18 ألف درهم تحرم «مريم» و«إسراء» التعليم
تواجه (فادية ـ 43 عاماً) ظروفاً مالية صعبة، بعد انفصالها عن زوجها، لكنها تحملت من أجل الوصول بابنتيها (مريم ـ 13 عاماً) و(إسراء - 11 عاماً)، إلى بر الأمان، إلا أنها فقدت وظيفتها في مركز تجميل وباتت الأسرة من دون أي مصدر دخل، ما أدى إلى تراكم الديون عليها، وعجزت عن سداد 18 ألفاً و406 دراهم متأخرات رسوم دراسية، ما أدى إلى توقف ابنتيها عن الدراسة، وتناشد أصحاب الأيادي البيضاء مد يد العون لها ومساعدتها على تدبير المتأخرات الدراسية من أجل عودة «مريم» و«إسراء» إلى مقاعدهما الدراسية من جديد.
وروت (فادية) مشكلتها لـ«الإمارات اليوم» قائلة إنها كانت ميسورة الحال وأمورها المالية والمعنوية جيدة، منذ قدومها إلى الدولة في عام 2001، واستطاع زوجها توفير حياة كريمة لأفراد الأسرة من مسكن ومأكل وتعليم، وفي عام 2015 ساء وضع الأسرة بشكل كبير بعد خسارة الشركة التي كان يعمل فيها الزوج، ما أدى إلى تراكم الديون على عاتقه، وبدأت تتفاقم المشكلات المالية على عاتقه وتدهورت أوضاعه بشكل كبير وبات شديد العصبية، وبدأت الخلافات الزوجية تدق جدار الأسرة بقوة.
وتابعت أن الخلافات الزوجية وصلت بينهما إلى طريق مسدود، ما أدى إلى انفصالهما في نهاية الأمر، وأصبحت هي المعيلة الوحيدة لابنتيها «مريم» و«إسراء»، وكانت تعمل في أحد مراكز التجميل براتب 6000 درهم، وكان الراتب بالكاد يلبي متطلبات الحياة اليومية، وبعد فترة توقف المركز عن العمل بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد، وفقدت مصدر الدخل الوحيد، وبدأت تواجه ظروفاً مالية صعبة، وتراكمت عليها الالتزامات المالية بعد نفاد مستحقات نهاية الخدمة.
وأضافت (فادية) أنه بسبب الأوضاع التي تمر بها، لم تستطع توفير الرسوم الدراسية المترتبة على ابنتيها خلال العام الجاري، والتي تبلغ 18 ألفاً و406 دراهم، وطالبتها إدارة المدرسة بسداد المبلغ المترتب عليها حتى تسمح لـ«مريم» و«إسراء» باستكمال مشوارهما التعليمي، وحاولت التفاوض مع إدارة المدرسة لمنحها مهلة جديدة للسداد إلا أن الإدارة رفضت تماماً وحرمت الطالبتين التعليم.
وذكرت أنه خلال السنوات الماضية كانت تدفع جزءاً من الرسوم الدراسية وتتولى إحدى الجمعيات الخيرية في الدولة استكمال الجزء المتبقي، لذلك تمكنت ابنتاها من مواصلة دراستهما، لكن خلال العام الجاري تواجه صعوبة في دفع جزء ولو بسيطاً من الرسوم الدراسية، بعد توقفها عن العمل بشكل كلي، ونفاد جميع الأموال التي كانت لديها.
وأوضحت أنها حاولت البحث عن وظيفة جديدة تساعدها على توفير احتياجات أفراد أسرتها، وطرقت جميع الأبواب لكن جميع محاولاتها باءت بالفشل، وحاولت البحث عن أي مصدر للدخل حتى تستطيع إعالة أسرتها، حتى إنها اضطرت إلى تلقي بعض المساعدات من الأصدقاء، لافتة إلى أنها واجهت مشكلات كثيرة منذ انفصالها عن زوجها، وصبرت وتألمت في صمت لكنها لم تتمكن من تحمل رؤية ابنتيها تخسران عاماً دراسياً، وليس بمقدورها فعل أي شيء لهما.
وأكدت أنها تشعر بالحزن الشديد كلما نظرت إلى ابنتها «مريم» التي تدرس في الصف السابع، و«إسراء» التي تدرس في الصف السادس، ورغم تفوقهما واجتهادهما في دراستهما لا تستطيعان التوجه إلى مدرستهما، مناشدة أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة مساعدتها على تدبير 18 ألفاً و406 دراهم حتى تتمكن ابنتاها من استكمال مشوارهما الدراسي.
• «فادية» تحملت مسؤولية ابنتيها بعد انفصالها عن زوجها.