صيدليات مناوبة لا تلتزم بالعمل حتى السابعة صباحاً. الإمارات اليوم

أصحاب حالات طارئة في رأس الخيمة لا يجدون صيدليات مناوبة ليلاً

طالب سكان في إمارة رأس الخيمة بضرورة تشديد الرقابة على الصيدليات المناوبة، وإلزامها بتنفيذ برنامج المناوبة الليلية بحزم، حتى يتمكن المرضى من الحصول على الخدمة الدوائية التي يحتاجونها ليلاً، مشيرين إلى أن هناك عدداً من الصيدليات مناوبة ليلاً، لكن أغلبها غير ملتزمة ببرنامج المناوبة الليلية، ما يضع المرضى في مواقف غاية في الحرج إذا دهمتهم الآلام واحتاجوا إلى علاج ليلاً.

في المقابل، قال مدير إدارة الرقابة وحماية المستهلك في دائرة التنمية الاقتصادية في رأس الخيمة، أحمد علي البلوشي، بحسب البرنامج المعد من قبل الدائرة الاقتصادية فإن الصيدليات المناوبة تغطي جميع المناطق وتفتح أبوابها لاستقبال الزبائن حتى الساعة السابعة صباحاً، وفي حال ضبط مخالفات في تنفيذ البرنامج فإنه تترتب على ذلك عقوبات، وبالمقابل تخصص مزايا للصيدليات الملتزمة بالمناوبة.

نشرة توعية

قال سعيد محمد إنه تعرض إلى مغص كلوي في ساعات الفجر، مصحوباً بآلام غير محتملة، وخرجت الزوجة بالسيارة بحثاً عن علاج، وطافت شوارع الإمارة كافة بحثاً عن صيدلية مناوبة لشراء علاج للكلى يخفف الأوجاع الى حين الصباح، ولكنها وجدت كل الصيدليات مغلقة الأبواب، حتى إنها اضطرت إلى القيادة ليلاً إلى إمارة مجاورة لشراء العلاج.

وطالب إدارة الرقابة وحماية المستهلك في دائرة التنمية الاقتصادية، بتحديد الصيدليات المناوبة وعمل نشرة توعية بأسمائها وأرقام هواتفها، حتى يستطيع المريض الوصول إليها في أسرع وقت، مؤكداً أن الصيدليات المناوبة تتوقف عليها حياة المرضى، خصوصاً في الحالات الطارئة.

وتفصيلاً، قالت إحدى الساكنات في رأس الخيمة (أم هاجر) إن عدم التزام صيدليات بالمناوبة الليلية أوقعها في مواقف حرجة، موضحة «أصيبت طفلتي ذات مرة في ساعة متأخرة من الليل بوعكة صحية مفاجئة، تسببت لها في ارتفاع شديد في درجة حرارة الجسم، فاتصلت بصديقتي وتعمل طبيبة أطفال، وشرحت لها الحالة الصحية لطفلتي، فطلبت مني إعطاءها جرعة دواء لخفض حرارة جسمها، ريثما يتم عرضها على الطبيب المختص في العيادة الصحية خلال الدوام الصباحي، وأكدت الطبيبة ضرورة تخفيض حرارة الطفلة، وعدم تركها على هذا الوضع حتى الصباح».

وتابعت (أم هاجر) أنها اتجهت بصحبة زوجها للبحث عن صيدلية مناوبة ليلاً لشراء الدواء، من أجل تخفيض حرارة جسم الطفلة، لكن فشلت مساعيها فقد وجدت جميع الصيدليات مغلقة، وقضت ساعات من البحث في شوارع الإمارة من دون جدوى، وأخيراً، قررت العودة إلى المنزل واللجوء إلى عمل كمادات ماء بارد لخفض حرارة الطفلة، مطالبة إدارة الرقابة وحماية المستهلك بضرورة إلزام الصيدليات المناوبة ليلاً بفتح أبوابها حرصاً على سلامة المرضى، خصوصاً أن الأمراض الطارئة ليس لها ميعاد، وإنما تدهم الإنسان في أي وقت.

وشرح خليل سالم تجربته مع الصيدليات المناوبة قائلاً: «بعد منتصف الليل أصابني صداع حاد مصحوباً بزغللة في العين فخرجت بسيارتي على عجل باحثاً عن صيدلية اشتري منها مستحضراً طبياً يخفف عني نوبة الصداع، وبعد جولة استمرت ساعات عدة لم أجد أية صيدلية مناوبة ليلاً»، متسائلاً «لماذا الصيدليات المناوبة غير ملتزمة بفتح أبوابها ليلاً، لخدمة الحالات الطارئة».

وطالب الدائرة الاقتصادية بتشديد الرقابة على تنفيذ برنامج المناوبة الليلية الخاص بالصيدليات، لأن تلك الخدمة ضرورية وتتوقف عليها صحة المرضى الذين تدهمهم متاعب صحية في أوقات متأخرة من الليل.

وقال أحمد المنصوري: «تعرضت ذات يوم لوعكة صحية، بعد الساعة العاشرة مساء، فلم أجد صيدلية مناوبة أحصل منها على دواء يعينني على مواجهة الوعكة الصحية»، لافتاً إلى أن الصيدليات يجب ألا تتعامل كما لو أنها بقالة تفتح أبوابها وتغلقها متى تشاء، بينما هي في الأساس تقدم خدمات شديدة الأهمية، ودورها مكمل للخدمات الصحية الأخرى، وتالياً مسألة عدم مناوبتها تنطوي على كثير من المتاعب الصحية للمرضى في أوقات عصيبة، مطالباً بضرورة توفير عدد من الصيدليات للمناوبة الليلية، حرصاً على الصحة العامة.

وطالب سعد أبوحسين بفرض عقوبات صارمة على الصيدليات غير الملتزمة بتنفيذ المناوبة الليلية، قائلاً إن الصيدليات المناوبة تقدم خدمات إنسانية كبيرة، خصوصاً في الحالات الطارئة في ساعة متأخرة من الليل، وعدم التزامها بالمناوبة يعد هروباً من المسؤولية، ما يستوجب مساءلتها قانونياً، بل ومعاقبتها على ذلك التقصير، كما ينبغي الإعلان عن الصيدليات المناوبة من خلال وسائل الإعلام، حتى يتمكن الجمهور من معرفتها والتوجه اليها عند الضرورة.

من جانبه، قال مدير إدارة الرقابة وحماية المستهلك في دائرة التنمية الاقتصادية، أحمد علي البلوشي، إن مناوبة الصيدليات تخضع لبرنامج عمل يتم إعداده من قبل دائرة التنمية الاقتصادية، وبموجبه يتم توزيع المناوبة على الصيدليات بحيث تغطي جميع مناطق الإمارة، ويبدأ عملها بعد انتهاء فترة الدوام المعتاد للصيدليات، وتستمر حتى الساعة السابعة صباحاً، وفي غضون ذلك يمر مفتشو الدائرة على الصيدليات المناوبة للتأكد من تطبيق برنامج المناوبة، مشيراً إلى أن الصيدليات الملتزمة بالمناوبة تحصل على المزايا الخدمية المخصصة لذلك، مثل الحصول على تصريح عمل ليلي مجاني، بينما الصيدليات المتقاعسة فإنها تكون عرضة لعقوبات، مثل الإنذار والحرمان من المزايا الخدمية المخصصة للمناوبة الليلية، مطالباً الجمهور بالتعاون مع الإدارة والإبلاغ عن الصيدليات غير الملتزمة بالمناوبة.

الأكثر مشاركة