محال تجارية مهجورة بسبب تأخر توصيل الكهرباء. الإمارات اليوم

أصحاب محال في «المدام» يعانون تأخر «الكهرباء»

قال مواطنون أصحاب محال تجارية في منطقة المدام، التابعة لإمارة الشارقة، إنهم يعانون تأخر الهيئة الاتحادية للكهرباء والماء في توصيل الكهرباء إلى محالهم ومبانيهم العقارية التي أنشئت منذ فترة طويلة، ولاتزال من دون تيار كهربائي، ما تسبب في تكبدهم خسائر مالية كبيرة، مطالبين الهيئة بضرورة تلبية الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية الخاصة بالمنشآت التجارية في المنطقة حتى يتمكنوا من تشغيل محالهم والاستفادة منها، بدلاً من تركها مهجورة.

وأكدوا أن هذه المشكلة تضطرهم إلى تأجير محالهم بقيمة أقل بكثير من القيمة الإيجارية المتعارف عليها في المنطقة، كون المستأجر يتولى شراء مولدات كهربائية من حسابه الخاص لتشغيل المحل أو عليه الانتظار فترات طويلة دون تشغيل، ما يقلل من ربحهم المالي.

في المقابل، أكد مدير الاتصال المؤسسي في الهيئة الاتحادية للكهرباء والماء، محمد خليل الشمسي، لـ«الإمارات اليوم»، أن الهيئة حريصة على توصيل التيار الكهربائي للمشروعات التجارية والصناعية كافة في المناطق الشمالية.

وتابع أن طلبات الملاك وأصحاب المحال التجارية موضع اهتمام الهيئة التي تتولى إدراج هذه الطلبات في قوائم الجدولة الخاصة بالمنشآت التجارية، لافتاً إلى أنها تنفذ توصيل التيار الكهربائي حسب أولوية تاريخ تقديم الطلب، لافتاً إلى أن الهيئة تعطي أولوية في توصيل خدمات الماء والكهرباء إلى مساكن المواطنين والمرافق الحكومية من مدارس ومستشفيات وشوارع ومبان خدمية أخرى.

وتفصيلاً، قال المواطن (سعيد)، إنه يمتلك مبنى في منطقة المدام، التابعة لإمارة الشارقة، يضم عدداً من المحال التجارية والشقق السكنية، انتهى من تشييده وأصبح جاهزاً للتشغيل قبل عام ونصف العام، لكن عدم وصول الكهرباء إليه يحول دون تدشينه والاســـتفادة منه.

وأضاف أن استمرار مشكلة عدم توصيل التيار الكهربائي، سيؤدي إلى منع أصحاب المحال من استثمارها بالشكل المطلوب، كما أنها ستقلل من العمر الافتراضي لاستهلاك تلك المحال، موضحاً أنها أضحت قديمة نظراً لمرور أشهر متواصلة على عدم تشغيلها، ما يؤدي إلى عزوف المستثمرين وأصحاب المشروعات التجارية عن استئجارها، ويبحثون عن محال جديدة في أماكن أخرى تتوافر فيها الكهرباء.

وتابع أن تأخر توصيل الكهرباء إلى المنشآت التجارية في منطقة المدام يدفع بعض أصحاب المحال التجارية إلى تأجير منشآتهم بقيمة أقل من الإيجارية الدارجة في المنطقة، نظراً لأن بعض المستأجرين يقومون بشراء مولدات كهربائية على حسابهم الخاص وتشغيلها في المحال التي لا تتوافر بها الخدمات الكهربائية.

وأفاد المواطن (أبوسهيل)، بأنه يمتلك ستة محال تجارية في دوار الغريف في منطقة المدام، إلا أنه لا يستطيع الاستفادة منها بسبب متوقفات عن العمل منذ أشهر عدة، لعدم توصيل الخدمات الأساسية إليها مثل المياه والكهرباء، مطالباً الهيئة الاتحادية للكهرباء والماء برفع قدرتها على توصيل الطاقة الكهربائية، خصوصاً للمنشآت الموجودة في منطقة المدام من محال وأبنية، مشيراً إلى أن المدام من المناطق التي تشهد نشاطاً عمرانياً متطوراً يحتاج إلى المزيد من مشروعات توصيل التيارات الكهربائية إلى المحال التجارية، حتى يستطيع أصحابها الاستفادة منها بالتأجير أو إقامة مشروعات تجارية.

وأضاف أنه لا يجد حلاً أمامه سوى تركها شاغرة فترة طويلة والانتظار لحين توصيل الكهرباء إليها، لافتاً إلى انه يضطر كل فترة إلى صيانة المحال الجديدة كونها مغلقة، ولم تستغل فتتأثر جدرانها بارتفاع درجة الحرارة ونسبة الرطوبة، موضحاً أن معظم طلبات توصيل الكهرباء الخاصة بالمنشآت التجارية تبقى على قائمة الانتظار مدة طويلة لحين البدء في تنفيذها، الأمر الذي يحرم أصحابها الاستفادة منها، مطالباً الجهات المعنية بضرورة الإسراع في توصيل الكهرباء إلى المحال التجارية حتى تبدأ نشاطها.

وقالت المواطنة أم راشد إنها تمتلك قطعة أرض تجارية على شارع دبي - المدام ورثتها عن والدها وقبل عامين، وأخبرها الموظف المسؤول في بلدية المدام بأن البلدية ستسحب ملكية الأرض منها في حال لم تسرع بإقامة مشروع استثماري عليها، وذلك تطبيقاً لقانون الإمارة الذي ينص على سحب ملكية الأراضي التجارية التي مر على ملكيتها فترة محددة من السنوات دون استثمارها في مشروعات تجارية.

وتابعت (أم راشد) أنها اضطرت للجوء إلى أحد البنوك وطلب قرض لتمويل بناء عدد من المحال والوحدات السكنية، على قطعة الأرض التي تمتلكها، على أن تتولى السداد فور الانتهاء من عملية البناء والبدء في تأجير المحال.

وأضافت أنها بالفعل تولت عملية البناء وانتهت من كل شيء، ثم فوجئت بتأخر وصول التيار الكهربائي إلى المبنى، ما أدى إلى عدم تشغيل المشروع وتالياً لم يكن في وسعها إلا أن تسدد الالتزامات المالية المترتبة عليها للبنك من مصادر دخلها الأخرى، وأعربت عن تخوفها من طول فترة الانتظار ما يجعلها تعجز عن سداد الالتزامات البنكية، مطالباً هيئة الكهرباء بسرعة توصيل التيار الكهربائي إلى محال المنطقة حتى يستطيعوا فتح أبوابها والاستفادة منها بالشكل المطلوب.

من جانبه، أفاد مدير الاتصال المؤسسي في الهيئة الاتحادية للكهرباء والماء، محمد خليل الشمسي، بأن الهيئة تعمل على توصيل التيار الكهربائي إلى المشروعات كافة في المناطق الشمالية، وفق أولوية تقديم الطلبات وفق الجدولة الخاصة بالمنشآت التجارية.

وأكد الشمسي أن الهيئة تعطي أولوية توصيل خدمات الماء والكهرباء لمساكن المواطنين، موضحاً أن المدة المحددة لتوصيل التيار الكهربائي إلى المساكن الخاصة بالمواطنين لا تزيد على أسابيع قليلة، إذ يتم التوصيل تلقائياً بعد تسلم الهيئة شهادة إنجاز المسكن، وبعد أن تتخذ جميع التدابير اللازمة لذلك.

الأكثر مشاركة