«من القدس مع حبي».. 90 دقيقة مسرحية
«من القدس مع حبي» عرض مسرحي فلسطيني أميركي مشترك، يتناول بطريقة كوميدية ساخرة، على مدار 90 دقيقة، ما يجري في حي الشيخ جراح في مدينة القدس من طرد للفلسطينيين من منازلهم، واتخاذهم رصيف الشارع مأوى لهم.
وصمم القائمون على المسرحية التي أنتجها المسرح الوطني الفلسطيني في القدس «الحكواتي»، بدعم من مكتب المحلق الثقافي الأميركي في المدينة بطريقة جسدت تماماً الواقع، حيث رصيف الشارع وشجرة كبيرة وعائلة تفترش الأرض بعد طردها من منزلها، مع جدارية كبيرة لحي الشيخ جراح.
ويشارك سبعة ممثلين (أربعة فلسطينيين وثلاثة أميركيين) في هذا العمل المسرحي للكاتب الفلسطيني عزام أبوالسعود، وإخراج كامل الباشا، يتحدثون على خشبة المسرح اللغتين العربية والانجليزية، دون أن يشكل ذلك عائقاً للتواصل بينهم، مع بعض الترجمة من قبل الممثلين لبعضهم بعضاً، ما يضفي على العمل المسرحي مزيداً من الكوميديا.
ويبدأ العرض المسرحي الذي يظهر فيه ناجي، الممثل الفلسطيني جمال سعيد، الذي طرد من منزله، ليقول إن عائلته اسكنت هذا المنزل بعد أن طردت من منزلها في عين كارم التي احتلت في عام ،1948 عندما قامت دولة إسرائيل، ليطرد اليوم مرة أخرى ولا يجد مكاناً سوى الشارع يعيش فيه، ويطلب من رمزي، الممثل الفلسطيني عطا ناصر، أن يترجم ذلك بالانجليزية، الذي يبدو انه حفظ القصة عن ظهر غيب.
وتتعدد القضايا التي يتناولها العمل المسرحي لتشتمل على هجرة والد ناجي الى أميركا وتركه زوجته التي كافحت لتربية ابنها، ليعود بعد أكثر من 50 عاما الى بلده ويجد أن كل شيء تغير، حتى انه كما يروي ناجي لم يحتمل ان يرى ان حي المغاربة قد هدم بعد حرب 1967 فيفارق الحياة، ولكن بعد أن يخبر ناجي ان له أختاً تعيش في أميركا انجبها من زواج له هناك.
ويذهب كاتب العمل المسرحي بالجمهور في رحلة تبتعد به عن الموضوع الرئيس للمسرحية من إبراز اختلاف الثقافات بين ناجي وسيدتين قدمتا الى القدس، بعد رحلة بحث لصديقه رمزي على الإنترنت لسيدة تحمل اسم العائلة نفسه، ليدور نقاش طويل حول من هي اخته، بطريقة تخدم العمل المسرحي.
ويضيف الكاتب الى العمل المسرحي جانباً يتمثل بحلم الشباب الفلسطيني بالهجرة الى أميركا، التي يرى عدد منهم فيها بلد الاحلام أو الفرص، ولكنه لا ينسى أن يقدم للجمهور أحد الحالمين بذلك، رمزي، بتخليه عن الفكرة لمصلحة البقاء في وطنه.وتقدم المسرحية صورة حية للمتضامنين الاجانب الذين وقفوا الى جانب ناجي، الذي طرد من منزله من خلال الممثل الاميركي ارثر لازالدي، الذي قدم دور ديفيد تريمان، ليثير الاسم نقاشاً إن كان يهودياً أم لا، ليوضح الكاتب من خلال فاطمة، الممثلة الفلسطينية نسبت سرحان، جارة ناجي المتضامنة معهم «مشكلتنا ليست مع اليهود بل مع المستوطنين والاحتلال».