محمية واسط تحوي أنواعاً من الطيور المهاجرة والزواحف. تصوير: مصطفى قاسمي

مواطنون يشـكون تسلّل ثعابين وقوارض من محمية واسط

شكا مواطنون في منطقتي الحومة والرماقية بالشارقة انتشار ثعابين وحشرات وقوارض في المنطقة المحيطة بمحمية واسط الطبيعية، موضحين أنها تخرج من سياج المحمية إلى المناطق السكنية، ما يتسبب لهم في قلق شديد من تسلل الثعابين والقوارض إلى داخل منازلهم وإلحاق الضرر بعائلاتهم.

ولفتوا إلى أن معظم سكان المنطقة يستخدمون الرصيف المحيط بالمحمية كممشى، خصوصاً النساء والأطفال، وفي أشهر الصيف يفضل الجميع ممارسة رياضة المشي في ساعات المساء، متابعين أنهم تواصلوا مع «الخط الساخن» في بلدية الشارقة، وطلبوا منهم حلاً لمشكلة الثعابين، وأبلغهم الموظف المسؤول أن هذه الشكوى ليست من اختصاص البلدية، بل من اختصاص هيئة البيئة والمحميات الطبيعية، فتواصلوا مع الهيئة، لكن لم يرد أحد على اتصالاتهم المتكررة.

‬9 محميات طبيعية

أقامت هيئة البيئة والمحميات الطبيعية تسع محميات على مستوى إمارة الشارقة، تهدف إلى حماية الحياة الطبيعية والبرية، أولها «محمية أشجار القرم»، أنشئت عام ‬1994 في خور كلباء، ومحمية ساحلية لغابات أشجار القرم وبيئتها تحوي مستنقعات، لتستطيع الطيور المهاجرة والرخويات العيش فيها، ثم محمية «المدينة» عام ‬1996 بمليحة، وتهدف إلى حماية النظام البيئي للسهول الحصوية، وتعيش فيها قوارض وزواحف وطيور مختلفة تعد من أهم الأشجار المحلية التي تنمو طبيعياً في الدولة وتسهم بشكل كبير في حماية البيئة الطبيعية من التصحر. ومحمية «جزيرة صير بونعير»، أقيمت عام ‬2000، وهي محمية بحرية للطيور المهاجرة والسلاحف الخضراء، تهدف لحماية نظام البيئة البحرية. وفي عام ‬2007 أقامت هيئة البيئة والمحميات ست محميات طبيعية، ثلاث في المنطقة الوسطى أولها محمية «البردي» في الذيد والتي تحوي أشجار السمر بهدف حماية منطقة السهول الحصوية، ومحمية «جبل الفاية» في بمليحة، وتهدف إلى حماية التراكيب الجيولوجية، والثالثة محمية «الظليماء» في البرير، والتي تحوي أشجار الغاف والسمر وتهدف إلى حماية النظام البيئي للكثبان الرملية. وتوجد في المنطقة الشرقية، محميتان، إحداهما محمية «وادي الحلو» في كلباء، والتي تهدف إلى حماية نظام البيئة الجبلية والوديان، ويعيش فيها أنواع من الطيور والزواحف والقوارض، إضافة إلى أسماك المياه العذبة، ومحمية «الحفية» في كلباء بهدف حماية نظام بيئة السهول الفيضية، وأخيراً محمية «واسط الطبيعية» في الرمثاء بمدينة الشارقة، والتي تحوي أنواعاً من الطيور المهاجرة، والزواحف والمواد الملحية، وتهدف إلى حماية النظام البيئي لمناطق السبخات.

وتعرف السبخة أو الهور بأنها مناطق ينخفض مستواها عن سطح البحر، تتجمع بها مياه الصرف، ونظراً لارتفاع درجة الحرارة في تلك المناطق، فإن تبخر الماء يحدث بصورة كبيرة من سطح التربة، وهي أراضٍ ملحية تتكون نتيجة لترسيب الأملاح بصورة كبيرة ومستمرة، فتكوّن قشرة بيضاء من البلورات الملحية، وتكون هذه القشرة هشة ضعيفة.

ثعبان على الطريق

أفاد المواطن خالد النوخذة، بأنه كان يقود مركبته بالقرب من المحمية، فرأى ثعباناً يتعدى طوله المتر، يخرج من سياج محمية واسط إلى الشارع الموازي، ولم يستطع تفادي الثعبان فدهسه بسيارته. وتابع أنه توقف على الفور واتصل بـ«الخط الساخن» لبلدية الشارقة، ليبلغ عن الحادث، إلا أن البلدية ردت أن هذه الشكاوى ليست من اختصاصها بل من اختصاص هيئة البيئة والمحميات الطبيعية، وأبلغه الموظف بأنهم «استقبلوا شكاوى كثيرة بهذا الخصوص من سكان المناطق المحيطة بمحمية واسط». وتابع أنه حصل على رقم هيئة البيئة والمحميات وتواصل معها، لتتعامل مع الثعبان النافق، لكن دون أن يحصل على رد، مضيفاً أنه اتصل بها أكثر من مرة، دون استجابة، ما اضطره إلى التخلص من الثعبان بطريقته الخاصة.

