«البلدية» تكافح البعوض.. وصهاريج «الأشغال» تشفط تجمـعات المياه الراكدة
مياه الأمطار تحاصـر سكـاناً في رأس الخيمة
أفاد سكان في مناطق شعبية راشد وجلفار والشريشة في إمارة رأس الخيمة بأن المياه الناتجة عن الأمطار التي تشهدها مناطق في الدولة، أخيراً، تجمعت وتحولت إلى برك كبيرة تحاصر مساكنهم ومركباتهم، وأنهم باتوا عاجزين عن الخروج منذ أيام عدة بسبب تجمعات المياه، لافتين إلى أنها تحولت إلى مصدر إزعاج بيئي وصحي، إذ تنبعث من برك المياه رائحة نتنة، وتنتشر على نطاق واسع، إضافة إلى أنها تهددهم بكثير من الآفات ، وبات أطفالهم غير قادرين على النوم ليلاً بسبب البعوض ولدغاته المؤلمة، مطالبين بلدية رأس الخيمة بإيجاد حلول سريعة حتى يستطيعوا مواصلة حياتهم بشكل طبيعي.
فيما أكد مصدر في قسم المكافحة التابع لبلدية رأس الخيمة أن الجهود تنصب في الوقت الراهن على تلافي النتائج السيئة المحتملة لوجود عدد من برك المياه الناجمة عن هطول الأمطار الغزيرة التي شهدتها رأس الخيمة، أخيراً، موضحاً أن برنامج المكافحة يشتمل على تنفيذ حملات رش يومية لإبادة الحشرات، وتغطي المناطق البعيدة، إضافة إلى المدن.
من جانبه، ذكر مسؤول العلاقات العامة في دائرة الأشغال والخدمات، عبدالله الرمسي، أن الدائرة تعمل بصورة متسارعة لتجفيف المياه الراكدة في بعض مناطق الإمارة، مشيراً إلى أنه تم تزويد مراقبي المناطق بصهاريج متحركة لاستخدامها في سحب المياه الراكدة، مؤكداً أن تلك الجهود تتم من دون انتظار ورود بلاغات من السكان، مناشداً السكان المتضررين من تجمعات مياه الأمطار التواصل مع الدائرة لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
وتفصيلاً، ذكر سعيد سالم الذي يسكن في منطقة جلفار أن الأمطار الكثيفة التي شهدتها المنطقة أخيراً، خلّفت بركة واسعة من المياه تحاصر بيته، إلى جانب مجموعة من البيوت الأخرى المجاورة له، وأن أفراد أسرته، خصوصاً الأطفال، باتوا عاجزين عن الخروج من المنزل، والوصول إلى السيارات أصبح أمراً صعباً، ما أضطرهم إلى البقاء داخل منازلهم.
وتابع «على الرغم من البقاء داخل منازلهم، ظهرت مشكلة أخرى للأسر التي تحاصرها بركة مياه الأمطار، تتمثل في انتشار البعوض بصورة كثيفة، خصوصاً بعد مغيب الشمس، ما يؤدي إلى حرمان أطفالنا من النوم»، مطالباً البلدية بالتدخل السريع للقضاء على البعوض قبل حدوث مشكلات صحية جراء هذه الظاهرة.
وذكرت المواطنة (أم وليد)، التي لا يبعد بيتها كثيراً عن المساكن التي تحاصرها بركة مياه الأمطار، أن الامور البيئية تتأزم يوماً بعد آخر، بسبب استمرار وجود تجمعات المياه وسط المساكن، لافتة إلى أن تجمعات المياه تسببت في انتشار روائح نتنة على نطاق واسع، ما يثير قلق السكان، خوفاً على الأطفال من الأمراض.
وطالبت الجهات المعنية بتنفيذ حملات للرش يومية للقضاء على يرقات البعوض التي تتوالد في برك المياه، قبل استفحال الظاهرة على نطاق واسع، مشددة على ضرورة استخدام صهاريج المياه لسحب المياه الراكدة، والعمل على تجفيف البرك، حرصاً على الصحة العامة وراحة الأهالي.
وأفاد موظف من سكان المناطق المتضررة، سعيد الشحي، بأنه على الرغم من انقضاء أيام على هطول الأمطار، فلاتزال المنطقة التي يسكنها في شعبية راشد تحاصرها مجموعة من برك المياه الراكدة، التي أدت إلى تكاثر البعوض، وانتشار الرائحة الكريهة في أرجاء المنطقة، مشيراً إلى أنه سعى كثيراً للمساهمة في القضاء على مشكلة المياه الراكدة، من خلال الاتصال بدائرة الأشغال، غير أن محاولاته باءت بالفشل، ولاتزال تجمعات المياه تحاصر المنازل، ولايزال البعوض يتكاثر ويهاجم السكان ليلاً.
وذكرت موزة عبيد، أن البعوض ينتشر في منطقة جلفار بصورة كثيفة، نتيجة وجود تجمعات مياه عدة وسط المساكن، لافتة إلى أن البعوض يؤدي إلى انتشار الأمراض، إضافة إلى لدغاته المؤلمة، موضحة أن أطفالها لا يهنأون بالنوم ليلا، بسبب لدغات البعوض التي تحرمهم النوم، مطالبة الجهات المعنية بتجفيف برك المياه الراكدة ومكافحة البعوض بصورة يومية.
وبحسب مصدر في إدارة مكافحة الآفات في بلدية رأس الخيمة، فإن العمل يجري حالياً بصورة حثيثة لتلافي الأخطار البيئية والصحية المحتملة من وجود تجمعات من مياه الأمطار على شكل برك إلى جوار بعض المناطق السكنية، خصوصاً مناطق شعبية راشد، والشريشة، وجلفار، مشيراً إلى أن الإدارة رفعت درجة الاستعداد، وجارٍ تنظيم حملات رش تستخدم المبيدات القاتلة للآفات، مثل البعوض، والآمنة للأفراد، من أجل القضاء على البعوض في أسرع وقت ممكن.
من جانبه، أكد مسؤول العلاقات العامة في دائرة الأشغال والخدمات في رأس الخيمة، عبدالله الرمسي، أن الدائرة انطلقت منذ اللحظة التي بدأ فيها هطول الأمطار بغزارة، وتم تسيير العديد من الصهاريج لشفط المياه المتجمعة، خصوصاً وسط المنازل في جميع مناطق الإمارة التي تأثرت بتكدس مياه الأمطار، مثل خزام، وكارفور، وجلفار، والظيت، والشريشة.
وأضاف أن الصهاريج بدأت عملها بسحب المياه من الشوارع والطرق العامة والدوارات، حرصاً على تسيير حركة المرور، وبالفعل تم احتواء مشكلة مياه الأمطار الراكدة، بنسبة كبيرة، ومع ذلك فإن الجهود لم تتوقف، ولاتزال تمضي الدائرة بخطى متسارعة لتجفيف ما تبقى من برك المياه الراكدة، وتم تزويد مراقبي المناطق بصهاريج متحركة، لاستخدامها في سحب المياه الراكدة.
وأشار الرمسي إلى أن الدائرة بدأت التحرك من دون انتظار ورود بلاغات من السكان، وإنما يتم العمل تلقائياً وفق خطة الدائرة، ومن خلال ما يراه المراقبون ميدانياً، وفي حال وجود برك مياه راكدة فإن الجهود تبذل لتجفيفها بصورة مستعجلة، ثم ردم المناطق المنخفضة، إذا لزم الأمر، حرصاً على سلامة السكان.