‏مشاهدون منحوا الفيلم العلامة الكاملة ‏

‏«ترويـض التنّـين».. «كرتـون» يبهج الصـغار والكـبار ‏

«هيكوب» نجح في ترويض التنين وجذب الجماهير. آوت ناو

‏لم تعد صناعة أفلام الرسوم المتحركة مجرد افلام تخاطب الأطفال وتبهجهم، بل تجاوزت ذلك وتحولت إلى عامل جاذب للكبار أيضاً، حسب مشاهدين لفيلم «ترويض التنين» الذي يعرض حالياً في دور السينما المحلية، التقتهم «الإمارات اليوم»، إذ أشار البعض الى ان افلام الكرتون أصبحت تحتوي على رسوم باتت اقرب الى الشخصيات الطبيعية، نتيجة تطور الوسائل الرقمية التي من شأنها اضافة ابعاد اكثر على الصورة، والأهم من ذلك بالنسبة الى آخرين أن هناك سباقاً بين نجوم هوليوود لاستخدام اصواتهم في شخصيات الأفلام الكرتونية، ما يزيد من قيمتها من الناحية الجماهيرية، ومنح الفيلم المشاهدون علامة تراوحت بين ثمانٍ إلى 10 درجات.

كمال لطفي

دور أحداث فيلم «ترويض التنين» المأخوذ اصلاً من رواية تحمل الاسم نفسه للكاتبة البريطانية كريسيدا كارول، حول الصبي هيكوب الذي يعيش في جزيرة يوجد فيها الكثير من التنانين، وتحاول عائلات تقطن الجزيرة قتل التنانين والتخلص منها، الا أن هيكوب يخرج عن هذا العرف مع انه ابن زعيم القبيلة، ويقرر ان يسلك منحى آخر، ليس في قتل التنين بل بتدريبه وترويضه لكي يتعايش مع البشر من دون اي تهديد من الطرفين في قتل بعضهم بعضا، خصوصاً بعد ان قام بناء على رغبة والده مرة واحدة وتدرب على فنون القتال وأصاب صديقه التنين، بعد هذه الحادثة يذهب هيكوب الى قبيلته ويقول لهم إن التنانين يجب ان تعيش بيننا ولا تُقتل، فتثور القبيلة عليه وتشن هجوماً عنيفاً على التنانين، ضمن قالب مليء بالحركة والتشويق، وينتصر في النهاية هيكوب لفكرته.

ناديا باسل

‏أبطال العمل

تميز فيلم «ترويض التنين» بأصوات أبطاله ومن أبرزهم غيرارد باتلر، أميريكا فيريراو، أما باتلر فولد في مدينة غلاسكو الاسكتلندية في 13 من نوفمبر عام ،1969 وهو اصغر اخوته الثلاثة، كانت له محاولات ثانوية في التمثيل لم تعطه فرصة للظهور، الى ان جاء فيلم مهد الحياة الذي وقف فيه الى جانب انجلينا جولي في البطولة عام ،2003 وتوافدت السيناريوهات السينمائية على باتلر، وأصبح وقتها حريصاً على الانتقاء وكان اهم ما اختاره فيلم 300 الذي قام به في البطولة المطلقة، وقدمه كفنان موهوب ومتمرس، وفي تصريح خاص ادلى به باتلر لـ«الإمارات اليوم» اثناء حضوره ضيفاً على مهرجان دبي السينمائي حول استياء العرب من الشخصية التي اداها في الفيلم قال «لست مسؤولاً عن هذا الاستياء، فأنا ممثل اقوم بأداء ما يتطلبه السيناريو مني ولست معنياً بالخلافات بين الشرق والغرب، لأنني لست سياسياً بل أنا فنان، لو أن لدي مشكلة مع الوطن العربي فلن اقصد دبي لآتي اليها من آخر العالم وأشارك الناس ابتهاجهم بفعاليات المهرجان».

أما أميركا فيريراو فولدت في لوس انجلوس في 14 من ابريل عام 1984 وهي اصغر اخوتها السبعة الذين هاجروا مع عائلتها من هندوراس في منتصف السبعينات من القرن الماضي، عاشت فيريراو حياة صعبة، إذ كان والداها فقيرين، وكان لدخولها المدرسة اعباء كبيرة عليهما الا انهما اصرا على ان يعلماها مهما تكلف الأمر، اكتشفت فيريراو موهبتها بالتمثيل في ايام المدرسة، حيث كانت تحب ان تشارك في المسرحيات التي تقام سنوياً، الا أن امها لم تكن راضية عن هذه الموهبة التي تتعا?1ض مع طبيعة عائلتها المحافظة، لكن فيريراو اصرت على موقفها وسجلت اكثر من 100 مرة لتجربة الاداء في استوديوهات هوليوود الى ان تم قبولها في المسلسل الأميركي الشهير (بيتي القبيحة) والذي عرف الجمهور بها.‏