في المقابل، قالت هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة إن الهيئة تستقبل ملاحظات كثيرة عن الحشرات المنتشرة، وإنها تتابع جميع الشكاوى التي ترد على «الخط الساخن»، مؤكدة عدم وجود أفاعٍ أو قوارض في محمية واسط، تتسلق وتخرج من الأسوار المحيطة بالمحمية، لافتة إلى أن حال وجود ثعابين أو قوارض خارج المحمية، فإنها حيوانات ضالة قادمة من خارج المحمية.

وأضافت أن فرق تفتيش تتجول في المحمية وتجري مسحاً دورياً على جميع الحيوانات الموجودة في الحديقة، كما تتبع الفرق آثار الزواحف والأفاعي الموجودة داخل المحمية عن طريق كاميرات مراقبة تعمل على مدار الساعة، حرصاً على حياة الحيوانات، وتوفير البيئة الملائمة لها.

وتفصيلاً، شكا المواطن (خ.ن)، خروج حشرات وزواحف من سياج المحمية، موضحاً أنه شاهد ثعباناً يخرج من سياج محمية واسط إلى الشارع الموازي، لافتاً إلى أنه طالما استطاع ثعبان التسلل والخروج من المحمية، فلابد من خروج حشرات وقوارض أخرى تهدد استقرار سكان المنطقة، مطالباً بضرورة تغيير السياج المحيط بالمحمية، واهتمام أكبر من هيئة البيئة لتفادي تكرار الحادث مرة أخرى، أو وصول الثعابين إلى منازل الأهالي المحيطة بالمحمية.

وطالب المواطن خالد الحمادي، بضرورة تسييج المحمية بشبك ذي فتحات أصغر، موضحاً أن السياج الحالي يمكن الحشرات والقوارض من الخروج من المحمية إلى الممشى المحيط بها، والتسبب في القلق والذعر للنساء والأطفال الذين يستخدمون رصيف المحمية كممشى في أوقات مختلفة من اليوم.

وقال المواطن محمد أحمد إن المحمية لا تلقى اهتماماً كبيراً، إذ تصدر منها روائح كريهة في بعض الأحيان، وتخرج منها عقارب وقوارض، موضحاً أن منزله قريب من سياج المحمية، ولا يبعد أكثر من ستة أمتار، وقد تدخل هذه الحشرات إلى منزله وتؤذي عائلته.

وأضاف أنه قدم شكاوى عدة إلى بلدية الشارقة وهيئة البيئة، إلا أن الرد الوحيد منهما هو تنفيذ عملية رش المحمية بالمبيدات الحشرية فقط، دون اتخاذ إجراءات حازمة للتقليل من أضرار القوارض التي تعيش فيها، مطالباً الهيئة باهتمام أكبر بالمحمية لتقليص أعداد الحيوانات الضارة التي تعيش فيها، مبدياً تخوفه من وصول الثعابين والعقارب إلى منازل الأهالي، الأمر الذي قد يؤدي إلى مشكلات ويهدد حياتهم بالخطر.

وقال أحد أهالي المنطقة يدعى (بوحمد)، إنه بات يخشى على أولاده الثعابين الفارة من محمية واسط، حتى أنه حذر أفراد أسرته من السير بالقرب من المحمية، لافتاً إلى أنه شاهد ثعباناً صغيراً يتسلل من سياح المحمية، الأمر الذي أصابه بالذعر، خشية وصول ثعبان إلى حديقة منزله وإيذاء أحد أولاده.

وطالب هيئة البيئة والمحميات الطبيعية، باستخدام أنظمة أمان ذات مواصفات عالمية تحول دون هروب الثعابين والقوارض أو الحشرات من المحمية، حرصاً على سلامة أهالي الحي، لافتاً إلى أنه سبق أن تقدم بشكوى إلى البلدية التي أخبرته بأن المحمية ليست ضمن اختصاصاتها.

من جهته، قال مدير إدارة المحميات الطبيعية في الشارقة، التابعة لهيئة البيئة والمحميات الطبيعية، أحمد آل علي، إن محمية واسط لم تتعرض من قبل لعبث بشري، مؤكداً أن سلامة مرتادي المحمية والمواطنين تشكل أولوية لدى الإدارة.

وأشار إلى أن إدارة المحمية تتخذ جميع الإجراءات الاحترازية داخل المحميات لتفادي وقوع أية حوادث من شأنها تعكير صفو الأهالي، مستبعداً أن تستطيع الأفاعي والزواحف التسلل من سياج محمية واسط إلى الشوارع والمناطق السكنية، لافتاً إلى أن الزواحف التي لاحظ وجودها بعض أهالي المنطقة، عبارة عن حيوانات ضالة من خارج المحمية، لكن لوجودها بجوار المحمية تصوروا أنها متسللة منها.

وأضاف أن بلدية الشارقة تقدم الدعم الخاص، حال وجود شكاوى عن حشرات وزواحف، أو كلاب ضالة وتعمل الإدارة المختصة على القضاء على هذه الحالات، موضحاً أن إدارة المحـمية تبت في الشـكاوى، والملاحـظات، والاقتراحات التي تصل لها من خلال الرقم المجاني، وتتابعها بشكل مباشر.

وأوضح آل علي أن المحمية لا يستطيع دخولها الأشخاص غير المخول لهم، إضافة إلى أن إدارة المحمية تعمل على حمايتها من الحيوانات السائبة والضالة، ومتابعة الحيوانات والنباتات الموجودة بها وتعدادها، وأنواعها، وتكاثرها، وإدخالها في قاعدة بيانات خاصة في الهيئة.

الأكثر مشاركة