«بداية».. «أؤجّـــــر نفسي لأحلم»
من يعرف إن كان ما نعيشه في اليقظة حلماً، وما نعيشه في نومنا هو الحقيقة، ما الخط الفاصل بين الحلم والحقيقة؟ وهل هما منفصلان حقاً؟ ألم تأتِ الحركة السريالية منذ أكثر من 90 سنة بافتراض كهذا وفجرت ثورة الحلم بعد الحرب العالمية الأولى، ألم يحدث اكتشاف سيغموند فرويد «اللاوعي» نقطة انعطاف كبرى في التاريخ البشري، بحيث كانت السريالية وليداً شرعياً لهذا المكتشف، وكتاب فرويد «تفسير الأحلام» معبراً نحو اللاوعي والأنوات الإنسانية المغيبة؟
دي كـــــابريو: سعيد بعملي وأتمنى أن يستمر
قال نجم هوليوود الشهير ليوناردو دي كابريو 35 عاماً، إنه يتمنى أن يتمكن من مواصلة حياته المهنية بالنحو الذي تسير به الآن، معرباً في الوقت نفسه عن التزامه بجهوده لحماية البيئة وجعل الانسان أكثر وعياً في التعامل معها. وقال دي كابريو في مقابلة لصحيفة «بيلد» الألمانية واسعة الانتشار في لندن «أحب عملي وأتمنى أن يستمر على هذا النحو، ما يعني: صناعة أفلام جيدة ولعب شخصيات معقدة والعمل مع مخرجين جيدين». وحول نشاطه في حياته الخاصة بعيداً عن العمل قال دي كابريو «أنشط في مجالحماية البيئة وهو الأمر الذي أقضي فيه معظم وقتي، كما أسافر كثيراً وأتحدث مع العديد من الأشخاص.. حلمي الأكبر هو ان يتعامل الناس بشكل أكثر تناغماً مع كوكبنا». وحاول دي كابريو في الوقت نفسه التهرب من الرد على الاسئلة بشأن علاقته العاطفية مع عارضة الأزياء الاسرائيلية بار رافائيل وتحديد ما إذا كان يخطط للزواج منها واكتفى بالقول «أقضي الكثير من الوقت مع أسرتي وأصدقائي وأقوم بأمور عادية جداً». ويتجول دي كابريو حالياً في أوروبا لحضور العرض الأول لفيلمه «إينسبشن» الذي يلعب فيه دور شخص لديه قدرة خاصة في الدخول إلى أحلام الناس ومعرفة أفكارهم. لندن ــ هامبورغ ــ د.ب.أ |
ما الذي كان سيقوله أندريه بريتون عن فيلم كريستوفر نولان Inceptiَُ «بداية» المعروض حالياً في دور العرض المحلية؟ وكيف لنا أن نقارب فيلم كهذا سيختلط فيه الخيال العلمي مع الأحلام، وفي استثمار لقدرات الإنسان الحلمية لتقديم فيلم مشوق مفتوح على كل الاحتمالات والافتراضات التي يستدعيها الحلم، بحيث ستجري ثلاثة أرباع أحداث الفيلم في الأحلام.
لكن كل ما تقدم أسئلة لها أن تتجول في أرجاء الفيلم، دون أن تكون سؤاله الرئيس، كونه فيلماً يسعى للتشويق أولاً وأخيراً، والاتكاء الأكبر للفيلم سيكون على الخيال العلمي وهو يجيب عن سؤال آخر، يتمثل في الذي يمكن أن نصير عليه إن تمكنا حقاً من ولوج أحلام بعضنا بعضاً والتحكم فيها، وبنائها وفق معطيات علمية تؤسس لمسرح الأحلام كديكور يتم استدعاؤه من الغرض المراد تحقيقه، وبكلمة أخرى التحكم باللاوعي عن طريق الوعي، ونقل ذلك إلى مستوى تجاري بحيث نكون أمام كوب (ليورناردو دي كابريو) وهو يستخدم هذه القدرة أو المكتشف في أعمال غير شرعية يكون فيها مؤجراً لتحقيق غرض متعلق بشخص آخر ومن خلال الأحلام، كما لو أن عنواناً مثل «أؤجر نفسي لكي أحلم» وهو قصة لغابريل غارسيا ماركيز صالح لتوصيف شخصية كوب، لكن هنا أؤجر نفسي لكي أتسرب إلى أحلام الآخرين وأصنعها حسب الهدف المرتجى، وإيصالها إلى النقطة التي أريد، لكن ولنضع خطين تحت هذه «اللاكن» الأمر عرضة للمفاجآت كون التحكم لن يكون كاملاً، ولا نستطيع أن نطبق تماماً على الأحلام ومن هذه النقطة بالذات يأتي التشويق و«الأكشن» الأمر الذي لا يستطيع فيلم تجاري مفارقته.
