خبير فيروسات على عتبة الـ 80 يتحول إلى نجم لدى الأميركيين
من القمصان التي تحمل صورته إلى الحلويات التي ابتكرت باسمه، ما كان أحد يتوقع يوماً أن يتحول عالم الأوبئة أنتوني فاوتشي (79 عاماً) المسؤول في خلية الأزمة المكلفة مكافحة فيروس كورونا المستجد في البيت الأبيض، إلى نجم في نظر الأميركيين.
وأصبحت صور خبير الأوبئة بنظارته الصغيرة ووجنتيه البارزتين موضوعة على كل شيء، من قمصان تحمل عبارة «نثق بفاوتشي» إلى فناجين قهوة كتب عليها «ابقَ هادئاً واغسل يديك»، مرورا بالجوارب والشموع.
وتعرض على المنصة الأميركية للبيع الإلكتروني للقطع اليدوية الصنع «إيتسي» أكثر من 3000 قطعة تحمل اسم الخبير، بينما تضم مجموعة «دكتور أنتوني فاوتشي فان كلاب» (نادي المعجبين بالدكتور أنتوني فاوتشي) أكثر من 79 ألف عضو على «فيس بوك»، والحساب الذي حمل الاسم نفسه على «تويتر» 21 ألف مشترك.
وتحمل لعبة فيديو اسم الطبيب. وفي «انتقام فاوتشي» (فاوتشي ريفينج) تخرج أشعة ليزر من عينيه لتدمر فيروسات كورونا بنفسجية اللون.
لكن لم يكن هناك أي مؤشر إلى أن هذا النيويوركي المعروف بتحفظه والمحترم دولياً بسبب خبرته بعدد من الفيروسات من الإيدز إلى إيبولا، سيتحول إلى نجم في الثقافة الشعبية.
وقال روبرت تومسون الذي يرأس قسم التلفزيون والثقافة الشعبية في جامعة سيراكوزا إن فاوتشي وبظهوره على التلفزيون في البيت الأبيض «دُفع إلى قلوب كل» الأميركيين.
وبات عالم الفيروسات يتمتع بهيمنة إعلامية بصوته الساخر، عبر مقابلات يجريها مباشرة على تطبيق «سناب شات» أو عبر الرد على أسئلة نجم كرة السلة ستيفن كاري عبر انستغرام أو مقدم العروض الكوميدية تيرفور نوا على يوتيوب.
وما يفسر الحماس الذي يثيره أيضاً هو طريقته المباشرة وقدرته على إعادة عرض التصريحات التقريبية لدونالد ترامب بحجج علمية.
وقال أستاذ التاريخ والعلاقات العامة في جامعة برينستون، جوليان زيليزير: «في فترة أزمة كهذه يريد الأميركيون أبطالاً». وأضاف أن «فاوتشي أصر دائماً على قول الحقيقة حتى أمام رئيس غاضب يقف خلفه».
لكن حرص هذا العالم على تصحيح أخطاء الرئيس وضعه في مواجهة معارضين أيضاً من أوساط المحافظين وبعض الشرائح المعادية بقوة للعلوم.
وقد تعرض لحملة عنيفة لتشويه صورته على سائل التواصل الاجتماعي دفعت الحكومة الأميركية إلى تعزيز الإجراءات الأمنية لحمايته.
ونقل دونالد ترامب نفسه تغريدة تتضمن عبارة «أقيلوا فاوتشي!»، مع التعبير في الوقت نفسه عن إعجابه بالخبير الذي وصفه بأنه «رجل رائع».
وفي مواجهة موجتي الحب والكراهية، يبقى فاوتشي هادئاً.
ورداً على سؤال للصحافي الأميركي بيتر هامبي عن عريضة تطالب بانتخابه «الرجل الأكثر إثارة في 2020» لمجلة «بيبول» وجمعت أكثر من 18 ألف توقيع، قال فاوتشي «أين كنتم عندما كان عمري 30 عاماً؟».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news