للعلاج من تبعات عملية زراعة كبد مدى الحياة
«أبومحمد» يحتاج إلى أدوية بـ 53 ألف درهم سنوياً
بدأت معاناة المريض الموريتاني «أبومحمد» البالغ من العمر 52 عاماً مع المرض منذ 20 عاماً، حينما كان يعاني تليفاً في الكبد، ثم رحلته إلى العاصمة البريطانية لندن لزراعة الكبد وبعدها معاناته عدم قدرته على تدبير قيمة أدوية يحتاج إليها مدى الحياة، وصفها له أطباء بعد العملية، حيث يحتاج إلى 53 ألفاً و487 درهماً قيمة تلك الأدوية، والمبلغ فوق إمكاناته المالية المتواضعة، ويناشد من يساعده على تسديد تكاليفها.
ويروي «أبومحمد» قصته لـ«الإمارات اليوم»، قائلاً: «كنت أعاني مشكلات صحية في الكبد وتطوّرت مع مرور الوقت وكنت أتردد على مستشفى المفرق للعلاج، إذ تم إجراء فحوص طبية وتحاليل بينت أني أعاني تليفاً في الكبد، وتم وصف أدوية للعلاج، ولكن بعد ذلك ساءت حالتي الصحية بشكل أكبر، فقد أكد الأطباء لي أنه لا يوجد علاج لحالتي الصحية سوى زراعة كبد».
وأشار إلى أن «عملية الزراعة مكلفة جداً وكانت غير متوافرة في الدولة في ذلك الوقت، إذ خاطب أحد الأطباء أحد المستشفيات في لندن لإجراء العملية هناك، فقمت بالسفر عام 2005 إلى لندن لإجراء العملية المتوافرة هناك، علماً بأن أحد المحسنين تكفل بالنفقات العلاجية كافة في لندن، ولله الحمد تكللت العملية بالنجاح، وطلب مني الأطباء في المستشفى تناول أدوية مخصصة لحالتي بعد إجراء العملية الجراحية».
وتابع «أبومحمد»: «بعد عودتي إلى الدولة توجهت إلى مستشفى المفرق، وأكد الأطباء هناك حاجتي لتلك الأدوية، وهي مكلفة جداً، وكان التأمين الصحي وبرنامج الإعفاء يغطيان كلفة الأدوية التي أحتاج إليها، ولكن خلال الفترة الحالية تحوّلت إلى مدينة الشيخ شخبوط الطبية لصرف الأدوية ولكن للأسف التأمين الصحي لا يغطي نفقات هذه الأدوية المكلفة، التي تبلغ كلفتها شهرياً 4457 درهماً، أي في العام تبلغ كلفتها 53 ألفاً و487 درهماً، والمشكلة أن المبلغ فوق إمكاناتي المالية المتواضعة».
وتابع «لدي أسرة مكونة من خمسة أفراد، وأعتبر المعيل الوحيد لهم، وأعمل إمام مسجد، وأتقاضى راتباً يقدر بـ7275 درهماً شهرياً، يذهب منه 3500 درهم شهرياً لمستلزمات بنكية، والبقية لمصروفات الحياة ومتطلباتها، ولا أعرف ما العمل في ظل الظروف التي أمر بها، إذ سبق لي التقدم على مساعدة من جمعيات ومؤسسات خيرية وإلى الآن لم أجد أي ردّ، لذا أناشد أهل الخير مساعدتي في تكاليف الأدوية التي أحتاج إليها».
ويشير التقرير الطبي الصادر من مدينة الشيخ شخبوط الطبية إلى أن المريض كان يعاني تليفاً في الكبد، وقام بإجراء زراعة كبد خارج الدولة وعليه الاستمرار في تناول الأدوية، وتبلغ كلفتها سنوياً 53 ألفاً و487 درهماً.
زراعة كبد
زراعة الكبد هي عملية جراحية لنقل جزء من كبد إنسان سليم أو حديث الوفاة لمريض يعاني فشلاً كبدياً، حيث أجريت أول عملية زراعة كبد في العالم عام 1983. في البداية، كانت النتائج سيئة جداً، حيث إن عدداً قليلاً من المرضى نجوا في السنة الأولى من العملية. ومع ذلك، فإن التقدم العلمي في الطب والجراحة، والعناية الطبية وإنتاج أدوية جديدة في مكافحة العدوى وعلاج رفض الجسم للزراعة جعل النتائج حالياً أفضل كثيراً من السابق، بحيث عاد الكثير من المرضى إلى حياتهم الطبيعية. وتُعد عملية زراعة الكبد عملية معقدة ولها مضاعفات كبيرة على المريض، وعادة ما تكون الحياة بعد الزرع جيدة ولكنها غير طبيعية، وبالتالي، فإنه يجب النظر إلى أن زراعة الكبد ليست علاجاً شافياً، فإن المريض يحتاج الى أدوية تدعم صحته. وهناك العديد من الحالات التي يمكن أن تؤثر في الكبد وتتسبب في فشله في تحمل الحياة الطبيعية، ما يؤدي إلى الوفاة، وعادة يتم تقسيم فشل الكبد إلى نوعين: حاد ومزمن.
«أبومحمد» عانى تليفاً في الكبد منذ 20 عاماً.