«عاطفة» الكمبيوتر

يحتوي الفيلم الذي تكلفت صناعته نحو 165 مليون دولار، ويُعد واحداً من أهم أعمال هذا العام في مجال صناعة الرسوم المتحركة، وأخرجه كل من دين ديبلويس وكريس ساندرز، وأدى اصوات الشخصيات عدد من نجوم هوليوود على رأسهم غيرارد باتلر، أميريكا فيريراو جاي باروتشيل، ويحتوي على الكثير من المؤثرات الصوتية والإبهار البصري عن طريق الحركة والألوان، ونال هذا الجانب اعجاب الكثير من المشاهدين، وقال كمال لطفي (21 عاماً) إنه متخصص في مجال الانيماشن ولهذا السبب جاء لمشاهدة الفيلم، مضيفاً «الفيلم مصنوع بشكل متقن، ويوجد فيه الكثير من التخيلات، وحركة شخوص الفيلم وتعابير وجوههم، كان فيها الكثير من التجانس والإبداع»، مانحاً الفيلم 10 درجات.

وتساءلت نهى محسن (15 عاماً) «هل وصلت الدرجة بأفلام الرسوم المتحركة إلى أن تكون قادرة على ابكائنا؟، لقد بكيت في الفيلم وتعاطفت مع هيكوب والتنين وشعرت أنني جزء من تطور أحداثه»، واصفة الفيلم بـ«الرائع بكل المقاييس»، ولذا أعطته العلامة الكاملة.

أما شربل طنوس (27 عاماً) فقال «شعرت بأنني جزء من الفيلم الذي أثارني بالقدرة التقنية التي وصل اليها عالم الرسوم المتحركة، فكل شيء في الفيلم مصنوع بدقة متناهية، ولا غبار عليه»، مانحاً اياه 10 درجات.

مؤثرات

ووجدت لانا إبراهيم (20 عاماً) أنه بفضل الكمبيوتر وتطوره تطور فن الرسوم المتحركة، موضحة «كل شيء الآن اصبح محكوماً بالكمبيوتر، وهو الذي يلعب بعاطفتنا ويجعلنا نحب ونكره الشخصيات الموجودة في الفيلم»، وقيمت الفيلم بثماني درجات.

واستغرب عنان مختار (29 عاماً) من قدرة هذا النوع من الأفلام المعتمدة بشكل رئيس على الكمبيوتر على هز العواطف، مضيفاً «تفاعلت مع الفيلم، وبكيت في مشاهد، وضحكت في أخرى ووقفت الى جانب شخص على حساب آخر»، مشيراً إلى أن المؤثرات الصوتية والبصرية اصبحت من ابطال الأفلام الهوليوودية، ولا تقل مكانتهما عن قدرة اي ممثل عالمي، مانحاً الفيلم تسع درجات.

 وحول أثر اصوات الفنانين على نجاح الفيلم، قالت ناهد خليل (33 عاماً) «لا اعتقد ان هذه الخاصية تهم المشاهد العربي الذي لا يعرف الكثير عن هؤلاء الفنانين، فالفيلم ناجح مع نفسه، ومع صورته وقصته، ولا علاقة بأصوات الفنانين بنجاحه»، مانحة الفيلم العلامة الكاملة.

«في هوليوود نعم أما بالنسبة للوطن العربي فلا»، هذا ما قالته تماضر الريس (32 عاماً)، مضيفة «في هوليوود يعتمد نجاح اي فيلم على الفنانين المشاركين فيه، وترويض تنين جزء من هذه المعادلة، ولو انتج الفيلم بأصوات اناس عاديين لما كان له هذا الصيت» مانحة الفيلم ثماني درجات.

وفي المقابل قال معتز عيسى (17 عاماً) «شخصياً لم اعط اهتماماً لأعرف اصوات المشاركين مقارنة بما سمعت به عن الفيلم من اصدقائي والذي شجعني بالحضور لمشاهدته»، معتبراً أن الفيلم والبراعة الاخراجية هما أساسا نجاحه، مانحاً الفيلم تسع درجات.

رسوم

وأكد هشام عرموس (13 عاماً) الذي وصف نفسه بالملم في عالم الكمبيوتر والمتابع لتطور الرسوم المتحركة على الرغم من صغر سنه، أن افلام الانيماشن والكرتون اصبحت جزءاً من حياة كل فرد في العالم، مهما كان عمره، لأن الفن المستخدم فيها يشجع على متابعة الكثير من هذه النوعية، مانحاً الفيلم 10 درجات.

