«الشارقة الإنسانية»: قلة عدد الطلبة وارتفاع الكلفة التشغيلية هما السبب

أسر ذوي إعاقة تشكو عدم توافر مركز تأهيلي في المدام

شكت أسر أطفال من ذوي الإعاقة في منطقة المدام، التابعة لإمارة الشارقة، عدم توافر مركز علاجي وتأهيلي متخصص في المنطقة، مشيرة إلى أن فرع مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في الذيد يبعد عنهم مسافة تزيد على 45 كيلومتراً، ما يسبب إرهاقاً لبعض حالات الإعاقة الذهنية، التي تظهر عليها أعراض طارئة، كالتشنجات وغيرها.

وطالبت الجهات المعنية بتوفير مركز علاجي متكامل لذوي الإعاقة في منطقة المدام.

إعاقات

قالت نائب مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، منى عبدالكريم، إن فئة الإعاقة الذهنية ومرحلة رياض الأطفال وحالات التوحد يستقبلها فرع المدينة في الذيد، أما فئة الإعاقة السمعية فيتم تدريبهم في المركز الرئيس في الشارقة، حيث تطبق عليهم مناهج التربية والتعليم، مشيرة إلى أن المراكز تقدم خدمات العلاج الطبيعي والوظيفي والتدخل المبكر.

في المقابل، أكدت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية أنها توفر مواصلات بفرعها في مدينة الذيد لجميع مناطق الوسطى، بما فيها منطقة المدام، من أجل نقل الطلبة ذوي الإعاقة من المسجلين في المركز بشكل يومي، لافتة إلى أن الكلفة التشغيلية المرتفعة وقلة عدد الطلبة في منطقة المدام تحولان دون افتتاح فرع للمدينة فيها.

وتفصيلاً، طالبت المواطنة (علياء.م)، بتخصيص مركز متكامل لذوي الإعاقة في منطقة المدام، من أجل تقديم خدمات طبية وعلاجية متكاملة لسكان المنطقة، والمناطق المجاورة لها، مثل مليحة والثميد ونزوى، مشيرة إلى أن ذوي هذه الفئة من الأطفال يضطرون لإبقائهم في المنازل دون رعاية علاجية وتأهيلية بسبب عدم وجود مركز متخصص في المنطقة، ما يؤخر تطور مهاراتهم وحواسهم المختلفة، أو يضطرون لتسجيلهم في مركز مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في الذيد، الذي يبعد عنهم مسافة تزيد على 45 كيلومتراً، ما يستهلك منهم الوقت والجهد ويسبب لهم الإرهاق.

وتابعت: «يتعرض بعض الطلبة من ذوي الإعاقة في فصول مدارس في منطقة المدام للتشنج المفاجئ، ما يستدعي وجود معالجين مختصين لعمل جلسات علاجية خاصة لمثل هذه الأعراض الطارئة، لكن نظراً لعدم توافر مراكز علاجية مختصة في المنطقة فإن حالاتهم الصحية قد تتضاعف وتأخذ أبعاداً أخرى.

ورأت المواطنة عفراء سالم، من منطقة المدام، ضرورة تخصيص مركز تأهيلي متكامل لذوي الإعاقة، يخدم منطقة المدام والمناطق المجاورة لها، مشيرة إلى وجود حالات إعاقة ذهنية تتعرض لمضاعفات طارئة، فضلاً عن أن حالات إعاقة أخرى تستدعي تدخلاً مبكراً مثل الإعاقات الذهنية والسمعية وحالات التوحد، لافتة إلى أن بعض حالات الإعاقة يصعب نقلها من منطقة المدام إلى مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بمدينة الذيد بسبب بعد المسافة، علاوة على أن التنقل لمسافات بعيدة قد يسبب بعض المضاعفات غير المرغوب فيها لبعض الحالات، مثل الضمور العصبي والصرع.

وأيدتها الرأي المواطنة (أم شما) من منطقة المدام، والدة طفلة مصابة بمتلازمة (داون)، وقالت: «لا يتوافر في المنطقة الوسطى إلا مركز واحد لتأهيل ذوي الإعاقة في مدينة الذيد، التي تبعد عنا مسافة كبيرة، والطلبة المسجلون في المركز يتم نقلهم في رحلة الذهاب والعودة يومياً بوساطة حافلة واحدة مخصصة لجميع الأحياء السكنية بمنطقة المدام والمناطق المجاورة لها مثل نزوى والثميد، الأمر الذي يستغرق ساعتين، وتالياً يسبب إرهاقاً يومياً للطلبة».

وطالبت الجهات المعنية في الإمارة بإنشاء مركز متخصص لذوي الإعاقة من أجل خدمة جميع الفئات العمرية من ذوي الإعاقات المختلفة في منطقة المدام والمناطق القريبة منها.

من جانبها، قالت نائب مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، منى عبدالكريم، إن فرع المدينة الواقع في منطقة وشاح بمدينة الذيد يخدم مختلف حالات الإعاقة في المناطق الواقعة في الوسطى كالمدام ووشاح والبطائح، إضافة إلى مناطق في إمارات عجمان ودبي وأم القيوين، مشيرة إلى أن افتتاح فرع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في كل منطقة بالوسطى كالبطائح أو المدام يحتاج إلى كلفة تشغيلية مرتفعة، كون الأمر يتطلب توفير فصول متكاملة وإدارة للفرع، وفي الوقت ذاته فإن عدد الطلبة في هذه المناطق قليل، إذ لن يزيد على ستة طلاب.

وأشارت إلى أن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وفرت حافلات للطلبة المسجلين فيها من المناطق كافة، وأن المدة الزمنية بين فرع المدينة بالذيد والمناطق التابعة لها كالمدام لا يزيد على ساعة، إلا في حال وجود ازدحام مروري بالشوارع فإن المدة قد تزيد قليلاً.

ولفتت إلى أن حالات الإعاقة التي تظهر عليها أعراض طارئة في المدارس يتم التعامل معها من قبل الممرضات اللاتي يتم توفيرهن في مدارس الإمارة كافة، مشيرة إلى أن عدد الطلبة المسجلين في فرع الذيد يراوح بين 50 و60 طالباً، وهناك إمكانية لاستيعاب حالات جديدة.

وأوضحت أنه عن طريق تسجيل الأسر في المدام لأبنائهم ذوي الإعاقة في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بالمنطقة الوسطى، يتم التعرف إلى عددهم وتوفير مواصلات خاصة لهم من قبل إدارة المدينة التي تسعى إلى تقديم خدمات لجميع حالات الإعاقة.

وأشارت إلى الخدمات الخاصة للمنازل التي توفرها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في إمارتي الشارقة وعجمان، مثل الإرشاد الأسري الخاص بالتدخل المبكر للحالات.

تويتر