مسؤولو شركات عزوا السبب إلى ارتفاع أجرة السائقين والجمارك

مقيمــون يشكـون ارتــفـــاع أسعار الشحن البري

مقيمون طالبوا بفرض رقابـــة على مكاتب الشحن خصوصاً أن بعضها تضيف رسوماً بعد إنهاء الإجراءات. الإمارات اليوم

قال مقيمون إن أسعار شحن البضائع الشخصية والسيارات السياحية، خلال الفترة الحالية إلى دول الأردن، ولبنان، وسورية، والعراق، ارتفعت بنسبة وصلت إلى ‬100٪، موضحين أن شركات شحن تستغل فترة الصيف لرفع الأسعار خصوصاً البري، إذ زاد سعر المتر المكعب إلى دول مثل سورية والأردن ولبنان من ‬300 درهم في السابق إلى ‬700 درهم حالياً، وبلغ سعر شحن الكيلوغرام من البضائع إلى مصر من ثلاثة إلى خمسة دراهم، وارتفع سعر شحن السيارة السياحية من ‬2000 درهم إلى ‬2700 درهم، فضلاً عن طول مدة توصيل البضائع إلى بلد الوصول، والتي تصل إلى أكثر من أسبوعين.

في المقابل، عزا مسؤولون في شركات شحن أسباب ارتفاع الأسعار إلى زيادة أجور السائقين، وقلة أعدادهم، بسبب تردي الأوضاع الأمنية في سورية، التي تمثل ممراً رئيساً لنقل البضائع إلى الدول الأخرى، فضلاً عن تغير بعض القوانين الجمركية في بعض الدول، التي تمثل وجهات للمصدرين، مثل العراق، ومصر، وغيرهما.

وتفصيلاً، قال عبدالله إسماعيل، إنه اعتاد شحن سيارته إلى الأردن في كل عام، خلال فترة الصيف، وفوجئ هذا الصيف بارتفاع السعر من ‬2100 درهم العام الماضي إلى ‬2700 درهم حالياً، مضيفا أن تبريرات مسؤولي مكاتب الشحن لرفع الأسعار لم تكن مقنعة، داعياً إلى فرض رقابة على هذه المكاتب، خصوصاً أن بعض الشركات تضيف رسوماً على السعر المتفق عليه بعد إنهاء إجراءات عملية الشحن، لإجبار العميل على الإذعان ودفع هذه الزيادة.

واتفق معه في الرأي، (أبومحمد)، قائلاً إنه حصل على سعر شحن لسيارته عبر الهاتف من أحد مكاتب الشحن، وبعد أن أنهى إجراءات شحنها من خلال نادي السيارات الدولي الذي يلزمه بتحديد اسم المكتب الذي يتولى عملية الشحن، فوجئ بالمكتب يطالبه برسوم إضافية على السعر المتفق عليه، بدعوى تغير الرسوم الجمركية وعدم وجود سيارات شحن كافية، فضلاً عن إطالة مدة توصيل السيارة إلى أكثر من أسبوعين.

وطالب ضياء أحمد، بوضع تسعيره موحدة تطبق على جميع مكاتب الشحن في الدولة، يتم من خلالها تسعير الكيلوغرام أو المتر المكعب بالنسبة لكل دولة، مشيراً إلى أن هناك تفاوتاً كبيراً في الأسعار بسوق الشحن، الأمر الذي يفتح المجال لتلاعب بعض مكاتب الشحن في الأسعار.

وأكد طلعت الخضماني (مسؤول في شركة شحن)، أن أسعار الشحن البري إلى سورية ولبنان والأردن شهدت ارتفاعاً ملحوظاً خلال الفترة الأخيرة، على خلفية عدم تمكن السائقين السوريين، الذين يشكلون الأغلبية في سوق الشحن، من الحصول على تأشيرات عبور من بعض دول الواقعة على الطريق البري، ما تسبب في قلة أعداد السائقين وسيارات الشحن المتوافرة بالسوق، الأمر الذي ترتب عليه ارتفاع أجور السائقين من الجنسيات الأخرى، إذ ارتفعت أجرة الشاحنة المتوجهة إلى الأردن وسورية، ولبنان من ‬2500 درهم إلى ‬8000 درهم.

وأشار إلى أن أسعار الشحنين الجوي والبحري لم يطرأ عليهما أي تغيير عن الوضع السابق، بينما اختلف الأمر بالنسبة للشحن البري الذي شهد تغيرات مستمرة في الفترة الأخيرة، على خلفية تردي الأوضاع الأمنية في سورية، التي تمثل محوراً رئيساً للنقل البري إلى الدول الأخرى، وهو الأمر الذي أطال فترة توصيل بضائع العملاء إلى نحو أسبوعين، بعد أن كانت في السابق لا تستغرق أكثر من أسبوع.

ولفت إلى أن ارتفاع الأسعار أدى إلى تراجع الطلب على مستوى الشحن الشخصي للسيارات السياحية والبضائع والملابس وغيرها، إذ ارتفع سعر شحن السيارة الواحدة على سبيل المثال إلى أكثر من ‬1500 درهم، وفي المقابل استمر الطلب على الشحن التجاري، رغم ارتفاع أسعاره بنسبة وصلت إلى ‬100٪.

وحمل مسؤول في شركة شحن سيارات وبضائع، أيمن العيصي، مسؤولية ارتفاع أسعار الشحن خلال الفترة الأخيرة، لبعض السائقين الذين يتحكمون في أسعار النقل، بعد توقف العديد من السائقين السوريين عن العمل، مشيرا إلى أن أجرة سائق الشاحنة المتوجهة إلى الأردن ارتفع من ‬2500 درهم إلى نحو ‬8000 درهم، وارتفع سعر شحن السيارة الواحدة من ‬900 درهم إلى أكثر من ‬1500 درهم.

ولفت إلى أن كثيراً من الأسر بدأت تعزف عن شحن أثاثها وبضائعها خصوصاً إلى دول لبنان وسورية والأردن والعراق، بسبب ارتفاع كلفة الشحن، مقارنة بأسعار شراء البضائع المراد شحنها، فضلاً عن تغير بعض قوانين الجمارك في بعض الدول مثل العراق، التي باتت تمنع دخول البضائع المستخدمة إلى أراضيها.

وأشار إلى أن سعر شحن المتر المكعب إلى دول الشام ارتفع من ‬300 درهم في السابق إلى ‬700 درهم، وبلغ سعر شحن الكيلوغرام من البضائع إلى مصر أربعة دراهم، وبلغ سعر شحن المتر المكعب إلى العراق نحو ‬500 درهم.

وقال مسؤولون في شركات شحن (فضلوا عدم ذكر أسمائهم)، إن مستوى إقبال الأفراد على شحن السيارات السياحية والأمتعة الشخصية بالبر تراجع خلال الفترة الحالية بنسبة كبيرة، مقارنة بالسنوات السابقة على خلفية قصر مدة الإجازة الصيفية وتزامنها مع شهر رمضان المبارك، إذ فضل كثير من العائلات المقيمة قضاء شهر رمضان داخل الدولة، فضلاً عن ارتفاع كلفة شحن السيارة الواحدة وطول مدة تسليمها إلى أصحابها في وجهاتهم، إضافة إلى المخاطر التي قد تواجه عملية الشحن على الطريق، لافتاً إلى أن موسم سوق الشحن البري كان يشهد انتعاشاً كبيراً في السابق، في الفترة من مايو وحتى منتصف رمضان.

تويتر