التطعيم يقي الحيوانات من الأمراض. تصوير: تشاندرا بالان

مربّو ماشية في «الوسطى» يعانون نقص الأدوية البيطرية

يعاني مربّو ماشية في المنطقة الوسطى مشكلة «موسمية» تتمثل في نقص إمدادات الأدوية واللقاحات البيطرية التي توفرها وزارة البيئة والمياه، تزامناً مع دخول فصل الشتاء، ما يدفعهم إلى شراء ما يحتاجونه من أدوية لمواجهة الأوبئة التي قد يتعرض لها الماشية في هذا الوقت من كل عام.

برامج المسح والاستقصاء

أكد وكيل الوزارة المساعد للشؤون الزراعية والحيوانية في وزارة البيئة والمياه، المهندس سيف الشرع، حرص الوزارة على تطبيق نظام للتقصي عن الأمراض الحيوانية الوبائية من خلال تطبيق برامج المسح والاستقصاء الوبائي النشط سنوياً، بالتنسيق مع السلطات المحلية، بالإضافة إلى بناء وزيادة الكوادر البشرية المؤهلة العاملة في مجال الطب البيطري، وتطوير وسائل التوعية والتثقيف بالعناية بالثروة الحيوانية وحمايتها.

وتابع أن الوزارة تنفذ الزيارات الإرشادية التي تقدم الارشاد حول أساليب الحفاظ على الثروة الحيوانية والعناية بها من خلال نخبة من الكوادر الطبية البيطرية المتخصصة في مجال الصحة الحيوانية، و21 عيادة بيطرية تغطي مختلف مناطق الدولة، وتقدم خدماتها لجميع مربي الماشية بأنواعها المختلفة، منها الإبل والماعز والبقر وغيرها.

من جانبها، أكدت وزارة البيئة والمياه أنها توفر كميات كافية من الأدوية واللقاحات في عيادات المناطق المختلفة لسد حاجة مربي الماشية، كما توفر مخزوناً استراتيجياً منها لأغراض علاجية، علاوة على توفير برنامج تحصين الثروة الحيوانية، الذي يستمر طوال العام، خصوصاً في موسم الشتاء الذي يتزامن مع زيادة أمراض الماشية.

فيما ذكر عضو المجلس الوطني عن المنطقة الوسطى، مصبح بالعجيد الكتبي، أن ما توفره وزارة البيئة من أدوية ولقاحات بيطرية لمربي الثروة الحيوانية لا يزيد على 20% من اجمالي ما يحتاجونه.

وتفصيلاً، قال أحد مربي الماشية في مدينة الذيد، المواطن (أبوحامد) إن أعداد الثروة الحيوانية في تزايد مستمر عاماً بعد عام، ما يستدعي زيادة كميات الأدوية المقدمة من وزارة البيئة والمياه وتحديداً في فصل الشتاء باعتباره موسم زيادة الاوبئة والأمراض الحيوانية، موضحاً أن الثروة الحيوانية بحاجة إلى لقاحات تحصينية وأدوية بكميات تفوق بقية أشهر السنة، مؤكداً ضرورة إجراء التحصينات البيطرية للماشية لتجنب إصابتها بالأوبئة الموسمية المختلفة، مثل الكبد الوبائي والتسمم الدموي المعوي والحمى القلاعية والطاعون والجدري.

وتابع «أصيبت أعداد من ماشيتي بمرض الكبد الوبائي قبل أسبوعين، فتواصلت مع المركز البيطري في مدينة الذيد الذي أرسل طبيباً بيطرياً إلى العزبة، وبعد فحص الماشية زودني بكميات من الأدوية العلاجية، إلا أنها لم تكن كافية لعلاج أعداد الماشية المصابة بالوباء، علاوة على أن الطبيب اعتذر عن عدم وجود اللقاحات الخاصة بالكبد الوبائي لتحصين الماشية غير المصابة، نظراً لعدم توافره في المركز البيطري».

وأيده الرأي أحد سكان مدينة الذيد، المواطن علي الكتبي، الذي طالب بزيادة كميات وأنواع الأدوية المقدمة لمربي الثروة الحيوانية، مشيراً إلى أن الماشية تتعرض في فصل الشتاء لأمراض فتاكة ومعدية يجب مكافحتها من خلال توفير ما يكفي من اللقاحات والادوية العلاجية، خصوصاً أن الأوبئة تزداد بشكل ملحوظ خلال الشتاء.