أمامنا فانتازيا بصرية لها أن تدهشنا أحياناً، الوفاء فيها ليس للحلم بالمعنى العميق للكلمة، ولو كان كذلك لما كان الفيلم أساساً ملوناً، لكان على الأقل بالأبيض والأسود، إنه نولان الذي يقول إنه أمضى 10 سنوات في كتابة هذا الفيلم يخرج من «بات مان» ويقفز في منطقته الأثيرة، هو الذي عرف أول ما عرف بفيلمه الشهير «مومنتو» 2000 والذي يعتبر علامة فارقة في تاريخ السينما الأميركية المستقلة، ونولان واحد ممن شكلوا موجة سرعان ما احتوتها الاستديوهات الهوليوودية الضخمة، بحيث بدا البحث عن السينما المستقلة بحثا مضنياً وقد تفرعت عن كل الاستديوهات الهوليوودية الكبرى استديوهات تسعى لاحتواء السينما المستقلة وتحقيق الجوائز من خلالها.
وفي تتبع لعنصر رئيس في فيلم «بداية» يحضر ليوناردو دي كابريو كونه البطل الرئيس في الفيلم، ولعل من شاهد فيلمه السابق «جزيرة شاتر» سيشعر بأنه أي دي كابريو يواصل في «بداية» ما قدمه في ذاك الفيلم، لكن ما نعيشه في «جزيرة شاتر» يكون صنيع مخيلة رجل مريض ومجنون، لا بل إن الفيلم كل الفيلم سيكون من نسيج تلك المخيلة التي تهرب من حياتها في تأليف حياة ممسوسة بالهلع ونظرية المؤمراة، بينما فيلمه الذي نقدم له هنا تجري أحداثه في الحلم، وعلى شيء يجعل من دي كابريو ودوريه الأخيرين نوعاً من المشي على خيط واهٍ بين الحقيقة والخيال، بين الحلم والواقع.
«بداية» يتصدر قائمة إيرادات السينما
تصدر فيلم الإثارة الجديد «بداية» الذي يقوم ببطولته الممثل ليوناردو دي كابريو قائمة إيرادات دور السينما في أميركا الشمالية، إذ حقق إيرادات بلغت 60.4 مليون دولار في أول ثلاثة أيام من عرضه، وفقاً لتقديرات استوديوهات السينما أمس. ويجسد دي كابريو في فيلم التشويق والخيال العلمي دور قائد فريق يدخل في أحلام أفراد سعياً لتغيير أحداث حقيقية. وجاء في المركز الثاني فيلم الرسوم المتحركة ثلاثي الأبعاد «ديسبيكابل مي» الذي يقوم بالأداء الصوتي فيه الممثل الكوميدي ستيف كاريل بإيرادات بلغت 32.7 مليون دولار ليصل إجمالي ما حققه الفيلم منذ بداية عرضه إلى 118.4 مليون دولار. وحل في المركز الثالث فيلم المغامرات العائلي «ذا سورسرس ابارينتس» بإيرادات بلغت 17.4 مليون دولار. وتراجع فيلم «اكليبس»، وهو الجزء الثالث من سلسلة أفلام مصاصي الدماء «توايلايت» من المركز الثاني إلى المركز الرابع بإيرادات بلغت 13.5 مليون دولار. وجاء فيلم «توي ستوري3» في المركز الخامس بـ11.7 مليون دولار في الأسبوع الخامس من عرضه. لوس أنجلوس ــ د.ب.أ |
شيء آخر مغرٍ أيضاً بتتبع الدور الرائع لماريون كوتيار -الرائعة دائماً- فالأغنية التي تستخدم في إيقاظ فريق كوت من الأحلام تكون دائماً أغنية لأديث بياف، وكلنا يعرف كيف قدمت كوتراد شخصية بياف في فيلمها الشهر «لا موم» ونالت عليه أوسكار أفضل ممثلة.
ينسج سيناريو الفيلم قصة مشوقة أولاً وأخيراً، ولعل الإيهام الأكبر سيكون بأننا في صدد فكرة أصيلة، ولعله الفيلم كذلك، لكن بعتاد هوليوودي سيكون عليه تضخيم كل شيء وتهويله، ولينجح الغرافيك في أحيان كثيرة في إبهارنا ولعل هناك مشاهد لا تنسى مثلما هو الحال مع المدينة التي أنشأها حلميا كوب مع زوجته التي قررت أن تعيش في الحلم بعيداً عن الواقع.
الفيلم عبارة عن حلم داخل حلم، لا بل إننا وفي العملية الأخيرة التي يقوم بها كوب وفريقه يصل بنا إلى حلم بخمسة مستويات، أو خمسة أحلام في حلم واحد، وفي نهاية متصلة مع البداية، نهاية تكون سعيدة، ولعل كل الخيوط التي تم نسجها طيلة الفيلم ستلتقي وتتشابك وتفضي إلى نهايتها، مصائر كل المجتمعين في الحلم ذي المستويات الخمسة، وإلى جانبها مصير كوب الشخصي، زوجته التي ماتت في الواقع لكنها على قيد الحياة في الأحلام، وكل ما تتوق إليه أن تأخذ كوب إلى الحلم، والذي يرفض ذلك وليقع على ولديه وقد نظروا إليه أخيراً بعد أن يكون طيلة الفيلم عالقاً في مشهد لهما وهما يلعبان وقد أدارا له ظهرهما.