متبرع ينقذ الطفلة «دعاء» من العمى
تكفل متبرع بسداد مبلغ 59 ألف درهم نفقات علاج الطفلة (دعاء)، التي تعاني جلوكوما (مياه زرقاء) في العينين، بعد 10 أيام من ولادتها، وتحتاج إلى عملية جراحية في كلتا العينين بمستشفى المغربي في دبي، لإنقاذها من العمى.
ونسق «الخط الساخن» بين المتبرع وإدارة مستشفى المغربي لتحويل مبلغ المساعدة إلى حساب المريضة، وأعرب والد (دعاء) عن سعادته وشكره العميقين للمتبرع ووقفته معه في معاناته في ظل الظروف التي يمر بها.
وكانت «الإمارات اليوم» نشرت، بتاريخ 17 من مايو الجاري، قصة معاناة الطفلة السودانية (دعاء)، البالغة من العمر شهراً واحداً، واكتشف الأطباء وجود مياه زرقاء في العينين بعد 10 أيام من ولادتها، ووصلت نسبة المياه في العين اليسرى إلى 85% واليمنى 40%، ما يهدد بإصابتها بالعمى، وتحتاج إلى تدخل جراحي في مستشفى المغربي بدبي في أسرع وقت ممكن، وتبلغ كلفة علاجها 59 ألف درهم.
«الجلوكوما» خطر على الإبصار الجلوكوما (مرض الزرق) أحد الأمراض التي تؤدي إلى مضاعفات خطرة إذا ترك من دون علاج، ويعد أحد أسباب العمى الرئيسة في معظم دول العالم، وتعني كلمة «جلوكوما» باللغة اليونانية القديمة «الجسم الأزرق»، وكانت هذه الكلمة تصف زرقة في لون العين، ولم يكن سببه بالضرورة ارتفاع ضغط العين والجلوكوما كما نعرفها اليوم. ويوجد داخل العين الطبيعية سائل شفاف يسمى الرطوبة المائية، الذي يدور في الجزء الأمامي من العين، وللحفاظ على ضغط عين طبيعي ملائم لصحة العين فإن العين تنتج باستمرار كمية قليلة من هذا السائل، وفي الوقت نفسه فإن كمية مساوية تخرج من العين. وفي حالات الجلوكوما فإن كمية هذا السائل أو الرطوبة المائية لا تخرج من العين بدرجة كافية، وهكذا يرتفع ضغط هذا السائل داخل العين، ومع الوقت قد يُحدث هذا الارتفاع في الضغط ضرراً بالضغط على العصب البصري، ما يؤثر في الإبصار بمرور الوقت، ولهذا السبب يسمى الجلوكوما بـ«لص الإبصار». |
وأفاد التقرير الطبي الصادر عن مستشفى المغربي في دبي، حصلت «الإمارات اليوم» على نسخة منه، بأنه «بعد إجراء الفحوص والتحاليل على الطفلة (دعاء) تبين وجود مياه زرقاء تصيب العصب البصري، نتيجة ارتفاع الضغط في العين، محدثة تلفاً في العصب البصري، وإذا لم يعالج المرض سيحدث تلف كلي في العصب البصري، وتفقد العين قدرتها على الإبصار، ويجب إجراء عملية جراحية لسحب المياه الزرقاء من العينين، حتى لا تتعرض حياتها للخطر وتُصاب بالعمى».
وسبق أن روي والد (دعاء) لـ«الإمارات اليوم» قصة مرض طفلته، قائلاً: «رزقني الله بطفلين، الأول (عبدالحليم) ويبلغ من العمر سنة ونصف السنة، والطفلة (دعاء) التي تبلغ من العمر شهراً واحداً، كنا سعداء بقدوم طفلتنا، ولكن بعد خروجها من المستشفى في الأسبوع الأول لاحظت زوجتي وجود بقعة بيضاء في العين اليسرى لـ(دعاء)، ويوجد اختلاف في لونها عن العين اليمنى، واعتقدت أنها مصابة بالتهاب بسيط، وأخبرتني زوجتي بالمشكلة، واصطحبت (دعاء) إلى أقرب مستشفى، وتم عرضها على طبيب اختصاصي أطفال، وبعد إجراء الفحوص الطبية والتحاليل المخبرية نصحنا الطبيب بالتوجه إلى مستشفى متخصص في العيون لتشخيص حالة الطفلة بدقة».
وأضاف والد الطفلة «شعرت بخوف شديد على وضع طفلتي الصحي، واصطحبتها على الفور إلى العديد من العيادات والمستشفيات المتخصصة في العيون، لكنها رفضت إدخالها بسبب صغر سنها، وبعدها توجهت إلى المستشفى المغربي في دبي، وعند تشخيص حالتها، تبين وجود مياه زرقاء بنسبة 80% في العين اليسرى و40% في اليمنى، ما أصابني بالذهول لما آلت إليه حالة طفلتي الصحية، معتقداً أن المياه الزرقاء في العين تصيب الكبار فقط».