«ياك العون» تنهي معاناة «أبو محمد» المُلاحق قضائياً منذ 27 عاماً

نجحت «ياك العون» في إنهاء معاناة المواطن (أبومحمد)، البالغ من العمر 60 عاماً، والملاحق قضائياً، بسبب قضايا مالية مترتبة عليه منذ 27 عاماً، بقيمة 885 ألف درهم، وتولت لجنة محاكم الخير في محاكم دبي عمل تسوية للمبلغ، وتخفيض قيمة الدين إلى 400 ألف درهم.

وروى المواطن (أبومحمد)، قصته لـ«الإمارات اليوم»، قائلاً إنه في عام 1993 قرر إنشاء شركة نقليات، لتكون مصدر دخل للأسرة، وفي بداية التأسيس حصل على قرض بقيمة أربعة ملايين درهم، واتفق مع شخص (آسيوي) كي يدير العمل بالمشاركة، واشترى 13 شاحنة بالتقسيط الشهري، على أساس أن يتولى شريكه تشغيل الشاحنات، والعائد مناصفة بينهما.

وأضاف أن العمل استمر لمدة شهرين على هذا النحو، وكان للمشروع مردود مالي جيد، وبعد فترة وجيزة حاول الاتصال بالشريك الآسيوي، لكن هاتفه كان مغلقاً طوال الوقت، وبدأ القلق يتسرب إليه، وتوجه إلى مقر الشركة، فوجدها مغلقة، فتوجه إلى مقر عمل هذا الشخص، وكان يعمل في أحد معارض السيارات.

وتابع أنه التقى صاحب المعرض وكفيل شريكه، وكانت المفاجأة عندما أخبره صاحب المعرض بأن هذا الشخص سرق عدداً من سيارات المعرض، كما سرق الـ13 شاحنة، ونجح في بيعها بأوراق مزورة، على الرغم من أن المركبات كانت مرهونة لشركة التمويل، فلم يستطع تحمل الصدمة، وخرج من المعرض في حالة ذهول، وحاول التوصل لمكان شريكه بكل الطرق، وأخيراً تبين أنه هرب خارج الدولة، وترك له الديون والقروض.

وأشار إلى أنه جاب كل أرجاء الدولة بحثاً عن الشاحنات، وتكبد كثيراً من الجهد والمال، من أجل الشاحنات، كونها مرهونة ولا يصح بيعها، وبعد فترة تمكن من إعادة الشاحنات الـ13 إلى الشركة التي قامت بتمويل شرائها، وتولت الشركة بدورها بيع الشاحنات في مزاد بقيمة مليونين و900 ألف درهم، وتبقى عليه مبلغ مليون و100 ألف درهم بقية القرض.

وأوضح أن الشركة التي كانت تمول الشاحنات أقامت 13 دعوى تنفيذية ضده في محاكم دبي، وبعدها تحولت حياته إلى مأساة، وتم إنهاء خدماته من العمل بعد دخوله السجن، كما طلبت زوجته الطلاق، بعدما تردد على السجن مرات عدة في قضايا مختلفة خلال الـ27 عاماً الماضية، لافتاً إلى أن أقاربه سددوا جزءاً من مبالغ القضايا المترتبة عليه، وبعد وفاة والده وتقسيم الميراث، وحصوله على نصيبه، سدد مديونية ثلاث قضايا مالية من أصل 13 قضية، وتبقى عليه مبلغ 885 ألف درهم، وتولت لجنة محاكم الخير في محاكم دبي عمل تسوية وتخفيض المديونية إلى 400 ألف درهم.

وأشار إلى أنه قدم أوراقه إلى إحدى الجهات الحكومية المختصة، وطلبت منه البحث عن وظيفة، ولكنه لم يجد أي جهة ترغب في توظيفه في هذا العمر، موضحاً أنه حالياً لا يملك منزلاً ولا عملاً ولا سيارة، ولا شهادة حسن سيرة وسلوك، ويسكن في شقة إيجارها السنوي 35 ألف درهم، ولديه ثلاثة أبناء يعملون، ووضعهم المالي ليس أفضل حالاً منه، لأنهم أيضاً غارقون في الديون ومستلزمات الحياة.

وقدم (أبومحمد) الشكر إلى مبادرة «ياك العون»، كونها درست حالته وضمته إلى الأشخاص المشمولين في المبادرة، مؤكداً أنها مبادرة كريمة تسهم في تفريج كرب المواطنين المتعثرين مالياً والملاحقين قضائياً.

ويذكر أن مبادرة «ياك العون2»، تتبنّاها «الإمارات اليوم»، ومحاكم دبي، ودائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، للعام الثاني على التوالي، بهدف الإفراج عن السجناء من المواطنين المتعثرين مالياً والملاحَقين قضائياً.

وتستهدف المبادرة 85 مواطناً من الملاحَقين قضائياً، والمترتبة عليهم قضايا مالية، وتستهدف سداد مديونياتهم البالغة 14 مليون درهم، لجمع شملهم مع أسرهم قبل عيد الفطر المبارك، وتم تزويد «الإمارات اليوم» بأعداد المواطنين المتعثرين مالياً، بعد دراسة ملفاتهم واعتمادها من قبل لجنة «محاكم الخير» في محاكم دبي.

• «أبومحمد» خسر عمله وزوجته بسبب تكرار دخوله السجن في قضايا مالية.

#ياك_العون2