48 ألف درهم تُعيد «زينب» و«وعد» إلى مقاعدهما الدراسية
تعرّض (أبوزينب) لظروف خارجة عن إرادته، جعلته يعجز عن سداد أقساط الرسوم الدراسية لابنتيه (زينب) و(وعد)، وظل يحصل على مُهل للسداد، لكن أزمته المالية باتت بلا نتيجة بسبب خفض راتبه، وأصبح لا يكفي متطلبات البيت، ورفضت إدارة المدرسة استخراج الشهادة النهائية للأعوام الماضية، بعدما تراكمت الرسوم الدراسية حتى بلغت 48 ألف درهم، ووجهت إدارة المدرسة إنذاراً له بضرورة السداد من أجل استكمال الطالبتين دراستهما خلال العام الدراسي الجاري، ورفضت منحه مهلة جديدة، وباتت الشقيقتان مهددتين بالتوقف عن الدراسة والحرمان من حلمهما، وناشدت (أم زينب) أصحاب القلوب الرحيمة مد يد العون ومساعدتهم في تدبير المتأخرات الدراسية، حتى تتمكن (زينب ـ 13 عاماً) التي تدرس في الصف العاشر و (وعد - 11 عاماً) بالصف الثامن من استكمال دراستهما، والحصول على نتائج اختبارات وتقييم الأعوام الماضية والعام الجاري.
وتفصيلاً، روت (أم زينب) قصة معاناتها لـ«الإمارات اليوم»، قائلة إن حالة الأسرة كانت مقبولة والحياة تسير بوتيرة طبيعية حتى نهاية عام 2019، إذ تعرضت الأسرة لظروف غير متوقعة بعد أن قررت الشركة التي يعمل فيها الزوج إيقاف رواتب جميع الموظفين العاملين فيها لمدة ثمانية أشهر، وفجأة فقدت الأسرة مصدر دخلها الوحيد.
وأكملت أنه خلال تلك الفترة قررت استغلال موهبتها في الحياكة وبدأت في تفصيل ملابس أطفال ونساء وبيعها للجيران والأصدقاء مقابل أرباح زهيدة، ونجحت في تدبير نفقات الطعام والشراب للأسرة، وسداد فواتير الكهرباء والماء، وفي الوقت نفسه حاول الزوج البحث عن أي فرصة عمل مؤقتة من أجل الخروج من الأزمة المالية.
وتابعت (أم زينب) أن الشركة قررت إعادة هيكلة كاملة وإنهاء خدمات بعض الموظفين وخفض رواتب الموظفين الذين لم يقع عليهم الاختيار، وكان زوجها من الموظفين الذين تم خفض راتبهم إلى 3000 درهم، ولم يكفِ الراتب لسداد مصروفات الأسرة اليومية، ما جعلها تخرج للبحث عن وظيفة لمساعدة الزوج خلال هذه المحنة، ولكن كل جهودها باءت بالفشل.
وأشارت إلى أن الظروف المالية غير المتوقعة وخفض الراتب، أثر بشكل كبير في وضع واستقرار الأسرة، وأدى إلى تراكم الديون والالتزامات على عاتق الزوج، حتى إنه عجز عن سداد الرسوم الدراسية لـ(زينب) و(وعد)، ورفضت إدارة المدرسة منحهما مهلة جديدة حتى نهاية الفصل الدراسي المقبل، وطالبت بضرورة سداد المتأخرات الدراسية المتراكمة عليهما، حتى تسمح لهما باستكمال مشوارهما التعليمي، لافتة إلى أن البنتين تشعران بقلق وخوف من حرمانهما من الدراسة في أي وقت بسبب تراكم المتأخرات الدراسية على عاتق الأب.
وأضافت الأم أن الزوج منذ 2019 مستمر في البحث عن وظيفة إضافية ليتمكن من إعادة استقرار الأسرة المالي، من دون جدوى، لافتة إلى أن دخل الأسرة الحالي 3000 درهم، لا يلبي متطلبات الحياة الأساسية، ولا سبيل لسداد الديون المتراكمة على عاتق الزوج، خصوصاً الأقساط المدرسية المتراكمة عليه.
وأوضحت (أم زينب) أن ابنتيها تدرسان بإحدى المدارس الحكومية في إمارة أبوظبي، ومن المتفوقات دراسياً، لكن ظروف الأب ستجبرهما على التوقف عن استكمال مشوارهما الدراسي، بسبب المتأخرات الدراسية التي بلغت 48 ألف درهم، مُبدية خشيتها أن يضيع تعب واجتهاد ابنتيها، الأمر الذي يؤثر فيهما سلباً، مضيفة أنه ليس من السهل على الوالدين رؤية أبنائهم محرومين من أبسط حقوقهم.
وناشدت الأم أصحاب القلوب الرحيمة وأهل الخير مساعدتها في تدبير قيمة متأخرات الرسوم الدراسية لابنتيها (زينب) و(وعد)، لاستكمال دراستهما.
• الأم تفصّل الملابس وتبيعها لمساعدة الزوج في عبور الأزمة المالية.