«زيد» يعاني ورماً سرطانياً يهدّد حياته
يرقد الطفل السوري (زيد)، البالغ ثلاث سنوات ونصف السنة، في مستشفى دبي منذ شهرين، جراء إصابته بورم سرطاني في المعدة. وهو يحتاج إلى جرعات كيماوية في مستشفى دبي، تبلغ كلفتها 150 ألف درهم، إلا أن ذويه لا يستطيعون سداد قيمة فاتورته العلاجية، بسبب سوء أوضاعهم المالية.
وكان (زيد) قد تلقى جرعات كيماوية سابقاً، بلغت كلفتها 115 ألف درهم، إلا أن ذويه لم يتمكنوا من سداد قيمتها أيضاً.
ويؤكد تقرير طبي ضرورة استئصال الورم، بعد الانتهاء من الجرعات الكيماوية، لأن استمرار وجوده يمثل خطراً على حياة الطفل المريض، فيما تناشد أسرته المقتدرين مالياً مساعدتها على سداد قيمة العلاج الكيماوي لـ(زيد).
ويروي جد الطفل قصته قائلاً: «جاءت ابنتي من سورية إلى الإمارات، حاملاً بـ(زيد)، قبل ثلاث سنوات، إثر اختفاء زوجها في سورية وانقطاع أخباره عنها. وخلال وجودها هنا، وضعت طفلها الوحيد في مستشفى القاسمي. وهكذا، كبر بيننا، حتى تجاوز عمره ثلاث سنوات. وقبل شهرين جاءني الطفل وهو يضع يده على بطنه، وأخبرني بأنه يعاني ألماً شديداً فيه، فاصطحبته إلى مستشفى دبي، وتم إدخاله الى قسم الطوارئ، حيث خضع للفحوص الطبية. وقد لاحظ الطبيب، بعد معاينته له، أن الانتفاخ غير طبيعي، كما قال. ولكننا لم نتوقع أن يكون الأمر بهذا السوء، على الرغم من أن كلماته أشعرتنا بالقلق فعلاً».
وتابع: «بعد خضوع (زيد) لجهاز السونار، تبيّن أنه مصاب بورم، فتقرر نقله إلى مستشفى لطيفة. وهناك جرت معاينته بدقة أكبر، ليتبين أنه يعاني ورماً كبيراً. وقد أكد الأطباء، بعد أخذ خزعة منه لفحصها، أنه من النوع الخبيث.كان الخبر صادماً لنا جميعاً، إذ لم يفكر أحد من أفراد الأسرة بأن الأمر يمكن أن يكون بهذا السوء. ولكننا سلّمنا بمشيئة الله، وأخذنا عهداً بألا نقصّر في علاجه ما دام هناك شيء يمكننا أن نفعله من أجله».
وأضاف الجد: «تقرر نقل (زيد) إلى قسم الأورام في مستشفى دبي، مجدداً. وقد عُرض على الأطباء هناك، وتبين أنه يحتاج إلى جلسات علاج كيماوي، وإجراء عملية جراحية لاستئصال الورم»، لافتاً إلى أن حفيده «يرقد في مستشفى دبي منذ شهرين تحت الملاحظة الطبية، وأنه أخذ جرعتين من العلاج الكيماوي، ولكن حالته الصحية ساءت، إذ لم يتقبل جسده العلاج الكيماوي، في بداية الأمر، فأصيب بانتفاخ في رجليه ويديه وبطنه ووجهه وظهره وبين فخذيه، ونمت أكياس مائية تحت إبطيه، إضافة إلى احمرار شديد في ساقيه، أرعب أطباءه، ولعل الجزء الأصعب هو مشاهدته بهذه الحالة، إذ لم تستطع والدته التوقف عن البكاء خوفاً عليه».
وشرح أن «(زيد) خضع لعلاج كيماوي بلغت كلفته 115 ألف درهم، ولم نستطع سداد هذا المبلغ، فضلاً عن حاجته إلى جرعات كيماوية جديدة، تبلغ قيمتها 150 ألف درهم، وعملية جراحية لاستئصال الورم، سيتم تحديدها بعد الانتهاء من أخذ الجرعات. والمشكلة أن هذه المبالغ تتجاوز حدود قدرتنا المالية، فوالده مفقود في سورية منذ أربع سنوات بسبب الأوضاع غير المستقرة هناك، علماً أن مصدر دخلنا الوحيد هو المساعدات التي نحصل عليها من الجمعيات الخيرية، لأنني لا أستطيع العمل بسبب عمري الذي تجاوز الـ60 عاماً».
وناشد الجد أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة مساعدته في تأمين تكاليف علاج (زيد)، «فهو وحيد أمه، ويمثل لها كل شيء في هذا العالم»، لافتاً الى أن «وضعها النفسي صعب جداً، فهي ترى طفلها وهو يذبل شيئاً فشيئاً».
ويشير التقرير الطبي الصادر من مستشفى دبي الى أن «(زيد) أدخل المستشفى من خلال قسم الطوارئ في 9 مارس الماضي، بسبب ألم في البطن، وتقيؤ، وإمساك مصحوب بتمدد في البطن، استمر ثلاثة أيام، والتهاب خفيف في الجهاز التنفسي العلوي، استمر 10 أيام، قبل دخوله المستشفى بسبب السعال والحمى. وقد أظهر الكشف عليه من قبل الأطباء أن لديه ورماً بطنياً عالي الدرجة، تم تحويله على إثره إلى مستشفى لطيفة لمزيد من التقييم. وبعد إجراء تصوير بالموجات الصوتية، تبين وجود ورم ضخم، فتقرر تحويله إلى قسم الأورام في المستشفى».
وأضاف التقرير أن «الخطة العلاجية للمريض هي الاستمرار في العلاج الكيماوي، لأربع جرعات كيماوية، مع فترة بينية ثلاثة أسابيع، وإعادة تقييم الوضع الصحي له بعد الجرعة الثالثة، يليها تدخّل جراحي وعلاج إشعاعي بعد الجرعة الرابعة، مع العلاج الكيماوي، التالي للعملية».