المجلس البلدي: الحل تأجير عزب في مناطق أخرى أو بيع الإبل
مربو إبل في كلباء يعانون ضيق العزب وعدم وجود رُخص
شكا مربو إبل في مدينة كلباء التابعة لإمارة الشارقة، عدم توافر مساحة كافية يتمكنون خلالها من تفسيح الإبل، بالإضافة إلى عدم حصولهم من الجهات المعنية على رخص استقدام عمال يقومون بمراعاة الإبل والعزب الخاصة بهم، لعدم توافر رخص لهذه العزب من البلدية.
استفادة اقتصادية أفاد مدير المجلس البلدي في مدينة كلباء، هلال محمد النقبي، بأن أصحاب العزب في المنطقة لا يقومون بالاستفادة من الإبل بشكل اقتصادي واضح، مثل بيع الحليب أو اللحوم، إلا بشكل قليل، ما يشكل عليهم عبئاً اقتصادياً بالإضافة إلى طبيعة المنطقة الصخرية التي تشكل عائقاً أساسياً في تفسيح وتربية الإبل، ما يجعل المربين في حاجة إلى شراء كميات كبيرة من الرمال التي تباع في مناطق بعيدة، ما يزيد من كلفة التربية. |
فيما أقرت إدارة المجلس البلدي في مدينة كلباء بعدم وجود مساحة كافية في المدينة تسمح بزيادة مساحة العزب، لما فيها من توسع وامتداد سكاني ومشروعات سياحية في المنطقة، مطالبة مربي الإبل ببيع الإبل أو تأجير عزب في مناطق أخرى تتسع مساحاتها وتكون طبيعتها أفضل للإبل.
وتفصيلاً، قال المواطن سلطان القايدي، من سكان مدينة كلباء «كنا نعاني منذ فترة طويلة عدم وجود عزب تتسع لإبلنا، وتجاوب المجلس البلدي مع مطالبنا ووفر محمية خاصة تتمكن فيها الإبل من الحركة بشكل مريح، وتأكل من منطقة القرم، وهي مجموعة أشجار بقرب بحيرة، مشيراً إلى أنه مع الوقت طلب منهم المسؤولون تغيير أماكن عزب وتحويلها من المحمية إلى أي مكان بعيداً، بعدما أصبحت المحمية خاصة بالغزلان فقط، لافتاً إلى أنه تم منعهم أيضاً من تفسيح الإبل وعدم السماح لها بالرعي على أشجار القرم.
وأكد القايدي أن جميع مربي الإبل استجابوا لطلب المسؤولين واعزبهم إلى منطقة الغيل، موضحاً أنهم أنفقوا أموالاً طائلة على عملية نقل وتأهيل عزب جديدة للإبل بلغت أكثر من 70 ألف درهم، حتى لا يتخلوا عن تربية الإبل مهنة الآباء والأجداد.
وأشار إلى أن «هناك مربي إبل من كبار السن وذوي الدخول المحدودة واجهوا صعوبات كبيرة وتحديات كثيرة في نقل إبلهم»، موضحاً أن عملية النقل كلفتهم أموالاً فوق طاقتهم، وجهداً، بالإضافة إلى تأجير السيارات ذات الدفع الرباعي التي تقوم بنقل الإبل والأعلاف وغيرها.
وأيده الرأي المواطن سالم سيف قائلاً إن تجهيز العزب للإبل مختلف تماماً عن تجهيزها للأغنام وغيرها، لافتاً إلى أن الإبل في حاجة إلى مساحات واسعة، فتحتاج الرأس الواحدة من الإبل البالغة إلى مساحة 20 متراً مربعاً، ويمكن إيواؤها بصورة منفردة أو جماعية مع مراعاة المساحات المطلوبة لكل رأس، موضحاً أن العزب المتوافرة حالياً لا تلبي هذه الشروط، فهي صغيرة جداً ولا تتوافر فيها المساحة الكافية لتدريب الإبل وتفسيحها، ما يجعلها محصورة في مساحة ضيقة غير مناسبة.
وأكد سالم أن الإبل جزء لا يتجزأ من حضارة وعادات وتقاليد دولة الإمارات، ولا يمكن ترك هذه المهنة، متسائلاً «هل مطلوب منا هجر مهنة الآباء والأجداد بسبب عدم وجود مساحات كافية؟».
وطالب المواطن علي القايدي بضرورة الاهتمام بمربي الإبل في مدينة كلباء، والاهتمام بهم مثل بقية المناطق الأخرى، مشيراً إلى أن الإبل عنوان الأصالة والعراقة، موضحاً أنه توجه بشكواه من ضيق مساحة العزب، فاقترح عليه تفسيح الإبل في المناطق الصخرية بالقرب من الجبال، فهي سفينة الصحراء وتستطيع السير في مختلف الأجواء.
وأشار القايدي إلى أنه يضطر إلى شراء كميات كبيرة من الرمل للتغلب على مشكلة كثرة الصخور في المنطقة التي توجد فيها عزبته، ما يجعله ينفق أموالاً مضاعفه حرصاً على عدم هجر مهنته التي يحبها.
وذكر أن الصعوبات التي يواجها مربو الإبل في مدينة كلباء تتلخص في عدم منح الجهات المعنية رخص استقدام عمال يقومون بمراعاة الإبل والعزب الخاصة بهم، لعدم توافر رخص لهذه العزب من البلدية، لافتاً إلى أنه على الرغم من كل هذه الصعوبات إلا أنه لا يستطيع الاستغناء عن الإبل وتربيتها، فهي مصدر الحليب واللحم والوبر، بالإضافة إلى أنها تذكرة بالأجداد وهي المصدر الأول للقيم.
من جانبه، أقر مدير المجلس البلدي في مدينة كلباء، هلال محمد النقبي، بأن المناطق السكنية في مدينة كلباء بدأت تتوسع بسبب الامتداد السكاني في المنطقة، مشيراً إلى أنه «تم نقل العزب بعيداً عن المناطق السكنية لتصبح في غرب منطقة الغيل بشكل مؤقت، وهي غير مرخصة، وستتم إزالتها بشكل كامل مستقبلاً».
وأوضح النقبي بخصوص منح الجهات المخصصة لمربي الإبل رخص استقدام عمال «لابد من ترخيص يحضره صاحب العزبة من وزارة الزراعة ويكون مستوفي الشروط المطلوبة، حتى يتم تمليك العزبة والسماح له باستقدام عمال يهتمون بشؤون الإبل والمواشي».
وبين أن المساحات المخصصة للعزب في مدينة كلباء تتسع فقط للمواشي والأبقار كون مساحتها نحو 50 متراً في 50 متراً، وهي لا تتسع للإبل التي تحتاج إلى مساحات كبيرة، مقترحاً على مربي الإبل بيع الإبل أو تأجير عزب في مناطق أخرى مناسبة.