تعرض لحريق أدى إلى تشوه وجهه وجسده وليس له علاج في الدولة
«أنور» يحتاج إلى جراحة في ألمانيا بـ 400 ألف درهم
تعرض مهندس بترول سوداني لإصابة عمل حولت حياته إلى جحيم، إذ أصيب بحروق في الرأس والوجه والرقبة والذراعين والجانب الخلفي من الطرفين السفليين، بنسبة 59% من مساحة الجسم، ما تسبب في تشوه وجهه ويديه بصورة شديدة.
وقد صنف 40% من تلك الحروق من الدرجة الثالثة، فيما أفادت تقارير طبية بأنه يحتاج إلى تدخل جراحي من نوع غير متوافر داخل الدولة، لكن المشكلة أن كلفة علاجه في مستشفى ألماني تبلغ 400 ألف درهم، فيما لا يملك سوى راتبه الذي لا يتعدى 4000 درهم.
بدأت مشكلة أنور أحمد (36 عاماً)، عند نشوب حريق هائل في حقل قويصرة النفطي في المنطقة الغربية في أبوظبي، نتيجة وجود غاز شديد التفاعل مع المواد الحرارية في إحدى حفر الحقل أثناء تأدية عمله. ووفق التقارير الطبية الصادرة من مستشفيي المفرق والنور فهو يحتاج إلى تدخل جراحي خارج الدولة، لعدم توافره داخلها، وتبلغ كلفة علاجه في مستشفى «إيمرجنسي هوسبيتال برلين» الألماني 400 ألف درهم، ويناشد من يساعده على رحلة علاجه.
ويروي أنور قصته قائلاً «منذ ثمانية أشهر بدأت معاناتي مع الحريق الذي شب في جسدي، إذ كنت أعمل مهندساً في إحدى الشركات الخاصة لخدمات الإنتاج في أبوظبي، وكنت وقتها ضمن فريق عمل في مهمة رسمية لدى إحدى شركات التنقيب في المنطقة الغربية في أبوظبي، وبالتحديد حقل قويصرة، وكنت أول من نزل إلى الحفرة مع إضاءة المكان بمصباح صغير، فاندلع حريق هائل في الحفرة نتيجة وجود غاز شديد التفاعل مع المواد الحرارية، وكانت حالتي الصحية وقتها حرجة، إذ تم نقلي إلى أقرب مكان للموقع الذي حدث فيه الحريق وهو مستشفى مدينة زايد، وكان يبعد 135 كيلومتراً، ودخلت في غيبوبة بعدما فقد جسمي كمية كبيرة من السوائل، ثم في اليوم نفسه تم نقلي عن طريق سيارة إسعاف إلى وحدة الحرائق في مستشفى المفرق، وخضعت لإجراءات المعالجة تحت عناية فائقة ومكثفة، واجتزت المراحل الأولى من العلاج، وتم إخراجي من المستشفى بعدما مكثت فيه مدة تزيد على شهرين، لكن استمرت معاناتي وآلامي بوجود عجز عن ممارسة حياتي الطبيعية، حتى أنني لم أستطع النوم بصورة طبيعية إلا بعد استخدام الأدوية».
وأضاف: «أكملت أربعة أشهر منذ خروجي من مستشفى المفرق، لكن كنت أعاني بشكل كبيرمن الالم، ثم ذهبت إلى مستشفى النور، وقابلت كبير استشاريي الجراحة التجميلية، الذي أكد ضرورة خضوعي لعملية متخصصة ومعقدة، لا تتوافر داخل الدولة، فخاطب أحد أصدقائي مستشفى متخصصاً في العاصمة الألمانية برلين، وجاء الرد بأن العلاج متوافر، وتبلغ كلفته نحو 400 ألف درهم، لكن ظروفي وإمكاناتي المالية المتواضعة لا تسمح لي بذلك، والمشكلة أن شركة التأمين الصحي لا تغطي تكاليف العلاج خارج الدولة، وإنما تكفلت بتغطية العلاج في مستشفيي المفرق والنور».
وتابع (أنور) شارحا معاناته: «أنا المعيل الوحيد لأسرتي المكونة من أربعة أفراد، وأتقاضى راتباً لا يتعدى 4000 درهم، يذهب لمستلزمات الحياة ومصروفاتها، ولا أعرف ما العمل في ظل وضعي الصحي الحرج».
وتشير التقارير الطبية الصادرة من مستشفيي المفرق والنور إلى أن «المريض تعرض لإصابة بحروق من جراء اللهب، شملت الرأس والوجه والرقبة والذراعين والجانب الخلفي من الطرفين السفليين، بنسبة 59% من إجمالي مساحة سطح الجسم، بينما 40% من تلك الحروق من الدرجة الثالثة، وتلقى العلاج الأولي في مدينة زايد، ونقل في اليوم نفسه إلى مستشفى المفرق حيث خضع فيه للعلاج، ويعاني المريض في الوقت الحاضر ندوباً مزعجة في فروة الرأس، مع بعض الجروح المفتوحة، ويظهر من الوجه تضخم النسيج الليفي، نتيجة تشقق سماكة الرقع الجلدية، مع تقلصات حول الفم والاجفان السفلية والخدين، كما يعاني انكماشاً في الجزء الأوسط الأمامي من العنق».
وأضاف التقرير أنه «في جميع الاحتمالات، وبالنظر إلى المستوى المكثف من العلاج والرعاية المطلوبة فهي غير متوافرة في أي مستشفى في الإمارات في الوقت الحاضر، وعليه لابد أن نضع في حسباتنا ضرورة نقل المريض إلى مركز متخصص في علاج الحروق بالخارج، على أن يكون من المراكز التي تتمتع بالتخصصات المساعدة كافة لضمان الحد الأقصى المرجو من معالجة الحالة».