أسطورة قادمة من قصص «الكوميكس»

«جونا هيكس».. الكاوبوي والحرب على الإرهاب

فيلم «جونا هيكس» يأخذ الأسطورة إلى أقصاها. أرشيفية

كثيراً ما نعود إلى «صياد الجوائز» ونحن نراه يتجول في المستعمرات الأميركية باحثاً عن المطلوبين لقاء مبلغ من المال سرعان ما يتحول إلى نمط عيش ومصدر رزق، وكثيراً ما يحدث أن يتحول صياد الجوائز هذا إلى صيد بالنسبة للآخرين حين يطالب به أحدهم ويضع له مبلغاً سخياً من المال يجعله في صراع مزدوج بين حماية نفسه من أن يتحول هو إلى ضحية، ومواصلته في الوقت نفسه إلقاء القبض على المطلوبين وتحصيل الأموال.

فيلم Jonah Hex (جونا هيكس) الذي يعرض حالياً في دور العرض المحلية سيحمل شيئاً مما تقدم ونحن نتابع أحداثه التي نقاربها في مسعى لمشاهدة فيلم «ويسترن» بعد أن أصبح هذا النمط من الأفلام شبه نادر ولعل آخر أفلام الويسترن التي شاهدناها فيلم راسل كرو وكريستيان بيل «قطار 3:10 إلى يوما» وفيلم براد بيت «مقتل جيسي جيمس على يد روبرت فورد الجبان»، والتي لن تتجاوز الفيلم الواحد في السنة، مع كون «.. يوما» «ويسترن» أكثر من فيلم براد بيت بالمعنى التقليدي للكلمة.

لكن فيلم «جونا هيكس» لا يأخذ من «الويسترن» إلا إطاراً عاماً، وينسج أسطورة بطله جونا هيكس (جوش برولين) من خلال بعض خصال «صياد الجوائز» بعد أن نراه في البداية قد خاض حروب الاستقلال الأميركية وقتل مئات البشر.

جونا يستخدم مسدسه برمشة عين وما إلى هنالك من عتاد «الكاوبوي» وبالتأكيد على صهوة حصانه الذي يكفي أن يصفر إليه حتى يأتي وينقذه، وهناك في المقابل عدوه التاريخي كونتين ترنبول (جون مالكوفيتش) الذي سيمضي بصراعه معه حتى النهاية، دون أن يفوتنا ضرورة حضور امرأة حسناء في حياة جونا وليجد الفيلم ضالته في ليلى (ميغان فوكس) التي تكون مدججة بالإثارة.

كل ما تقدم حاضر بقوة ومسير للفيلم، والذي سرعان ما يتضح أنه يمضي باتجاه أكثر خيالاً، وأنه أي الفيلم خارج من «الكوميكس» ومخرجه جيمي هيوارد قادم من «الانيماشن» الذي سيطالعنا في البداية عند سرد حياة مستعيناً بالرسوم التي تساند أسطورة جونا وترسم صورة حياته بعد إقدام كونيتين على حرق زوجته وابنه أمام ناظريه ومن ثم يطبع على وجهه بالحديد المحمى تذكاراً لئلا ينسى جونا كونتين في حياته.

مزيج «الأنيماشن» و«الويسترن» سيجعل من جونا قادراً على التحدث مع الموتى واستنطاقهم والحصول على المعلومات منهم واستخدام نوع خاص من التعذيب معهم، جونا يحمل مع سرج حصانه مدفعا رشاشا على كل جانب، ولا أحد بمقدوره أن ينتصر عليه، ومسعاه للانتقام من كونتين سيطفو من جديد بعد معرفته بأن هذا الأخير مازال على قيد الحياة وقد عاد إلى أفعاله الشريرة التي تجعله يستولي على أسلحة خطيرة يريد من خلالها القضاء على الاتحاد الأميركي وتدمير واشنطن والبيت الأبيض.

ستشعر في الفيلم بأنك في صدد مشاهدة شيء من «الحرب على الإرهاب» ، بينما يتحول جونا -بطلب من رئيس أميركا - إلى منقذ الولايات المتحدة من براثن عمل إرهابي سيقدم عليه كونتين على طريقة 11 سبتمبر لكن في واشنطن وليس في نيويورك، لا بل إن كونتين سيقع على سلاح يسلبه من الجيش يكون البذرة الأولى لأسلحة الدمار الشامل، والتي يجربها على السكان من خلال إطلاق مجموعة من الكرات الحديدية متبوعة بإطلاق كرة مشعة فيحدث انفجاراً هائلاً يقضي على مساحات شاسعة وكل من عليها.

يسعى فيلم «جونا هيكس» أخذ الأسطورة إلى أقصاها، وتحويل «الكوميكس» إلى شخصية من لحم ودم أسوة ببات مان وسبايدر مان، لكن وفق قدرات خاصة جداً ودون التخلي عن مزايا بطل «الكاوبوي» وفي مطمح ترفيهي منسجم مع عناصره البصرية التي تكون بداية لافتة بحق، خصوصاً سرد حياة جونا الذي ينقذ على أيدي الهنود الحمر ولنعرف أيضاً أن زوجته كانت هندية أيضاً وبالاستعانة بـ«الأنيماشن» الذي لا يعاود الظهور أبداً، وما عدا ذلك فالمنــطق منطق «الكوميكس» وفي تسيد على «الويسترن».

تويتر