختلف إمارات الدولة». وأشار إلى أنه «سيكون من أول المعاقين المسجلين في تعلم قيادة المركبة حال توفير مراكز تعليم القيادة مركبة خاصة للمعاقين، وحال لم يتم توفير مركبة تعليم سأتوجه إلى إمارة الشارقة، أسوة بأصدقائي المعاقين، من أجل الحصول على رخصة قيادة، لمزاولة حياتي بشكل طبيعي، وللحفاظ على صحتي من التدهور حال استمر مكوثي في المنزل لفترات طويلة».

من جانبها، أوضحت نائب مدير عام أكاديمية رأس الخيمة للطرق والمرور، رقية سالم الحبسي، أن الاكاديمية وفرت خلال السنوات الماضية سيارة لتدريب ذوي الإعاقات، لكن لم يسجل لدى الاكاديمية سوى اثنين فقط من المعاقين، ما جعل الاكاديمية تتوقف عن تشغيلها لتفادي تحمل خسائر مالية.

وتابعت أن الأكاديمية على استعداد لتوفير سيارة لتدريب المعاقين جسدياً على طرق تعلّم القيادة، وستبدأ بقبول تسجيل طلبات المعاقين، وتدريبهم من قبل مختصين قريباً، مضيفة أنه يتعين على المعاقين الحضور إلى الأكاديمية من أجل فتح ملف وتسجيل أسمائهم لتحديد موعد للتدريب. وذكرت أن الاكاديمية ستوفر جميع الاحتياجات اللازمة للمعاقين الراغبين في الحصول على رخص قيادة، كما سيتم تدريبهم في سيارات متطورة بأحدث الوسائل، لمختلف الاعاقات الجسدية، سواء كانت شللاً رباعياً أو شللاً نصفياً.