سكان في أبوظبي يتضرّرون من إزعاج آلات تنبيه المركبات
شكا سكان في أبوظبي ضجيجاً بسبب استخدام سائقي مركبات آلات التنبيه بصورة مزعجة، وبصورة غير قانونية على الطرق الداخلية، من دون داعٍ، مؤكدين انتشار هذه الظاهرة خلال الفترة الأخيرة، الأمر الذي يعد تلوثاً سمعياً، فضلاً عن تداعياتها الصحية على أفراد المجتمع، مطالبين بتشديد العقوبات على غير الملتزمين بقواعد استخدام آلة التنبيه.
من جانبها، كشفت مديرية المرور والدوريات في شرطة أبوظبي، عن حجز 4846 مركبة، لمدة شهر تسببت في الضجيج، والغرامة 900 درهم، وتحرير نحو 100 مخالفة استعمال آلة التنبيه بصورة مزعجة، خلال الفترة من مطلع يناير حتى 15 فبراير الماضيين، على مستوى إمارة أبوظبي، منها 18 مخالفة استعمال آلة التنبيه فى أماكن محظورة، و82 مخالفة لاستعمالها بصورة مزعجة.
مخاطر آلة التنبيه أكدت العديد من الدراسات أن الضوضاء الناتجة عن السيارات تعد من أهم أنواع تلوث البيئة، فهي لا تزعج الأذن فقط، بل تثير الحالة النفسية بالتوتر العصبي بسبب الأصوات الصاخبة أيضاً، ما ينعكس على سلوكيات قائدي المركبات، وتعامل كل واحد منهم مع الآخر، وقد يكون هذا سبب النزاعات التي تنشب بينهم بشكل سريع، وأحياناً بلا سبب منطقي. ويؤدي ارتفاع الصوت عن المعدل الطبيعي إلى نقص النشاط الحيوي والإثارة والقلق، وعدم الارتياح الداخلي والارتباك وعدم الانسجام، فالتعرض للضوضاء لمدة ثانية واحدة يقلل التركيز لمدة 30 ثانية. وأشارت دراسات إلى أن طلبة المدارس الذين يتعرضون لضجيج شدته من 50 إلى 60 ديسيبل، يشعرون بطول وقت الدراسة، ويقضون وقتاً أطول في حل التمارين الرياضية، في حين لا يظهر ذلك في الأجواء الهادئة (30 - 37 ديسيبل)، كما أن للضجيج أثراً في النمو الفكري للأطفال، وعندما تتوقف الضوضاء تحتاج الأوعية الصغيرة إلى خمس دقائق، كي تعود إلى سيرتها الأولى، وهناك تأثير مباشر للضجيج عند وصول شدته إلى أعلى من 50 ديسيبل، ويحدث النقص في السمع عند 80 ديسيبل أو أعلى، فيبدأ بالطنين في الأذن ثم صداع دائم، وانخفاض في سماع الأصوات المتوسطة. |
وتفصيلاً، أكد مواطنون ومقيمون في أبوظبي انتشار ظاهرة استخدام آلة التنبيه في المركبات من قبل بعض السائقين بصورة مزعجة، ما يسبب حالة من الضجيج والضوضاء على بعض الطرق، الأمر الذي قد تكون له تداعيات صحية ونفسية عليهم، مطالبين بتشديد العقوبات على المخالفين.
وقال المواطن أبومحمد إنه يعاني بصفة مستمرة الضجيج والضوضاء، اللذين يسببهما استخدام آلة التنبيه بصورة عشوائية من قبل بعض السائقين الذين لا يراعون مستخدمي الطريق أو السكان والمرضى، مطالباً بتشديد الغرامة المالية على المخالفين، للحد من هذه الظاهرة.
وقالت أم عبدالله إنها تقطن في بناية تطل على شارع الشيخ راشد بن سعيد في أبوظبي، ودائماً تفزع هي وأبناؤها من ضجيج أصوات آلات التنبيه، مشيرة إلى أن كثيراً من السائقين يجهلون قواعد استخدام آلة التنبيه، والمخالفات المترتبة على ذلك، مطالبة بزيادة الوعي المروري للسائقين، وحثهم على الالتزام، من خلال البرامج الإعلامية المختلفة.
وذكر محمد مراد أنه يلاحظ كثرة استخدام آلة التنبيه عند التقاطعات والإشارات الضوئية ومخارج الطرق المختلفة، من دون داعٍ، مضيفاً أن بعض السائقين يستخدون آلة التنبيه بشكل متواصل دون توقف، خصوصاً في الأماكن المزدحمة، ظناً منهم أن هذا الفعل سيسهم في انسيابية حركة السير، مؤكداً أهمية استخدام آلة التنبيه للضرورة القصوى، خصوصاً لتنبيه المشاة.
من جهته، أكد مدير مديرية المرور والدوريات في شرطة أبوظبي، العميد المهندس حسين أحمد الحارثي، لـ«الإمارات اليوم»، أن قانون السير والمرور الاتحادي رقم 21 لسنة 1995 وتعديلاته، يحظر استعمال أجهزة التنبيه بالقرب من المستشفيات أو المدارس، أو دور العبادة في المناطق الآهلة بالسكان بين الساعة العاشرة مساء وحتى وقت شروق الشمس، لما يشكله استخدامها من إزعاج للطلاب، ما يمنعهم من الانتباه إلى الدراسة والتحصيل، بالإضافة إلى ما يمثله صوت آلة التنبيه من إزعاج للمرضى، خلال استعماله بالقرب من المستشفيات.
وأفاد الحارثي بأن المادة 131 من القانون نصت على مخالفة استعمال آلة التنبيه في الأماكن المحظورة بالغرامة المالية 200 درهم ونقطتين مروريتين، كما نصت المادة 144 على مخالفة استعمال آلة التنبيه بصورة مزعجة بالغرامة 100 درهم ونقطتين مروريتين، ومخالفة الضجيج عقوبتها حجز المركبة أو الدراجة النارية التي تتسبب في الإزعاج لمدة شهر، بالإضافة إلى الغرامة المالية 900 درهم.
وقال الحارثي إن الإفراط في استخدام آلة التنبيه سلوك غير حضاري، مشدداً على ضرورة عدم استخدامها إلا في حالات الضرورة، وعدم استخدامها بعصبية لتنبيه السائفين الآخرين أو إجبارهم على ترك الطريق لهم، ما يؤدي إلى تشتيت انتباههم عن مراقبة الطريق، وإرباكهم والتسبب في وقوع حوادث مرورية.
وحثّ السائقين على تطبيق قاعدة «القيادة فن وذوق»، وضرورة احترام حقوق الآخرين، وعدم إزعاجهم بآلة التنبيه، داعياً عشاق كرة القدم إلى عدم الإزعاج، والتحلي بالأخلاق الحميدة، والابتعاد عن كل ما يسيء إلى الجو العام بعد مباريات كرة القدم، والاحتفال بالفوز بطريقة حضارية من دون إزعاج للآخرين.
وقال الحارثي إن القيام بأي إجراء لتعديل مواصفات المركبات لتضخيم أصواتها، وتركيب سماعات إضافية ذات قوى كبيرة، لزيادة الأصوات الصادرة عنها، يجعلان تلك السيارات مصدراً للإزعاج، نتيجة لما يصدر عنها من أصوات موسيقى من أجل لفت الأنظار والتباهي، وهذا يعدّ سلوكاً غير حضاري، وسيواجه بكل حزم من قبل عناصر دوريات المرور المنتشرين في جميع الأماكن.