الموت يغيّب أيقونة الغناء السوداني عبدالكريم الكابلي
غيّب الموت في الساعات الأولى من فجر اليوم الجمعة الفنان السوداني الكبير الدكتور عبدالكريم الكابلي عن عمر يناهز الـ (90) عاماً بعد معاناة طويلة مع المرض بمدينة ميتشغان بالولايات المتحدة الأميركية.
دخل الكابلي منذ أكثر من ثلاثة أشهر في العناية المركزة بإحدى مستشفيات ميتشغان، التي كان يقيم فيها مع بعض أفراد أسرته.
يعتبر الكابلي واحدا من عمالقة الفن السوداني، وكتب ولحن العديد من الأغنيات لنفسه ولعدد كبير من الفنانين السودانيين الكبار.
رحيل الكابلي جاء بعد مسيرة من الإبداع الفني امتدت لأكثر من 60 عاما، احتل فيها مكانة مرموقة في أوساط السودانيين، وهو ما برز من خلال الاهتمام الرسمي والشعبي الكبير بوضعه الصحي منذ دخوله المستشفى بعد تدهور صحته.
ولد الكابلي في مدينة بورتسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر في عام 1932 .
نشأ وشبَّ في مرتع صباه ما بين مدن بورتسودان وسواكن وطوكر والقلابات والقضارف والجزيرة خصوصا منطقة أبوقوتة وكسلا.
أكثر ما ميز مسيرة الكابلي الذي ولد في شرق السودان هو جمعه بين ثلاث مواهب يندر أن تجتمع في فنان، فإضافة إلى حسه الموسيقي المرهف فهو مثقف ومترجم وباحث تراثي من الطراز الرفيع.
وبعد أن أكمل دراسته في خمسينيات القرن الماضي التحق الكابلي بالقضاء السوداني وعمل به نحو 20 عاما، قبل أن يقضي بضع سنوات للعمل كمترجم في السعودية ليعود إلى السودان مرة أخرى محترفا الغناء ويتربع على قمة الهرم الفني مع عدد من كبار المبدعين السودانيين.
بدأ الكابلي الغناء في الثامنة عشر من عمره؛ وظل يغني في دائرة جلسات الأصدقاء والأهل لمدة عقد من الزمان إلى أن واتته الفرصة الحقيقية نوفمبر عام 196، عندما تغني برائعة الشاعر تاج السر الحسن أنشودة آسيا وإفريقيا بحضور الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر.
حفلت مسيرة الكابلي بالعديد من الأغنيات الرائعة التي لم تقتصر على العامية السودانية، حيث غنى باللغة العربية الفصحى مثل أغنية "شذى الزهر" للشاعر العربي محمود العقاد.
من أبرز أغنياته التي تربعت على عرش الغناء السوداني وحتى خارجيًا هي "مروي" و"حبيبة عمري" و"يا ضنين الوعد" و"أراك عصي الدمع" و"أكاد لا اصدق" و"زمان الناس" و"حبك للناس" و"شمعة و"دناب" و"لماذا"، و"معزوفة لدرويش متجول”" للشاعرها السوداني محمد مفتاح الفيتوري.
ولامست أغنيات الكابلي وجدان المستمعين من خارج حدود بلاده لأنه كان يؤديها بالعربية الفصحى سيما وأنه عرف البراعة في إتقان اللغة العربية ويخرج الكلمات بدقة شديدة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news