«مياه زرقاء» في عين الطفلة «دعاء» تهدّدها بالعمى
تعاني الطفلة السودانية (دعاء)، البالغة من العمر شهراً واحداً، وجود مياه زرقاء في العينين بعد 10 أيام من ولادتها، ووصلت نسبة المياه في العين اليسرى 85% واليمنى 40%، ما يهدد بإصابتها بالعمى، وتحتاج إلى تدخل جراحي في مستشفى المغربي بدبي في أسرع وقت ممكن، وتبلغ كلفة علاجها 59 ألف درهم، ويعجز والدها عن تدبير كلفة علاج طفلته المريضة، بسبب ضعف إمكاناته المالية، ويناشد أهل الخير مد يد العون والمساعدة لإنقاذ طفلته من العمى.
«لص الإبصار» الجلوكوما (مرض الزرق) أحد الأمراض الذي يؤدي إلى مضاعفات خطرة إذا ترك من دون علاج، ويعد أحد أسباب العمى الرئيسة فى معظم دول العالم، وتعني كلمة جلوكوما باللغة اليونانية القديمة الجسم الأزرق، وكانت هذه الكلمة تصف زرقة بلون العين، ولم يكن سببه بالضرورة ارتفاع ضغط العين والجلوكوما كما نعرفها اليوم. ويوجد داخل العين الطبيعية سائل شفاف يسمى الرطوبة المائية، الذي يدور في الجزء الأمامي من العين، وللحفاظ على ضغط عين طبيعي ملائم لصحة العين فإن العين تنتج باستمرار كمية قليلة من هذا السائل، وفي الوقت نفسه فإن كمية مساوية تخرج من العين. وفي حالات الجلوكوما فإن كمية هذا السائل أو الرطوبة المائية لا تخرج من العين بدرجة كافية، وهكذا يرتفع ضغط هذا السائل داخل العين، ومع الوقت قد يُحدث هذا الارتفاع في الضغط ضرراً بالضغط على العصب البصري، ما يؤثر في الإبصار بمرور الوقت، ولهذا السبب تسمى الجلوكوما بـ«لص الإبصار». |
وأفاد التقرير الطبي الصادر عن مستشفى المغربي في دبي، وحصلت «الإمارات اليوم» على نسخة منه، بأنه «بعد إجراء الفحوص والتحاليل على الطفلة (دعاء) تبين وجود مياه زرقاء تصيب العصب البصري، نتيجة ارتفاع الضغط في العين، محدثة تلفاً في العصب البصري، وإذا لم يعالَج المرض يُحدث تلفاً كلياً في العصب البصري، وتفقد العين قدرتها على الإبصار، ويجب إجراء عملية جراحية لسحب المياه الزرقاء من العينين، حتى لا تتعرض حياتها للخطر وتُصاب بالعمى».
ويروي والد (دعاء) لـ«الإمارات اليوم» قصة مرض طفلته، قائلاً: «رزقني الله بطفلين، الأول (عبدالحليم) ويبلغ من العمر سنة ونصف السنة، والطفلة (دعاء) التي تبلغ من العمر شهراً واحداً، كنا سعداء بقدوم طفلتنا، ولكن بعد خروجها من المستشفى في الأسبوع الأول لاحظت زوجتي وجود بقعة بيضاء في العين اليسرى لـ(دعاء)، ويوجد اختلاف في لونها عن العين اليمنى، واعتقدت أنها مصابة بالتهاب بسيط، وأخبرتني زوجتي بالمشكلة، واصطحبت (دعاء) إلى أقرب مستشفى، وتم عرضها على طبيب اختصاصي أطفال، وبعد إجراء الفحوص الطبية والتحاليل المخبرية نصحنا الطبيب بالتوجه إلى مستشفى متخصص في العيون لتشخيص حالة الطفلة بدقة».
وأضاف والد الطفلة «شعرت بخوف شديد على وضع طفلتي الصحي، واصطحبتها على الفور إلى العديد من العيادات والمستشفيات المتخصصة في العيون، لكنها رفضت إدخالها بسبب صغر سنها، وبعدها توجهت إلى المستشفى المغربي في دبي، وعند تشخيص حالتها، تبين وجود مياه زرقاء بنسبة 80% في العين اليسرى و40% في اليمنى، ما أصابني بالذهول لما آلت إليه حالة طفلتي الصحية، معتقداً أن المياه الزرقاء في العين تصيب الكبار فقط».
وتابع «أخبرني الطبيب المعالج، لابد من تدخل جراحي سريع لسحب المياه الزرقاء من العينين اليمنى واليسرى، خصوصاً أن الأعصاب في تلك الفترة لاتزال في طور النمو، ولا تضغط على العين بشكل كبير، ونسبة نجاح هذه العملية للأطفال تصل إلى 90%، قبل موت الأعصاب والضغط على العين مسببة العمى، ما لم يتم إجراء عملية جراحية في أسرع وقت».
وتابع والد الطفلة أن «(دعاء) تعاني في الوقت الحالي ألماً شديداً في عينها اليسرى، ولا تستطيع النوم من كثرة البكاء، وقلبي يعتصر ألماً وحزناً عليها، والمرض يحرمها طفولتها البريئة، ويهددها بالعمى، وغابت ابتسامتها وتوقفت عن الضحك، والمشكلة أن الكلفة المالية لعلاجها مرتفعة جداً مقارنة براتبي المتواضع، وليس في وسعي سوى الاستعانة بالدعاء بأن يتم شفاؤها، وأن تمتد إلينا أيادي أهل الخير لمساعدتنا في علاج طفلتي من العمى الذي يهددها».
وبيّن والد الطفلة أنه المعيل الوحيد لأفراد أسرته المكونة من أربعة أفراد، إذ يعمل في قطاع خاص بالشارقة، وراتبه لا يتجاوز 4500 درهم، يدفع منه إيجار المسكن 2000 درهم شهرياً، بالإضافة إلى أقساط بنكية 1500 درهم شهرياً، وبقية الراتب تذهب لمتطلبات الحياة، وظروفه لا تسمح له بتوفير تكاليف علاج طفلته، مشيراً إلى أن حالتها أصبحت في الوقت الحالي يُرثى لها، وأمها لا تكف عن البكاء نتيجة مشاهدة حالة طفلتها تتدهور أمام عينيها، مناشداً أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة مساعدته على تدبير كلفة علاج طفلته، قبل أن تتدهور حالتها الصحية، وتخسر عينيها.
وقالت والدة الطفلة إن «ابنتي تعاني مشكلات في العين منذ ولادتها، ويصعب عليّ رؤيتها بهذا الشكل، والخوف يعتصر قلبي أن تصاب بالعمى»، متمنية أن تمتد إليهم أيادي الخير لمساعدتهم على تكاليف علاج (دعاء)، قبل أن تفقد بصرها.