دعت إلى احترام خصوصية الآخر
«إسلامية دبي» تحذر من فتاوى «التواصل الاجتماعي»
حذرت دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، قطاع الشؤون الإسلامية، إدارة الإفتاء، من خطورة بث الفتاوى العشوائية، عبر قنوات التواصل الاجتماعي، ودعت للرجوع إلى القنوات الرسمية بالدولة للحصول على الفتاوى، لافتة إلى ما لهذا الإجراء من آثار سلبية في هدم الأسر ونشر أصول شرعية لا تمت لدين الإسلام السمح.
كما حذرت من أن تناقل أخبار الناس، والانشغال بها، وتضخيم مشكلاتهم بالقِيل والقال والكذب والتحريف والمبالغة، أمور منافية لمبادئ وقيم ديننا السمحة.
وقالت إن كثيراً من صور انتهاك خصوصيات الغير عبر مواقع التواصل الاجتماعي انتشرت في الآونة الأخيرة، من خلال تتبّع بعض وسائل الإعلام لأخبار الغير، ونشر الشائعات والأكاذيب حولهم، بل لم يسلم بسطاء الناس من هذا الأمر، فساحات المحاكم تشهد العديد من قضايا الاعتداء على الخصوصية في الآونة الأخيرة.
وأكدت إدارة الإفتاء بالدائرة أن مبادئ ديننا الإسلامي قد حثت على ضرورة الالتزام بآداب وأخلاقيات الإسلام التي تنظّم العلاقة بين الناس، حيث وضعت شريعتنا الغَرّاء، سياجاً منيعاً من القيم والتعاليم والأحكام الصارمة، مراعية خلالها حرمات وخصوصية الآخرين.
كما بينت أن منظومة الإسلام الحضارية لحماية خصوصيات الناس تبدأ بأدب رفيع هو أدب الاستئذان واحترام حرمات البيوت، وخصوصية المقيمين فيها، وهناك مواضع كثيرة في القرآن الكريم تحث على هذا المبدأ العظيم.
ولفت رئيس قسم الإفتاء بالدائرة طارق العمادي إلى مدى الأذية والضرر الذي يتسبب به من يتدخل في أمور الآخرين.
وقال إن «الأولى بالعاقل أن يربأ بنفسه عن مثل هذا المنزلق الخطير، فقد وجد ضعاف النفوس بغيتهم مع انتشار وسائل التواصل؛ وبدلاً من استثمار هذه النعمة في الخير، جعلوها أداة للشر؛ فكم من خصوصيات أُشِيعَتْ، وكم من أُسَر تمزقت، وكم من أستار هتكت؛ بسبب انشغالهم بما لا يعنيهم».
ويبقى الْمُتَدَخِّلُ فِيمَا لَا يَعْنِيهِ هو أشد الناس خسراناً، وأقلهم تَوفيقاً، لا يهنأ بعيشه، ولا يخرج فكره عن دائرة الظنون والشكوك والأوهام، تراه على الدوام مهموماً مغموماً، وقد صدق فيه المثل المشهور: «من راقب الناس مات هماً»..
فواجب العاقل أن يكون ناظراً في أحوال نفسه، وألا يتدخل فيما لا يعنيه، ويسهل عليه ذلك من خلال حفظ لسانه؛ فلا يطلقه إلا بما يجلب له رضا الله تعالى وثوابه.
وليعلم أن من انشغل بما لا يعنيه فقد ضيع دنياه وآخرته.