5 متبرّعين يساعدون «حبيب الرحمن» على استعادة حريته
تكفّل خمسة متبرعين بدفع مبلغ 200 ألف درهم، قيمة الدية الشرعية المترتبة على (حبيب الرحمن) الذي يقبع خلف قضبان السجن المركزي في الشارقة على ذمة قضية «قتل بالخطأ».
إذ تكفّل متبرع بمبلغ 100 ألف درهم، والثاني بـ34 ألفاً و500 درهم، والثالث بـ40 ألف درهم، والرابع بـ20 ألف درهم، والأخيرة بـ5000 درهم.
ونسّق «الخط الساخن» بين المتبرعين ودائرة الشؤون الاسلامية والعمل الخيري في دبي، لتحويل مبلغ التبرع إلى إدارة سجن الشارقة المركزي.
وكانت «الإمارات اليوم» نشرت بتاريخ 14 من الشهر الجاري قصة معاناة (حبيب الرحمن - بنغالي - 33 عاماً)، الذي يقضي حكماً قضائياً في السجن المركزي بالشارقة على ذمة قضية «قتل بالخطأ»، وعليه سداد 200 ألف درهم قيمة دية شرعية، نتيجة حادث مروري أدى إلى وفاة شخص (من جنسية دولة آسيوية) بالخطأ.
وسبق أن روى (حبيب الرحمن) لـ«الإمارات اليوم»، قصة معاناته قائلاً إنه من أسرة فقيرة، تعيش ظروفاً قاسية بسبب تدني الدخل، وهو المعيل الوحيد لها، موضحاً أنه جاء إلى الدولة للعمل حتى يتمكن من مساعدة أشقائه وشقيقاته على تخطي ظروفهم الحياتية الصعبة، وقد وفق في العمل في إحدى المزارع بمنطقة نزوى في الشارقة.
وأضاف: «في أحد الأيام كنت في عجلة من أمري، وتوجهت إلى الشاحنة وشغلتها من دون أن أنتبه إلى وجود زميل لي ينام مستلقياً خلفها، وبينما كنت أقودها إلى الخلف شعرت بأني دهست شيئاً، فنزلت منها مسرعاً، وفوجئت بأنني دهست زميلي. كان فاقد الوعي والدماء تغطي وجهه وتسيل على ملابسه، وحاولت أن أسعفه، لكني لم أنجح في ذلك بسبب تعرضه لإصابات كبيرة».
وتابع: «جاءت دوريات الشرطة والإسعاف ونقلته إلى المستشفى، لكنه فارق الحياة، وصدر الحكم ضدي بالحبس لمدة شهرين وسداد 200 ألف درهم دية شرعية، وأكملت عاماً كاملاً في السجن المركزي، لأنني لا أستطيع الخروج منه إلا بعد سداد المبلغ المترتب عليّ، ولكن وضعي المالي سيئ، ولا أعرف ما العمل في ظل الظروف التي أمر بها، وكيف لأسرتي الفقيرة المكونة من ثمانية أفراد أن تعيش دون وجود معيل لها»، مشيراً إلى أنه يعيش حالة نفسية سيئة وقلقاً دائماً على وضع أسرته، فضلاً عن الألم الذي يشعر به جراء الحادث الذي تسبب فيه.
وقال إن «الحادث قضاء وقدر، وهذه مشيئة الله ولا اعتراض عليها، لكني المعيل الوحيد لأفراد أسرتي، وأعمل في إحدى المزارع بمنطقة نزوى بالشارقة، وأتقاضى راتباً لا يتعدى 1000 درهم، وليس بيدي أي حيلة لتدبّر أمري».
عودة الأمل
أعرب «حبيب الرحمن» عن سعادته وشكره العميق للمتبرعين الخمسة ووقفتهم الكريمة مع معاناته في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها، وهو قابع خلف قضبان السجن، وكانت حياته على وشك الانهيار لولا استجابتهم الكريمة لندائه. وأضاف أنه بمجرد سماع خبر التبرع غمرته سعادة بالغة وعاد الأمل يطرق أبوابه من جديد، لافتاً إلى أنه يستعد حالياً لإنهاء الإجراءات للخروج واستكمال حياته مرة أخرى.
• «حبيب الرحمن» دهس زميله بطريق الخطأ، وقضى في السجن عاماً كاملاً.