يدعونا الفيلم إلى الـ «أنيماشن» والكوميديا بحيث يكون فيلماً عائلياً يستقطب أكبر عدد من المشاهدين. آوت ناو

«أنا الحقير» الذي سرق القمر

ثمة طفل أفلت من والديه وتخطى الشريط المعقود حول الأهرامات، ثم صعد السقالات وسقط منها باتجاه الأهرامات، سيلقى حتفه لا محالة، لكن المفاجأة تكمن في أنه سيرتد عنها، ولن تكون الأهرامات إلا مجسماً مطاطياً. يا للفضيحة! لقد سرقت الأهرامات، وها هي الأخبار تتداول تلك الفضيحة، وقد بدأ حول العالم اتخاذ إجراءات صارمة حول كل المعالم الإنسانية البارزة، ضرب نطاق أمني حول برج ايفيل، بينما الدبابات منتشرة على طول جدار الصين العظيم، لن يتركوا للطيور حتى أن تعبر من فوقه.

هكذا يبدأ فيلم Despicable Me (أنا الحقير) المعروض حالياً في دور العرض المحلية، والذي يدعونا إلى «الأنيماشن» ممتزجاً بالكوميديا، بحيث يكون فيلماً عائلياً يستقطب أكبر عدد من المشاهدين، خصوصاً أن الشخصية الرئيسة «غرو» تحتوي على قدر كبير من اللطافة بأنفه الطويل وساقيه النحيلتين الملتصقتين بجذع وصدر كبيرين، والذي يعيش مع كائنات لطيفة تندرج تحت اسم مينيون.

«غرو» رجل شرير، يرى طفلاً صغيراً يبكي الآيس كريم التي وقعت منه، فيصنع له لعبة من بالون، وليكون التعذيب على أشده يقوم بتفجيرها، وغير ذلك من المواقف التي توضح مدى الشر الذي يحمله، الشر المضحك طبعاً.

[video1]

النبأ المتعلق بسرقة الأهرامات سيؤرق «غرو»، سيشعره بضآلة ما سرقه ونحن نراه يستعرض أمام أعوانه من المينيون كيف سرقوا شاشة «سي إن بي سي» في «تايم سكوير»، وتمثال الحرية لكن ليس الأصلي الموجود في نيويورك، بل مجسم صغير عنه في «لاس فيغاس» وغيرها من المنجزات التي ستعتبر بسيطة أمام إقدام أحدهم على سرقة «الأهرامات» وعليه نعرف بمخطط سرقته المقبلة الذي سيكون سرقة القمر! نعم القمر! إذ إنه وكما سنرى سيقوم بسرقة جهاز يطلق أشعة تصغر كل ما تلامسه ويصبح بحجم قبضة اليد أو أصغر.

تكون منافسته مع فيكتور الذي يكون سارق الأهرامات، الذي سيقدم بوصفه جيلاً جديداً أكثر حداثة وتطوراً من «غرو» وجيله، بحيث يكون على الدوام قادراً على إلحاق الهزيمة بـ«غرو»، كما أن فيكتور سرعان ما يسرق الجهاز سابق الذكر، الذي يكون مفصلياً بالقدرة على سرقة القمر، وتبدو كل محاولات غرو اقتحام قلعة فيكتور فاشلة أمام القرش الذي يتجول حول البيت والأسلحة التي تتخطى ترسانة أقوى جيوش العالم، وليجد في ثلاث فتيات يتيمات يبعن «البسكويت» ضالته كون فيكتور يفتح لهن الباب لحبه للبسكويت.

وعليه فإن «غرو» سرعان ما يقدم على تبني الفتيات الثلاث لاستخدامهن في استعادة الجهاز الذي سرقه فيكتور منه، ومن ثم تتداخل حياته مع حياتهن، ويشكلن نقطة الانعطاف أو التغيير في حياته، إذ ينتقل من الشر إلى الخير، ومن القسوة إلى الرقة وتدريجياً.

ينتصر «غرو» على فيكتور، لكنه يصبح مشغولاً فقط بالفتيات، بحيث يمسي أباً حنونا لهن، وعند سؤالنا هنا كيف؟ فلمشاهدة الفيلم الذي أخرجه كل لمن بيار كوفين وكريس رولان أن تجيب وتقدم لنا فسحة من الضحك، مع استحضار أم «غرو»، وبنك الأشرار، وغيرها من عناصر شكلت في النهاية عالم «غرو» الذي سرعان ما يتداخل مع الطفولة من خلال الفتيات اللاتي يأخذنه إلى مساحة مغايرة تماماً لكل ما اعتاد أن يعيشه مع المينيون والبروفيسور وديكور بيته المليء بالأشياء والمعدات الغريبة. يبقى أن نتساءل: لم كان الفيلم ثلاثي الأبعاد؟ وقد بدا لا حاجة له بهذه التقنية، كونه يقدم حكاية مبنية أولاً وأخيراً على الشخصيات ومصائرها المتغيرة والمرسومة بخصوصية، لا بل يمكن للفيلم أن يكون أجمل إن كان ثنائي الأبعاد، الخيار الموجود في عروضه الذي ينصح به.

الأكثر مشاركة