راتب الأب 1200 درهم.. ولم يصارحها بعجزه عن سداد الرسوم
20 ألف درهم تحرم «مُزنا» حلم «دراسة الطب»
«ظروفي المالية كسرت فرحة ابنتي الوحيدة، وحلمها بأن تصبح طبيبة بدأ يتلاشى».. بهذه الكلمات الممزوجة بدموع الحسرة وصف (أبومُزنا - سوداني) حال ابنته منذ استلامها نتيجة الثانوية العامة التي سجّلت فيها تفوقاً كبيراً، وحصلت على درجات أهّلتها لتحقيق حلمها الأكاديمي، وهو الالتحاق بكلية الطب، لتصبح طبيبة، لكنها اصطدمت بواقع مرير يتمثل في عدم قدرة والدها على توفير مصاريف الدراسة الجامعية.
يقول «أبومُزنا» لـ«الإمارات اليوم»: «أعمل في مهنة برّاد أنابيب في إحدى شركات القطاع الخاص بالدولة منذ سنوات طويلة، وراتبي لا يتخطى 1200 درهم شهرياً، وعلى الرغم من ذلك كنت دوماً أسعى جاهداً لتلبية الاحتياجات الأساسية لأفراد أسرتي، وأحرص على توفير متطلبات ابنتي، لكن بمجرد حصولها على شهادة الثانوية العامة بتفوق تأكدت من أنني لم أعد قادراً على أداء دوري تجاهها، ومساعدتها على تحقيق حلمها بدراسة الطب الذي تبذل قصارى جهدها من أجله، خصوصاً أن مصاريف كلية الطب في الجامعة المرشحة لها تصل إلى 20 ألف درهم سنوياً».
ويضيف: «في البداية أخفيت على ابنتي أنني لا أمتلك أي أموال تساعدها على الالتحاق بكلية الطب، ولجأت إلى محاولة اقتراض أي مبلغ من أصدقائي، أو معارفي المقربين، لأسدد جزءاً من رسوم الجامعة، لكن المحاولات كافة باءت بالفشل، في الوقت الذي تسألني فيه ابنتي يومياً: متى سنذهب إلى الجامعة لتقديم أوراقي؟». وناشد «أبومُزنا» أهل الخير وأصحاب القلوب الرحيمة مدّ يد العون له لسداد رسوم ابنته الدراسية البالغة 20 ألف درهم حتى لا يضيع مستقبلها ويتبخّر حلمها بأن تصبح طبيبة، مؤكداً أنه يسعى بشكل متواصل للبحث عن عمل إضافي، لكي يتمكن من توفير المال اللازم لمساعدة ابنته على الالتحاق بالجامعة، وإعادة التوازن والاستقرار للأسرة، مشدداً على أنه وزوجته يشعران بالأسى البالغ كلما نظرا إلى ابنتهما، ويخشى أن يكون سبباً في حرمانها حقها في مواصلة تعليمها.