وأشار إلى أنه يمتلك 470 رأساً من الماشية يحرص على تحصينها ضد الأوبئة المعدية مع بداية موسم الشتاء، نظراً لزيادة فرصة إصابتها بالأوبئة في هذا الموسم بصورة ملحوظة، مشيراً إلى أنه يدفع مبالغ مالية كبيرة للعيادات البيطرية الخاصة لتوفير الكميات المناسبة من اللقاحات والأدوية العلاجية، حرصاً على توفير بيئة صحية لثروته الحيوانية، عبر مكافحة الأوبئة الفتاكة التي قد تتعرض لها.

وقالت المواطنة علياء حميد، من منطقة المدام: عند طلب الطبيب البيطري التابع لوزارة البيئة فإن دوره يقتصر على الفحص وتشخيص المرض فقط، وإجراء العمليات اللازمة للمواشي، أما بالنسبة للأدوية البيطرية فإنها في معظم الأحيان تكون غير متوافرة لديه، فيعطينا وصفة لشرائها من إحدى العيادات البيطرية الخاصة، مشيرة إلى ارتفاع أسعار الأدوية البيطرية، إذ وصل سعر علبة المضاد الحيوي إلى 135 درهماً بعد أن كانت بـ75 درهماً، مطالبة بتوفير كميات من الأدوية لسد الطلب المتزايد عليها.

من جانبه، أكد وكيل الوزارة المساعد للشؤون الزراعية والحيوانية في وزارة البيئة والمياه، المهندس سيف الشرع، أن الوزارة تولي الثروات الحيوانية والنباتية المحلية اهتماماً متواصلاً، وذلك في إطار أهداف الوزارة الاستراتيجية المتمثلة في الوقاية من الآفات الزراعية والأمراض الحيوانية، وتعزيز سلامة الغذاء واستدامة الانتاج المحلي.

وأوضح أن الوزارة تقدم الخدمات البيطرية التي تشمل برنامج تحصين الثروة الحيوانية طوال أشهر العام، خصوصاً في موسم الشتاء الذي يتزامن مع زيادة أمراض الماشية، وذلك للوقاية من أوبئة عدة مثل الحمى القلاعية، وطاعون المجترات الصغيرة، والالتهاب الرئوي البلوري المعدي، والجدري، والباستوريلا والتسمم الدموي المعوي، بالإضافة إلى أنها تقدم الخدمات العلاجية التي تشمل إجراء العمليات الجراحية المختلفة.

وأضاف أن الوزارة توفر اللقاحات والأدوية لعلاج الماشية من الأمراض غير الوبائية كذلك، مثل أمراض سوء التغذية، والعلاج الوقائي ضد الطفيليات الداخلية والخارجية، بالإضافة إلى توفير الكمية الكافية من الأدوية واللقاحات لدى عيادات المناطق التي تسد حاجة مربي الثروة الحيوانية، لافتاً إلى أن الوزارة تحرص على توفير مخزون استراتيجي من الأدوية واللقاحات لسد أي نقص، أو استخدامها لمعالجة الأوبئة والأمراض.

فيما ذكر عضو المجلس الوطني، مصبح بالعجيد الكتبي، أن كميات الأدوية البيطرية الأساسية التي توفرها وزارة البيئة والمياه قليلة ولا تزيد على 20% من اجمالي ما يحتاجه مربو الثروة الحيوانية، وحتى المتوافر منها غير مجدٍ في علاج الماشية، ما يدفع بأصحاب حظائر الماشية إلى شراء الأدوية البيطرية من العيادات الخاصة التي تكلفهم مبالغ مالية كبيرة. وأضاف أن العلاجات التكميلية الأخرى مثل البروتينات والفيتامينات الخاصة بالثروة الحيوانية غير متوافرة لدى المراكز البيطرية التابعة للوزارة. ودعا وزارة البيئة والمياه الى عمل دراسة حول حاجة مربي الماشية في إمارات الدولة المختلفة للعلاجات واللقاحات البيطرية والسعي إلى توفيرها، حفاظاً على الثروة الحيوانية باعتبارها أهم مصادر الدخل القومي.

الأكثر مشاركة