98 ألف درهم تعيد 5 أشقاء إلى مقاعد الدراسة
تعجز أسرة (أم سليمان - أردنية) عن سداد المتأخرات الدراسية للعام الماضي، لأبنائها الخمسة: (منار وشهد ومنى وسليمان ورحمة)، والتي تبلغ 98 ألفاً و135 درهماً، إذ حرمتهم إدارة المدرسة استكمال مشوارهم الدراسي، خلال العام الدراسي الجاري، وتناشد الأسرة أصحاب الأيادي البيضاء وأهل الخير مد يد العون، ومساعدتهم في تدبير قيمة المتأخرات الدراسية، حتى يستطيع الأولاد استكمال دراستهم.
وقالت (أم سليمان)، لـ«الإمارات اليوم»، إن زوجها يعمل في الدولة منذ 21 عاماً بقطاع خاص في إمارة دبي، براتب 10 آلاف درهم، وكانت حالتهم المالية مستقرة، ولم يشكُ أية عقبات طوال السنوات الماضية، بل كان يدخر جزءاً من راتبه الشهري، والجزء الآخر يصرفه على أفراد الأسرة، وتأمين حياتهم من مأكل ومشرب ومسكن ورسوم دراسية للأبناء.
وأضافت: «خلال السنوات الماضية، استطعنا أنا وزوجي ترتيب أولويات الأسرة، وكنا حريصين على متابعة أبنائنا في مشوارهم الدراسي، وحصولهم على أعلى الدرجات في صفوفهم الدراسية».
وتابعت أنه في أغسطس من عام 2019، ترك الزوج العمل بعد تعرض الشركة التي كان يعمل فيها للخسارة، وحاول البحث عن وظيفة جديدة في قطاعات خاصة وحكومية بالدولة، لكن جميع محاولاته باءت بالفشل، فأصبحت الأسرة دون مصدر دخل ثابت.
وأضافت: «أخبرني زوجي بأنه جمع مبلغاً خلال فترة عمله، وهذا المبلغ بسيط بالكاد يلبي احتياجات أفراد الأسرة الأساسية، وتجب إعادة جدولة المصروفات من جديد، لكي نستطيع تجاوز هذه العقبات والعراقيل غير المتوقعة».
وأكملت (أم سليمان) أنه، في العام الماضي، لم يستطع الزوج سداد الرسوم الدراسية المترتبة على الأبناء الخمسة: (منار، 18 عاماً) في الصف الثاني عشر، و(شهد، 17 عاماً) في الصف الحادي عشر، و(منى، 15 عاماً) في الصف العاشر، و(سليمان، 14 عاماً) في الصف التاسع، و(رحمة، 7 أعوام) في الصف الثاني الابتدائي.
وبينت أن إدارة المدرسة بعثت إليهم رسالة نصية، عبر الهاتف، تخبرهم بأنها ستقوم بإيقاف دراسة الأبناء، بسبب وجود متأخرات دراسية منذ العام الماضي لم يتم سدادها، تبلغ 98 ألفاً و135 درهماً، وبالفعل تم إيقافهم ولم يلتحقوا بالعام الدراسي الجديد، الأمر الذي يهدد بضياع سنة دراسية، رغم أن جميع الأبناء متفوقون دراسياً.
وقالت (أم سليمان): «أشعر بحزن عميق، كلما نظرت إلى أبنائي وهم جالسون في المنزل دون تعليم، وأنا لا أستطيع تحمل حرمانهم عاماً دراسياً من حياتهم، فقد امتلأت قلوبنا حسرة لعدم استكمال أبنائنا دراستهم»، مؤكدة أنه ليس من السهل على أي أب وأم رؤية أبنائهما محرومين من أبسط حقوقهم وهو التعليم، وتوقف مشوارهم الدراسي في أمور ليس لهم دخل بها.