«وصف قلعة مسقط».. إنصاف لتاريخ الأجـداد
صدر عن منشورات القاسمي في الشارقة، كتاب جديد بعنوان «وصف قلعة مسقط وقلاع أخرى على ساحل خليج عمان»، وقام صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة بتحقيق هذا المؤلف الذي يعود تاريخه إلى القرن الـ،17 ويتنازع حقوقه أكثر من مؤلف، ويتعرض لبدايات فترة الاستعمار البرتغالي للهند الشرقية ولمنطقة الخليج.
ويعد هذا الكتاب مهماً لعودته إلى بعض المدن وثغور الساحل العربي في الخليج وساحل عـمان، والـتي انضم بعضـها إلى الإمـارات، وبشـكل خـاص إلى إمـارة الشارقة.
ويؤكد هذا التحقيق أهمية النظرة العلمية والتدقيق الفاحص في المعلومات التاريخية التي تأتينا من مصادر استعمارية تظهر العرب في غير صورتهم، وتقدم معلومات مبتسرة مشوهة غير حقيقية أو مسيئة، ما يعني أن استخدام وسائط البحث العلمي والتمحيص الدقيق للمعلومات، ولو صغرت، يصبح ضرورة ملحة حتى لا نصدق كتبا قد تلقي بظلال خاطئة على تاريخ الأجداد وتذهب بنا في غير مذاهب البحث العلمي والتحقيق.
رؤية موضوعية
ويعد هذا البحث تدليلا على رؤية موضوعية فاحصة، وفي الوقت نفسه موحية للباحثين، بالذهاب إلى المراجع التاريخية بعقل علمي ناضج، وبفهم ينصف دور المنطقة في التاريخ، ويؤكد قدرة إنسانها على الوقوف في وجه الاستعمار والانتصار لحقه المغتصب.
وكعادته، عندما يتناول صاحب السمو حاكم الشارقة أية وثيقة فإنه يلجأ إلى المصادر المتوافرة بأكثر من لغة، حيث توجد لهذا المصنف الجغرافي وثائق في إسبانيا والبرتغال وفرنسا وبريطانيا . وقد وقف سموه في تحقيقه على نسخة المكتبة البريطانية في المخطوطة رقم ،197 وهي التي عكف في بناء تحقيقه العلمي عليها فعاد بها إلى الجغرافي البرتغالي بدرو باريتو دي ريسنده، ومن هذا الجغرافي اختار قلاعا برتغـالية عـلى سـاحل عمـان، وهي مسـقـط وقريات ومطرح والسيب وركاء وصحار وكلباء وخورفكان والبدية ومدحا ودبا.
تحقيق
وإذا كان صاحب السمو حاكم الشارقة قد تناول المؤلفين الذين تنازعوا «المصنف»، فإنه تأكد له أن دي ريسنده هو صاحب الرسومات الجغرافية، إلا أن سموه عندما عالج القلاع والحصون في منطقة عمان والشارقة وفر للباحثين المعلومات عن الفترة التاريخية والمقاييس والعملات والمواقع، وأسهب في طرائق العمران والبنيان، وحقق الكثير من الأسلحة والمسميات والمناطق وقدم شروحات للأحوال والظروف الاقتصادية والزراعية والمعيشية وأوضح العلاقات بين المستعمر البرتغالي والشيوخ والأمراء والأهالي في الثغور. وأشار سموه إلى علاقات التعايش والتجارة وأنواعها في المناطق العربية، وحتى مناطق الغوص والسفن والنواحي الصحية، ما يفتح للباحثين إمكانات الدراسة والتنقيب في مسالك معرفية مختلفة ومتغـيرات تاريخـية واجتـماعية عبر القرون.
تجدر الإشارة إلى أن منشورات القاسمي تم تأسيسها نهاية العام الماضي، كدار نشر تعنى بإصدارات صاحب السمو حاكم الشارقة ومنشورات المنطقة في مجال التاريخ والجغرافيا السياسية.
وسيرصد ريع هذا الكتاب الذي صدر في طبعتين، الأولى بغلاف عادي والثانية بغلاف سميك أسوة بمؤلفات صاحب السمو، لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news