بينما رأت رؤى الزرعوني (29 عاماً) أن هذه النوعية من الأفلام يُستخدم فيها مجهود مضاعف عن الأفلام السينمائية الاخرى، مشيرة الى ان عملية المونتاج للفيلم الواحد قد تأخذ أعواماً، من تنسيق الصوت على الصورة، وعامل الغرافيك الذي يسعى اليه الكثير من المخرجين للتميز بأعمالهم، مبدية اعجابها بالزمن القياسي الذي انهى فيه المخرجان الفيلم والذي لم يتعد السنة الواحدة، مانحة الفيلم العلامة الكاملة.

ووصفت ناديا باسل (سبع سنوات) الفيلم بـ«الجميل»، مضيفة «احببت هيكوب كثيراً واشفقت على التنانين ولم اعد اخاف منها»، مانحة الفيلم 10 درجات.

«والت ديزني» تغير طريقتها

كانــت «والت ديزني» سباقة بإنتاجها مجموعة كبيرة من الأفــلام التي أدى أدوار البطــولة فيها ممثلـــون من الشباب مثل ســـيمبا في فيلم ليــون كينغ، واريل في فيلم ذا ليتل ميرميد وجاســـمين في فيلم علاء الدين، وتغــيرت الفكرة التي كانت تتبنــاها والت ديزني رأساً على عقب بعد اقتــحام شــركة كاتزينبرغ عالم السينما منذ ما يقـــرب من 16 عاماً ودخولها تجربة صنــاعة أفلام الرسوم المتحركة عام .2004

وبدأت والت ديزني التركيز في أفــلامها على مخاطبة البالغين من المشاهدين، وفيلم شريك خير مثال على ذلك. ‏

سيرة المؤلف

‏كريسيدا كارول:

 

ركزت الكاتبة البريطانية كريسيدا كارول التي ولدت في لندن عام 1966 في الرواية التي حملت عنوان الفيلم نفسه على عدد من الشخصيات صغيرة السن وعلى العلاقة المتداخلة بين سكان جزيرة بيرك في القرن الثامن، وبين الزواحف التي كانت تنفث النيران، ووصفت رواية كارول من عدد من النقاد بـ«البسيطة والمتفردة»، ويمكن اعتبارها إحدى قصص الأطفال، ولو لم يحتو الفيلم ـ على حد تعبيرهم ـ على عدد من الممثلين الكبار والبالغين، وعلى عدد من مشاهد الحركة التي تعبر عن الطموح والآمال المستقبلية، لقل عدد مشاهديه، ولعانى كثيراً من نقص إيراداته، وقالت كارول في احد اللقاءات الصحافية انني «لم اتوقع نجاح روايتي وتحويلها الى فيلم، إذ كنت اعتقد انها ستمر مرور الكرام على عدد قليل من القراء، الا انها حققت مبيعات واسعة حتى قبل نجاج فيلم مستند إليها» مؤكدة ان الفيلم كان تجسيداً دقيقاً لما عنيته وما كتبته.‏

المخرجان

قال مخرجا الفيلم دين ديبلويس وكريس ساندرز، إن «ترويض التنين» «كان تحدياً كبيراً لهما إذ اننا انجزناه في اقل من عام، فهذه النوعية من الافلام تأخذ وقتاً كبيراً في عملية مونتاجها وصناعتها الا اننا وفقنا في فترة زمنية قياسية قد تدخلنا كتاب غينيس، مؤكدين أن التعاون الكبير بين فريق العمل كله هو السبب وراء هذا الانجاز الذي نال اعجاب النقاد والجمهور، إذ قمنا بالاستعانة بالمصور السينمائي الشهير روجر ديكنز، مصور فيلم (اغتيال جيسي جيمس)، وعدد من الأفلام الأخرى، مستشاراً ليضيف للفيلم من واقع خبرته في التصوير السينمائي».‏

قالوا عن الفيلم :

«الفيلم رائع، وخاصية ثلاثي الأبعاد من انجح ما شاهدت من افلام استخدمت تلك التقنية».

مات بايس

من «شيكاغو فيلم نت»

 

«ممتع جداً، ويستحق المشاهدة لما فيه من تقنيات ومشاهد رائعة».

بين هاموند

من مجلة «بوكس أوفيس»

«فيلم كامل بكل معنى الكلمة وخالٍ من أي خلل فني أو تقني أو إخراجي».

ستيف بيرسال

من مجلة «فلوريدا فيلم»

 

«قيمة الفيلم تتجلى بالرؤية الثنائية لمخرجين مبدعين».

بيل جوركونتيرز

من «أريزونا بابليك»

 

«مكرر، ولم يقدم أي جديد في عالم الأفلام ثلاثية الأبعاد».

نانسي شارنين

من «دالاس مورنينغ نيوز»

تويتر