وفاة الشاعر والصحافي والإذاعي السوداني السر قدور
توفي في العاصمة المصرية القاهرة، الشاعر والكاتب والصحافي السوداني السر أحمد قدور، عن عمر يناهز 88 عاما.
الراحل السر قدور شاعر غنائي متعدد المواهب، فهو ايضا ممثل مسرحي وكاتب صحافي ومقدم برامج تلفزيونية، وله مساهمات بارزة في فنون الدراما السودانية، خاصة مع بداية ظهور التلفزيون في مطلع ستينات القرن الماضي. كما إنه ملحن للقصائد الغنائية ، وهو كذلك صحافي عمل في مجالات السياسة والفنون والمنوعات والرياضة وكاتب له مؤلفات وثائقية في فن الغناء والمطربين في السودان.
ولد قدور في العام 1934، بقرية الجباراب، منطقة أمبوري، جنوب مدينة الدامر حاضرة ولاية نهر النيل في شمال السودان، حيث نشأ قدور في بيئة فنية كبيرة تتكون من ممثلين وشعراء ومطربين معروفين لدى سكان مدينة الدامر وضواحيها والمشهورة بشعرائها وأدبائها الكبار أمثال الشاعر محمد المهدي المجذوب والعالم الأديب البروفسور عبدالله الطيب، وعكير الدامر.
ودرس قدور «الخلوة» وتلقى بعض الدروس الدينية البسيطة في العبادات في «خلاوي القرشاب» بمسقط رأسه، ثم في «خلاوي الشيخ المجذوب جلال الدين» حيث حفظ القرآن بالروايات السبع.
وكان الراحل عصامياً مجتهداَ ومولعاً منذ صغره بالقراءة والإطلاع، فنجح في تطوير ملكة القراءة والكتابة لديه بنفسه وتمكن من الارتقاء بمستواه التعليمي إلى درجات أعلى.
انتقل السر قدور مع عائلته من الجباراب إلى الشعديناب بمدينة الدامر شمال السودان بعد فيضان عام 1946 وانتقل مرة أخرى إلى مدينة أم درمان حيث استقرت أسرته.
غادر قدور السودان في سبعينيات القرن الماضي إلى مصر مع زوجته المصرية الأصل وبناته ثريا وزينب ونبيلة وأمل.
أقام مدة 26 عاما متواصلة بحي الزمالك بالقاهرة، وعاد في عام 2000 إلى السودان، ودرج خلال السنوات الأخيرة على تسجيل وتقديم برنامج «أغاني وأغاني» الرمضاني الشهير على شاشة تلفزيون قناة النيل الأزرق لعقد ونصف، ووجد تجاوباً من جمهور المشاهدين لما تتميز به من بساطة وعفوية في التقديم.
تعرف قدور في بداية حياته الفنية في أوائل خمسينات القرن الماضي على رموز الشعر الغنائي الحديث وشعراء حقيبة الفن في السودان ونهل من بعض اشعارهم وحفظ نصوصها وقام بترديدها بصوته، وكان من بين ما تأثر بهم الشاعر إبراهيم العبادي الذي استفاد كثيراً من مسرحياته الغنائية، والتقى بالشاعر عبيد عبدالرحمن وسيد عبدالعزيز وعبد الرحمن الريح ومحمد عبدالله الأمي والجاغريو وودالرضي وغيرهم.
شق قدور طريقه إلى دار الإذاعة السودانية في وقت مبكر من حياته وعمل مع مجموعة من الممثلين المسرحيين في إعداد وتقديم التمثيليات الإذاعية القصيرة التي تبث ضمن برامج إذاعية مثل برامج الأسرة والمرأة والطفل والتعاون والإرشاد الزراعي والصحي وغيرها وكان من بين هؤلاء الممثلين عثمان حميدة صاحب شخصية «تور الجر» وعبدالوهاب الجعفري، وعثمان اللورد، والفاضل سعيد، وأحمد عاطف وإسماعيل خورشيد.
كتب السر قدور عددا من النصوص المسرحية من بينها مسرحيات «المسمار»، و«الرجل الذي ضحك أخيرا» و«شهر العسل الرابع» و«يحلها الشربكها».
وشارك السر قدور في تقديم تمثيليات قصيرة على الهواء يتم تقديم معظمها ارتجالا وبتلقائية مع بداية ظهور التلفزيون في السودان سبعينيات القرن الماضي.
كما عمل الراحل السر قدور بإذاعة «ركن السودان» من القاهرة، وإذاعة «وادي النيل» وقناة «النيل الأزرق» الفضائية.
كتب قدور العديد من القصائد الغنائية الناجحة التي تغنى بها مطربون كبار ومن بينها قصيدة «أرض الخير» التي قام بآدائها إبراهيم الكاشف وأغنية «ست البنات» لصلاح ابن البادية و«حنيني إليك» أداء محمد ميرغني، و«أنا بهواك» غناء صلاح محمد عيسى وقصيدة «يا حبيبي نحن إتلاقينا مرة» للموسيقار العاقب محمد حسن وغيرها.
وتغنت الفنانة وردة الجزائرية بقصيدة السر قدور «أسألوا الورد»، وقامت المطربة السورية زينة افطيموس بتجديد أداء قصيدتة «أسمر جميل» التي غناها الفنان السوداني الراحل إبراهيم الكاشف.
والسر قدور مؤلف، وقد صدرت له أربعة مؤلفات في توثيق فن الغناء السوداني، الأول بعنوان «الفن السوداني في خمسين عاماً 1908-1958»، والثاني بعنوان «الحقيبة شعراء وفنانون»، والثالث كتاب «أحمد المصطفى فنان العصر»، والرابع هو كتاب «الكاشف أبو الفن».