«السرطان» ينهش دماغ «مسلم».. وأمله في زراعة نخاع

يعاني الطفل مسلم عبدالله (خمس سنوات ـ عماني)، مرض سرطان الدم (لوكيميا متعددة)، ويخوض صراعاً مع السرطان منذ سنتين، وفق تقارير مستشفى مدينة خليفة الطبية في أبوظبي، ويحتاج الطفل إلى زراعة نخاع عظمي في أسرع وقت ممكن، للقضاء على الأورام السرطانية المنتشرة في منطقة الرأس، وتهدد حياة الطفل، خصوصاً بعد تعرضه لانتكاسة صحية أثناء فترة تلقيه العلاج الكيميائي، وتمكن الفريق الطبي في مستشفى خليفة من السيطرة على المرض في الفترة الأولى، وتبلغ كلفة علاج الطفل بمستشفى في سنغافورة مليوناً و‬395 ألفاً و‬411 درهماً، وتناشد أسرته أهل الخير مساعدة (مسلم) حتى يستطيع العلاج السرطان الذي ينهش رأسه، وفق والدته، وأضافت أن (مسلم) ابنها الوحيد بعد زواج استمر نحو ‬17 عاماً، وتتمنى أن تمتد إليها أيادي أهل الخير لإنقاذ وحيدها.

وتفصيلاً، قال استشاري طب الأطفال والدم والأورام بمدينة خليفة الطبية في أبوظبي، الدكتور محمد فهد، إن الطفل (مسلم) جاء إلى قسم الطوارئ محولاً من مستشفى زايد العسكري، وتم إجراء الفحوص والتحاليل الطبية اللازمة، وتبين أنه يعاني سرطان الدم (لوكيميا متعددة)، بعد تعرضه لارتفاع شديد في درجة الحرارة، وزيادة عدد كريات الدم البيضاء بشكل كبير، ومكث في المستشفى لمدة شهر، لتلقي العلاج الكيميائي، وتم تبديل دم الطفل (مسلم) مرتين، أثناء فترة العلاج.

وأضاف فهد أن الطفل (مسلم) خضع للعلاج الكيميائي، وتم القضاء على بعض الأورام السرطانية المنتشرة، وأثناء تلقيه العلاج تعرض لانتكاس مبكر في حالته الصحية، وعاد السرطان إلى الانتشار في منطقة الرأس، مشيراً إلى أن يجب أن يحصل (مسلم) على زراعة نخاع عظمي (نقي العظام)، في أسرع وقت للقضاء على الأورام السرطانية، وهو الحل المناسب لشفائه.

وأشار إلى أنه بعد إجراء الفحوص للأم والأب لمعرفة تطابق الأنسجة، تبين تطابق نصفي فقط، ولابد من مصدر بديل يماثله من غير أقربائه، وليس لدى الطفل (مسلم) أي إخوة ليكونوا المانح له، لأنه الطفل الوحيد للأسرة بعد فترة زواج دامت ‬17 عاماً، موضحاً أن العلاج غير متوافر بمدينة خليفة الطبية أو أي مركز آخر داخل الدولة، وأنه بحاجة إلى السفر والعلاج في الخارج.

وقالت والدة الطفل، لـ«الإمارات اليوم»، إن (مسلم) طفلها الوحيد بعد ‬17 عاما من العلاج، مضيفة «عندما حدث الحمل هللنا من السعادة، وبدأت في متابعة الحمل بصورة منتظمة شهرياً، وتمت ولادة (مسلم) بعملية قيصرية، بسبب زيادة وزن الجنين، وخوفا من اختناقه أثناء الولادة».

وتابعت «عشت في سعادة مع زوجي بعد إنجاب (مسلم)، خصوصاً أننا انتظرنا هذه اللحظة فترة طويلة لم نفقد خلالها الأمل، وكنا حريصين على إعطائه جميع التطعيمات الصحية في مواعيدها، وكانت صحة (مسلم) جيدة لم يعانِ أمراضاً في تلك الفترة، وظل كذلك إلى أن أكمل ثلاث سنوات، إذ لاحظت اختلاط بول الطفل بدم بشكل كبير مع ارتفاع في درجة حرارته بشكل كبير، فأسرعت بنقله إلى المستشفى للاطمئنان على حالته الصحية، وتم عمل التحاليل والفحوص الطبية ومنحه الأدوية، لكن وضع الطفل لم يتحسن وبات غير مستقر، وكانت حالته الصحية تزداد سوءاً، وأبلغتنا إدارة المستشفى بأنه يجب علينا تحويل الطفل فورا إلى مستشفى مدينة خليفة الطبية، لتلقي العلاج وعمل فحوص طبية متخصصة، لتحديد حالته بدقة.

