عذب الكلام

أدونيس (أحمد علي سعيد)  قصيدة «الماء»:

لونكَ لونُ الماء يا جَسَدَ الكَلامْ

حين يكون الماءْ

خميرةً أو صاعقاً أو نارْ

وَاشْتعَلَ الماءُ وصارَ صاعقاً وصارْ

خميرةً ونارْ، نَيُلوفراً يسْألُ عن وسادتي

ينامْ.. يا نَهَرَ الكَلامْ

سافرْ معي يومين، جُمعتين في خميرة الأسرارْ

نلتقطُ البحارَ، أو نسْتكشف المحارْ

نُمطرُ ياقوتاً وآبنوساً

نعرفُ أن السّحرْ جنّيةٌ سوداءْ

ترفضُ أن تعشقَ غير البَحرْ.

سافرْ معي واظهرْ هنا.. وغِبْ هنا..

واسألْ معي يا نَهَرَ الكَلامْ

عن صَدفٍ يموتُ كي يَصيرْ

سحابةً حمراءَ تُمطِرُ،

عن جزيرة تَسيرُ أو تطيرْ،

وَاسألْ معي يا نَهَرَ الكلامْ

عنِ نجمةٍ أسيرةْ

بين شِباكِ الماءْ

تحمل تحت ثديها

أياميَ الأخيرةْ.

واسألْ معي يا نهرَ الكلامْ

عن حجرٍ ينبُعُ منه الماءْ

عن موجةٍ يولد منها الصّخرْ

عن حيوان المِسكِ، عن يَمامةٍ من نورْ

واهبطْ معي في شَبك الدّيجورْ

في القاع، حيثُ الزّمنُ المكسورْ

وَلْيكنِ الكلامْ قصيدةً تلبَس وجهَ البَحْر

الأكثر مشاركة