«علا» ترقد في المستشفى والأورام السرطانية تنتشر في جسدها بسرعة شديدة. الإمارات اليوم

«عُلا» تواجه آلام السرطان بـ «ابتسامة»

تستقبلك بابتسامة بريئة، تحدثك عن أحلامها الصغيرة، مسحت الدمع في عينيها، ليست حزينة، إنها تتألم، فهي التي لم يتجاوز عمرها أربع سنوات، تواجه سرطاناً ضارياً، يفتك بجسدها النحيل بلا رحمة.

من يتخيل أن صاحبة هذه الابتسامة البريئة خضعت لعلاج كيماوي لمدة 96 ساعة متواصلة، ومازالت الأورام السرطانية تنتشر في جسدها بسرعة شديدة، وتعاني نقصاً في الصفائح الدموية، وارتفاعاً في درجة الحرارة، وغيرهما من الآلام التي في النهاية لا تجعلها تذوق النوم إلا ساعة واحدة في اليوم، ومع ذلك مازالت ابتسامتها على وجهها، لم تغادره.

أكثر من 30 يوماً مضت على إصابة «علا»، بورم سرطاني في الخلايا البدائية العصبية، المعروف علمياً بـ «نيروبلس توما»، وهي تحتاج إلى زراعة نخاع عظمي، وتدخل جراحي لاستئصال الأورام المنتشرة في جسدها، يعقبه علاج إشعاعي مكثف، لكن المشكلة أن تلك الجراحة غير متوافرة في الدولة، وتجرى في ألمانيا بكلفة مليون و675 ألف درهم، وهو مبلغ يفوق الإمكانات المالية لأسرتها.

تقرير طبي

يشير التقرير الطبي الصادر عن مستشفى دبي، إلى أن الطفلة عُلا تعاني ورماً في الخلايا البدائية العصبية، وأن التقرحات انتشرت في جسدها ووصلت إلى العمود الفقري.

وحسب نتائج التحاليل و الفحوص المخبرية، فإن حالة الطفلة خطرة وتتطلب خضوعها للعلاج الكيماوي والإشعاعي، وإجراء جراحة عاجلة إذا استجابت للعلاج.

ويروي والد الطفلة قصتها مع المرض قائلاً: «رزقني الله بثلاثة أطفال، الأكبر يبلغ من العمر 10 سنوات، والثاني ثماني سنوات، وأخيراً ولدت (علا)، واتفقت مع زوجتي على عدم الإنجاب والاكتفاء بما رزقنا بهم الله، حتى نستطيع تربيتهم وتعليمهم بشكل جيد، وكانت الحياة تسير بصورة طبيعية حتى ثلاثة أشهر مضت، عندما بدأت علا تشعر بآلام شديدة ومستمرة في البطن، إضافة إلى ارتفاع درجة حرارتها عن المعدل الطبيعي».

وأضاف الأب: «عرضناها على أطباء في مستشفيات عدة، حيث لم يستطع أحد تشخيص المرض بصورة دقيقة في بداية ظهوره في شهر مارس الماضي، بعدها لاحظت الأم بروزاً في رقبة الصغيرة، فنقلناها على الفور إلى مستشفى الزهراء في الشارقة، وتبين من الفحوص وجود أورام في البطن والمثانة والصدر ممتدة إلى العنق، وأوصى الطبيب المعالج بأخذ الطفلة لأقرب مستشفى لتلقيها علاجاً كيماوياً في أسرع وقت للسيطرة على المرض».

وتابع: «في مستشفى دبي، تم أخذ عينة من الغدة، وأكد لي الطبيب المعالج وجود ورم في الخلايا البدائية العصبية، وهو يصيب الأطفال في هذه المرحلة العمرية، وقد صنفه الأطباء بأنه من الأمراض الخطيرة، إضافة إلى أن الفحوص أظهرت أيضاً انخفاضاً في معدل الدم وانتفاخاً في البطن وارتفاعاً في درجة الحراة».

وأكمل الأب: «كانت الصدمة شديدة، خصوصاً عندما أبلغنا الأطباء بضرورة إجراء عملية في أسرع وقت ممكن، وقد تم إدخالها إلى المستشفى لتلقي الجرعات الكيماوية والعلاج المكثف، ونقل صفائح دموية إليها، وإعطائها المضادات الحيوية اللازمة قبل العلاج الكيماوي، الذي كانت أولى جلساته في 13 أبريل الماضي، واستمر العلاج أربعة أيام، ما يقارب 96 ساعة متواصلة».

وقال الأب: «الأطباء المعالجون نصحوا بنقل (علا) في أسرع وقت إلى أحد المستشفيات المتخصصة في الأورام خارج الدولة في غضون شهر على الأكثر، وخاطبت مستشفيات عدة خارج الدولة، وأرسلت نسخاً من التحاليل والأشعة وتحدثت مع أطباء من جنسيات مختلفة، وتبين أخيراً أن علاجها متوافر في أحد المستشفيات المتخصصة في ألمانيا، وكلفته مليون و675 ألف درهم».

وأضاف: «سبب المرض وطول فترة بقاء (علا) على فراش المرض، أعراضاً غريبة، مثل حدوث انتفاخ البطن على الجهة اليمنى على شكل بيضة، وآلام في منطقة الحوض والمفاصل أفقدتها القدرة على الحركة والمشي، فضلاً عن فقدانها الشهية وارتفاع ضغط الدم، وإرهاق شبه دائم، إذ تنام ساعة واحدة في اليوم، وهذا الأمر جعلنا في خوف على الطفلة، كما أن ملامح جسدها تتغير بشكل مستمر».

وواصل الأب باكياً: «أكد الأطباء ضرورة سرعة سفر الطفلة لإتمام العلاج خارج الدولة، حرصاً على حياتها، خصوصاً لعدم توافر علاج لمرضها داخل الدولة، وأصبحت لا أستطيع التفكير، لا أدري ماذا أفعل لأنقذ طفلتي، أصبحت لا أملك سوى الدموع والدعاء ليل نهار، فأنا أعمل في إحدى الشركات الخاصة، براتب 9500 درهم، وزوجتي ربة بيت لا تعمل، وأنا المعيل الوحيد للأسرة».

وتابع: «أملي الوحيد علاج علا وإنقاذها من السرطان الذي ينمو ويتغلغل في جسدها الصغير، وأناشد أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة مساعدتي على توفير كلفة علاجها في ألمانيا قبل فوات الأوان، خصوصاً أن حالتها تسوء يوماً بعد يوم».

الأكثر مشاركة