وأضافت الأم «كانت صدمة شديدة علينا، ولم نصدق الأمر، وتم نقل (مسلم) ليلاً إلى قسم الطوارئ بمستشفى مدينة خليفة الطبية في أبوظبي، وحاول الأطباء إسعافه عن طريق تبديل الدم مرتين، وتركيب (أنبوب) من الدماغ إلى البطن لتصريف السوائل من الرأس، وتخفيف الضغط على الدماغ»، لافتة إلى أن الضغط كان شديداً على الدماغ، وكان الطفل يعاني توقف التنفس أكثر من ‬10 مرات يومياً.

وقالت والدموع، في عينيها، إن «الوضع تغير، وتحولت السعادة إلى حزن عميق خيم علينا، بعد إخبارنا بأن الطفل يعاني سرطان الدم (لوكيميا متعددة)، ويحتاج إلى علاج كيميائي مستمر، حتى تتحسن حالته الصحية، وعلى ضوء ذلك خضع مسلم للعلاج الكيماوي والإشعاعي، لمدة ‬30 يوماً، ثم خرج من المستشفى بعد تحسن حالته الصحية، وفي أثناء فترة علاجه جاءت الصدمة مرة أخرى قوية وغير متوقعة، إذ فوجئنا بتعرض الطفل لانتكاسة صحية مرة أخرى، وعاوده المرض من جديد في منطقة أخرى وخطرة، في الرأس.

واستكملت الأم «منذ أن علمت بالخبر لم تفارقني الدموع، خصوصاً بعد تدهور حالة الطفل الصحية، ونكسته المفاجئة غير المتوقعة، وكاد الألم يقتلني وأنا أرى السرطان يفتك بجسد طفلي الوحيد، وأنا عاجزة عن مساعدته، وحالياً يخضع للعلاج الكيميائي بصورة مكثفة، ويعاني صداعاً مستمراً، خصوصاً أن السرطان في منطقة الرأس، والمشكلة أن جسم (مسلم) لم يعد يستجيب للعلاج الكيميائي، وأخبرني الطبيـب المشرف على علاج ابني بأنه يحتاج إلى زراعة نخاع عظمي، في أسرع وقت ممكن، حتى لا يتعرض لانتكاس مرة أخرى، قد تعرض حياة الطفل للخطر، وشعرت وقتها بأن الدنيا أغلقت أبوابها في وجهي، ولم أجد أمامي إلا التضرع بالدعاء إلى الله».

وأضافت «حالياً نقف عاجزين عن توفير علاج طفلنا الوحيد، خصوصاً بعدما بدأ المرض ينهش جسده الصغير، وبدأ يشعر بالتعب الشديد في تلك الفترة، وحالته الصحية تتدهور تدريجياً، ولا نستطع إنقاذ حياته، أو تخفيف الألم عنه».

وأشارت إلى أنه بعد إرسال تقارير (مسلم) الطبية إلى مستشفى في سنغافورة، نصحني الأطباء بضرورة زراعة نخاع عظمي، ويجب أن يحصل على مصدر بديل يماثله من غير أقربائه، حتى تتحسن حالته الصحية، ومثل هذا العلاج متوافر في سنغافورة، وتصل نسبة مخاطر الوفاة المتصلة بعملية العلاج بين ‬15 إلى ‬20٪.

وبينت أن والد الطفل يعمل بقطاع حكومي في أبوظبي براتب ‬6000 درهم، يدفع منه أقساطاً بنكية بقيمة ‬2000 درهم شهرياً، والمتبقي يذهب لمتطلبات الحياة، وظروفنا لا تسمح لنا بعلاج طفلنا الوحيد، لافتة إلى أن «حالة (مسلم) يرثى لها، وأنا لم أعد أستطيع تحمل رؤية حالة طفلي تتدهور أمام عيني»، مناشدة أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة مساعدتها على كلفة علاج طفلها الوحيد.

الأكثر مشاركة