«أم محمد» أجرت عملية بتر قدمها في مستشفى راشد. من المصدر

«السكري» سلب «أم محمد» قدمها اليمنى

تعاني المواطنة (أم محمد) مرض السكري، ما سبب لها غرغرينا، وأدى إلى بتر قدمها اليمنى، ووفقاً لتقرير طبي صادر عن مستشفى راشد، فهي تحتاج إلى طرف اصطناعي تبلغ كلفته 28 ألف درهم، وهذا مبلغ فوق إمكاناتها المالية المتواضعة، لذا تأمل أن تمتد إليها أيادي الخير بالمساعدة، حتى تتمكن من تركيب طرف اصطناعي.

موت الخلايا وتحلل الأنسجة

الغرغرينا أو الأُكال هي موت الخلايا وتحلل أنسجة الجسم، نتيجة العدوى وانسداد الشرايين، ما يؤدي إلى موت الأنسجة وتعفنها، وتحدث عادة في أطراف جسم الإنسان، إلا أنها قد تصيب أي مكان في الجلد والأعضاء الداخلية، وهي تنشأ من عدوى موضعية أو من توقف الدورة الدموية في ذلك الموضع.

تتوقف أعراض الغرغرينا على موقع الإصابة، وتشمل الحمى والألم، وسمرة الجلد مع ظهور رائحة غير مستحبة.

وإذا أصابت الغرغرينا عضواً داخلياً، فإنها عادة تصطحب بألم وغشية. ويشمل العلاج معالجة الأسباب، وبما أن الغرغرينا تعني تموت النسيج الحي، فالعلاج الوحيد الذي يوصي به الأطباء هو بتر الجزء المصاب بالغرغرينا للوقاية من مضاعفات كثيرة قد تؤدي إلى وفاة المريض.

وللغرغرينا أنواع ثلاثة (الرطب، والجاف، والغازي)، وينشأ النوع الرطب والجاف من توقف دورة الدم، أما النوع الغازي فينشأ بعدوى بنوع من البكتيريا يحلل الأنسجة.

وتتسبب الغرغرينا الرطبة من توقف الدم فجأة، وقد ينشأ ذلك من حرق بالحرارة، أو بالحمض، أو التبريد الشديد أو التجلد، ومن إصابة جسيمة تدمر الأنسجة أو حتى من رباط ضاغط للشرايين بقي مدة طويلة، أو من جلطة دموية أو من انسداد دموي، وأحياناً أخرى من قروح الفراش المهملة لدى كبار السن. وإضافة إلى ما تؤدي إليه هذه الحالات مع قطع للإمداد الدموي، فإنها قد تسهل الطريق للعدوى ببكتريا الغرغرينا الغازية. وتتوقف الوقاية من هذه العدوى على المحافظة على نظافة الجروح، وكثرة تغيير المضادات المطهرة.

«أم محمد» تعايشت مع «السكري» 10 سنوات قبل إصابتها بالغرغرينا.

وتروي «أم محمد»، البالغة من العمر 52 عاماً قصتها لـ«الإمارات اليوم» قائلة: «أعاني مرض السكري منذ 10 سنوات، واستطعت التعايش مع المرض، وكانت حالتي الصحية جيدة، ومنذ عام بدأت أعاني مشكلات صحية، وفي شهر سبتمبر الماضي أصبت بغرغرينا في القدم اليمنى، وكانت حالتي الصحية حرجة، وتم إدخالي إلى قسم الطوارئ في مستشفى راشد، وخضعت لعملية جراحية لبتر القدم المصابة، ورقدت في المستشفى لمدة 10 أيام، وبعدها خضعت لعلاج طبيعي في مستشفى راشد لمدة ثلاثة أشهر، وكنت أتنقل بكرسي متحرك، وأكد الأطباء في مستشفى راشد حاجتي إلى طرف اصطناعي».

وأضافت أن «كلفة الطرف الاصطناعي، حسب ما يشير إليه كشف الأسعار الصادر من مركز بيست كير في دبي نحو 28 ألف درهم، وهذا مبلغ فوق إمكاناتي المالية المتواضعة»، موضحة أن أسرتها مكونة من ثلاثة أبناء، أحدهم يعمل في جهة حكومية في الفجيرة براتب 9000 درهم، وزوجها يتقاضى راتباً تقاعدياً 10 آلاف درهم، بالكاد يغطي مصروفات الحياة ومتطلباتها، في ظل الظروف التي يمرون بها، مشيرة إلى أن ظروف الزوج والابن تحول دون القدرة على التكفل بنفقات الطرف الاصطناعي الذي تحتاج إليه، ولا تعرف كيفية تدبير كلفة الطرف الاصطناعي.

وأشارت إلى أن بتر قدمها أثر سلباً في نفسيتها، وأصبحت أسيرة الكرسي المتحرك، وتشكل عبئاً على أبنائها في التنقل، مؤكدة أنها تكره الإحساس بالعجز، ولا تريد أن تكون عبئاً على أفراد أسرتها، متمنية أن تتم مساعدتها على تكاليف الطرف الاصطناعي الذي تحتاج إليه.

وأفاد التقرير الطبي الصادر عن مستشفى راشد بأن «المريضة تعاني مرض السكري، ودخلت المستشفى في شهر سبتمبر الماضي، تعاني الغرغرينا في الرجل اليمنى، وبالتالي تم بتر ساقها اليمنى، وإجراء عملية جراحية لها، وحالياً تحتاج إلى طرف اصطناعي تبلغ كلفته 28 ألف درهم».

الأكثر مشاركة