يعاني مرض «الناعور» منذ ولادته
45 ألف درهم شهرياً كلفة علاج «محمد»
يعاني (محمد.م ــ 17 عاماً) مرض الهيموفيليا (الناعور) منذ ولادته، ما سبب له مشكلات صحية عدة. ووفقاً لمستشفى توام في العين، فهو «يحتاج إلى أدوية تمنع النزيف، وتساعد في السيطرة على المرض والتحكم فيه». وتبلغ كلفة العلاج، وفقاً للتقرير، 150 ألفاً و562 درهماً شهرياً، تغطي منها بطاقة التأمين الصحي ما نسبته 70%، فيما يتعين عليه سداد مبلغ 45 ألفاً و168 درهماً شهرياً، إلا أن إمكاناته المالية المتواضعة لا تسمح له بذلك.
ويروي والد الشاب محمد (مصري) قصته، قائلاً: «ابني مصاب بالمرض منذ الولادة، وكان وقتها يتعالج في مصر، وبعت كل ما أملك في مصر حتى أستطيع توفير العلاج له، وعندما جئت إلى الدولة للعمل عام 2006، أحضرته معي، واستخرجت له بطاقة (عونك)، وكان يعالج مجاناً في مستشفى توام».
وأضاف أن وضع ابنه الصحي سيئ، إذ يعاني تيبساً في مفاصل اليدين والرجلين، ولا يستطيع أن يفرد يديه بشكل كامل، لأن ذلك يسبب له ألماً، نتيجة إصابته بنزيف متكرر، وقد تعرضت رجله اليمنى لكسر، ما سبب له إعاقة، إذ لم يخضع لعملية جراحية، لسوء حالته.
وشرح الأب أن «الأطباء أكدوا أن (محمد) يعاني نقصاً شديداً في صفائح الدم، إذ يتعين أن يكون المعدل الطبيعي من 60 - 90، وهو لديه 5 فقط. ويعتبر المرض أحد أمراض الدم، ويسمى الناعور، ويتمثل في وجود نزيف داخلي لا إرادي. وقد أدخلته مستشفى توام، وتبين بعد خضوعه للفحوص والتحاليل الطبية أنه يحتاج إلى أدوية تمنع النزيف، وتضبط الدورة الدموية، وتتيح السيطرة على المرض، إلا أنها مكلفة جداً، إذ تبلغ قيمتها 150 ألفاً و562 درهماً شهرياً. وتغطي بطاقة التأمين الصحي من الكلفة ما نسبته 70%، فيما يتعين عليّ سداد المتبقي، إلا أن إمكاناتي المالية المتواضعة لا تسمح لي بذلك».
وأوضح أن بطاقة «عونك» انتهت، واتجه لتجديدها، لكنه لم يتمكن من ذلك، واستخرج له بطاقة تأمين صحي.
وتابع الأب أنه المعيل الوحيد لأفراد أسرته المكونة من خمسة أفراد، وأنه يعمل في جهة حكومية في مدينة العين، ويتقاضى 7760 درهماً، يسدد منها إيجار المسكن.
وقال إن المشكلة أن «محمد» متوقف عن العلاج منذ مدة، فيما النزيف مستمر في داخله، مناشداً أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة مساعدته في سداد تكاليف علاجه.
و«نزف الدم الوراثي» أو «الهيموفيليا» أو «الناعور» أو «النزاف» أو «سيولة الدم»، هي الأسماء التي تطلق على الأمراض الوراثية المتعددة التي تسبب خللاً في الجسم، وتمنعه من السيطرة على عملية تخثر الدم.
أما الأسباب الوراثية (أو في حالات نادرة: أسباب متعلقة بالمناعة الذاتية للجسم)، فتسبب نقصاً في عوامل تخثر البلازما، ما يحول دون تسوية عملية تخثر الدم حين يصاب وعاء دموي بجرح، إذ لا تتكون خثرة، ويستمر الدم بالتدفق مدة طويلة. ويمكن للنزيف أن يكون خارجياً، كالجلد إذا تم حكه بشيء، أو عندما يُصاب بقطع، وقد يكون النزيف داخلياً كنزيف الأمعاء أو النزيف الدماغي أو النزيف في العضلات أو المفاصل أو الأعضاء المجوفة، ويكون ظاهراً في الكدمات على الجلد.
مرض ذكوري
يحدث الناعور في الذكور أكثر من الإناث، لأنهن يحملن اثنين من الصبغيات (إكس)، بينما يحمل الذكور واحداً فقط، لذلك فظهور المرض مضمون في أي من الذكور الذين يحملونه. وفرصة وجود نسختين من الجينات المعيبة في الإناث بعيدة جداً، لذلك تعد الإناث غالباً حاملات للمرض وناقلات له من دون أن تظهر عليهن أعراضه. وترث الإناث الجينات المعيبة من الأم أو الأب، أو قد تكون طفرة جديدة، وعلى الرغم من ذلك، ليس مستحيلاً إصابة أنثى بمرض سيولة الدم.
وتختلف الأعراض المميزة مع شدة المرض، لكن الأعراض بشكل عام عبارة عن نوبات من النزيف الداخلي أو الخارجي. وتراوح شدة النزف بين المعتدل أو الخطر، ولكن حتى في الهيموفيليا المعتدلة تزداد الأعراض بعد الجراحة أو الصدمات الخطرة.
والنزيف الداخلي شائع مع الإصابة بالهيموفيليا الشديدة والمعتدلة، أما النوع الأكثر تميزاً للنزف الداخلي فهو نزف المفاصل. ويمكن أن يحدث النزف من تلقاء نفسه (من دون صدمة واضحة)، وإذا لم يعالج بسرعة، يمكن أن يؤدي إلى تلف المفاصل الدائم والتشوه.
• «محمد» متوقف عن العلاج بسبب عدم قدرة والده على تأمين كلفته، فيما النزيف مستمر في داخله.