جديده المستعاد كثير من الرصاص والقنابل

ستالوني.. عضلات حقيقية على الشاشة

سيلفستر ستالوني: أبطال أيام زمان كانوا أفضل ويعتمدون على عضلاتهم. آوت ناو

على مبدأ أن قطار الزمن يمر ولا يرحم، تظهر تصريحات سيلفستر ستالوني الأخيرة المتعلقة بحديثه عن أبطال اليوم وأبطال الأمس، وعلى شيء من البحث عن موطئ قدم له أمام ازدحام السينما والأفلام بأبطال الحركة والإثارة، وإيجاد مبرر للمشاهدين لمشاهدة جديده، فيلم Expendables ، (الفدائيون) إن صحت الترجمة، الذي سيكون رهانه فيه على أنه الأصل والبقية مزيفون على مبدأ الماركات المزيفة والأصلية، وقد وجد ضالته في الاستدلال عليه من خلال معاينة الحركات المنفذة في الفيلم هل هي أصلية أم صنيع الكمبيوتر، وهكذا يمكننا أن نفرز الغث من السمين، فحسب تعبيره فإن أبطال أيام زمان كانوا أفضل، يعتمدون على عضلاتهم وليس على حيل الكمبيوتر.

وعليه فإن جديده يستدعي أبطال أيام زمان، وإن كان ظهوراً بسيطاً ولدقائق مثلما سيفعل أرنولد شوارزنيغر حاكم كاليفورنيا، الذي كانت عضلاته سر نجاحه السينمائي والسياسي أيضاً، وكل الخوف أن يصل بها إلى البيت الأبيض حيث سيحكم العالم بعضلاته أيضاً، كما سيظهر بفيلم بروس ويلز الذي كان في آخر جزء شاهدناه له من Die Hard منذ ثلاث سنوات أكثر من متعثر بعضلاته التي بدت لا نفع لها أمام «الهاكرز» وشؤون الكمبيوتر والعوالم الافتراضية، ونحن نرى أنه تحول إلى تابع لما يقوله له «الهاكرز» ومن ثم يستعين بعضلاته وخوارقه لانقاذ ما يجب انقاذه وإفشال المخططات الإرهابية، ولعل حال ستالوني من حال ويلز، دون أن يقبل أي تحوير أو تعديل في ما هو عليه، فهو يستعين في جديده برعيل العضلات ومعهم ميكي رورك وآخرين ولا يراهن إلا على «الأكشن» كما يراه، إذ إن الجملة الناظمة للفيلم ستكون «اختر السلاح الذي تريد» مع تقديم أكبر قدر من التدمير والقتل والتنقل بين الصعاب والمخاطر وصولاً إلى الانتصار الكبير، لكن انتبهوا وهذا وما يراهن عليه ستالوني، نحن حقيقيون، نصنع هذا الفيلم بعضلاتنا، وليس هناك أحد من بين أبطال الفيلم مثل أبطال هذه الايام الذين يصفهم بالنحافة.

لعبة ترويجية لن يجد ستالوني أمامه غيرها صالحة للاستخدام في اقناع المشاهد بمعاودة مشاهدة رامبو وقد تجاوز الرابعة والستين، خصوصاً بعد فشل جزئه الخامس من «رامبو» الذي صنعه منذ سنتين، وقد صار ستالوني مخرج أفلامه أيضاً، فهو يقدم لكم عضلات حقيقة أما الآخرون فعضلاتهم مزيفة.

الأمر في عهدة المشاهدين حول العالم، وكيف لمثل هذا الادعاء أن يستقبلوه، وهل حقاً أنه أمر مؤرق أن نفتقد العضلات على سطح الشاشة الكبيرة؟ أسئلة مشروعة كون ثلاثة أرباع الأفلام التجارية مصنعة من قبل العضلات، سواء كانت نامية أو ضامرة، والآلية المهيمنة، اقتلوا بكل ما أوتيتم من قوة ومن حركات وقفزات، واتركوا البقية للآليات المتطورة في الخدع السينمائية، وكل شيء معد سلفاً ونهايات الأفلام آمنة والمشاهد مخدر وثمة الكثير الكثير مما يدفعه لمشاهدة الحبكة نفسها لآلاف المرات.

الشيء الأكيد أن الكثير من الرصاص والقنابل ستطلق في فيلم ستالوني الجديد، وهذا هو اليقين الوحيد الذي يمكن الذهاب ومشاهدة الفيلم بناء عليه، مع إضافة أننا بصدد مشاهد عضلات حقيقية، أو «أشخاص من لحم ودم» حسب تعبير ستالوني، التوصيف الذي له أن يكون أجمل نكتة سمعت منذ زمن طويل، ولها أن تضيء أيضاً مدى ما وصلت إليه آليات تصنيع الأبطال الأميركيين، بمعنى أن ستالوني نفسه صار يرى في الشخصيات التي قدمها شخصيات من لحم ودم وعلى شيء من الشخصيات الواقعية ربما، فما بالكم بما وصلت إليه الشخصيات التي تصنع هوليوودياً اليوم وكل يوم.

ربما ستالوني على حق، عند مقارنة ما كان رامبو يفعله عندما يقتل جيشاً كاملاً بمفرده بمنطق العضلات، وما يفعله أي ممثل دون عضلات، يا لها من مقاربة ستجعل رامبو بطلاً واقعيا!

تويتر