الدراما الإماراتية الأكثر متابعة لمشاهدي «دبي» و«سما دبي» في رمضان. أرشيفية

الدراما الإماراتية.. حضـور رمضاني متميّز

حقق فنانون إماراتيون حضوراً متميزاً على قنوات مؤسسة دبي للإعلام وبشكل خاص «دبي» و«سما دبي» اللتان عرضتا 18 مسلسلاً جمعت بانوراما متنوعة من النجوم الذين تنافسوا عملياً على جذب المشاهدين، عبر أعمال معظمها جاءت ثلاثينية وبعضها عاد إلى المسلسلات ذات الـ15 حلقة، فيما كان المسلسل البدوي «أبواب الغيم» والكرتوني المحلي «شعبية الكرتون» خارج المنافسة، حسب تعبير مشاهدين استطلعت «الإمارات اليوم» آراءهم، سواء لخصوصية موقع الأول في مكتبة الدراما البدوية العربية، وإمكاناته الإنتاجية والتقنية، أو تحوله إلى طقس مشاهدة مرتبط لدى الكثيرين من المواطنين والمقيمين العرب بشاشة «سما دبي» في رمضان.

وتوزعت آراء المشاهدين على مدار شهر رمضان بعدد يناهز الـ100 شخص في ما يتعلق بالأكثر مشاهدة على شاشتي «دبي» و«سما دبي» بشكل لافت على مسلسلي «عجيب غريب» في جزئه الثاني الذي يجمع بطله أحمد الجسمي بكل من رزيقة طارش ومرعي الحليان وملاك الخالدي وأمل محمد ومروة راتب ونصر حماد، وأخرجه عبداللطيف القرقاوي، وتأليف جمال سالم. ومسلسل «زمن طناف» لدائم الحضور الرمضاني أيضاً الفنان جابر نغموش، ومعه أحمد الأنصاري وزهير النوباني ومحمد الصاوي وفاطمة الحوسني وعائشة عبدالرحمن ومروان عبدالله، والمسلسل من تأليف الفنان والمنتج سلطان النيادي، وإخراج باسم شفيق، في حين حقق المسلسل السوري «أسعد الوراق» الذي يلعب بطولته تيم الحسن نسبة مشاهدة جيدة متقدماً على مسلسلي «وراء الشمس» الذي يجمع بسام كوسا بصبا مبارك، ومسلسل «أحلام وبنعيشها» لليلى علوي، وجاءا أيضاً في مرتبة متقدمة.

خريطة جديدة

على الرغم من اعتراف النجم جابر نغموش لـ«الإمارات اليوم» بأنه مازال بعد كل هذه العقود من التمثيل محلياً، وحداثة تجربة الدراما المحلية في مسلسلات الـ«سيت كوم» ممثلة بجزأي «عجيب غريب» إلا أن هناك مسلسلين إماراتيين حققا إنجازاً مهماً في ما يتعلق بجذب المشاهد العربي إلى أعمال محلية، هما فضلاً عن «عجيب غريب»، مسلسل «زمن طناف» الذي تأكد عدم وجود جزء ثان له حسب بطله، رغم مطالبة جماهير بتمديده في جزء ثان على الأقل في رمضان المقبل.

تراجع نسبة المشاهدة وفق الاستبيان في ما يتعلق بمسلسلات أبطالها اعتادوا أن يكونوا نجوم رمضان مثل يسرا وجمال سليمان وآخرين رغم مبالغاتهم المتواترة في أجورهم وتشكيلها عبئاً على جهات الإنتاج يعني أن هناك خريطة جديدة بدأت ملامحها في التشكل، تمنح مميزات مهمة للأعمال الجيدة فنياً بغض النظر عن مقدار نجومية أبطالها، فضلاً عن وصول الدراما المحلية ربما للمرة الأولى بهذه النسبة المرتفعة إلى المشاهد العربي وبعيداً عن مجرد حدود مجلس التعاون، ما يعني أن ثمار سياسة الانفتاح الإنتاجي ممثلة في الاتكاء على منتجين منفذين لاسيما الفنانين منهم بدأت تؤتي ثمارها أعمالاً محلية قادرة على المنافسة وإيجاد موطئ قدم للممثل الإماراتي في ساحة الدراما العربية.

شعبية كبيرة

رغم تباين الاستبيان الاستقصائي في ما يتعلق بالشرائح العمرية والخلفيات الثقافية وأيضاً جنسيات المستطلعة آراؤهم فإن الظاهرة الأكثر بروزاً كانت تواتر تنامي شعبية الأعمال والفنانين الإماراتيين، ورغم وجود عدد لا بأس به من نجوم الشاشة العربية عبر أعمال نوعية نجحت مؤسسة دبي للإعلام في استقطابها لشاشتها هذا العام، ليس في ما يتعلق بالمواطنين فقط بل بالنسبة للكثيرين من المشاهدين العرب أيضاً .

وفي الوقت الذي تكررت فيه ملاحظات لمشاهدين حول مسلسل «عجيب غريب» وعدم تجديد أفكار الحلقات فيه بشكل رئيس، حافظ المسلسل الذي من المتوقع أن يكون حاضراً للعام الثالث على التوالي على شاشة «سما دبي» الرمضانية أيضاً في الموسم المقبل، على مركزه الريادي في قائمة الأكثر مشاهدة للعام الثاني على التوالي، لكن الظاهرة الجديدة هذا العام تعلقت باكتسابه شعبية كبيرة خارج أوساط الأسر المواطنة، وهو ما يعني أن الدراما الإماراتية التي ظل شأنها كشأن أنماط الدراما الخليجية قد حققت مكاسب مهمة هذا العام وهي إيجاد موطئ قدم لها لدى المشاهد العربي.

وأجمعت أسر سودانية وأردنية ومصرية وسورية على أن «عجيب غريب» كان بالنسبة لهم على مدار الشهر الفضيل بمثابة «طبق درامي جاهز وقت الإفطار»، وفي حين أشار البعض إلى أن أحد أهم أسباب متابعتهم له جاذبية كوميديا الموقف التي يديرها في «البناية السكنية» التي يشكل علاقات سكانها وتفاصيل حياة أفرادها محور الحبكة الدرامية أحمد الجسمي باقتدار، فضلاً عن ثراء البناية أيضاً بجنسيات متعددة تجعلها قريبة في نسيجها الاجتماعي مما يتيحه التنوع الثقافي لدبي.

وجود عربي

في المقابل أثبتت السياسة الإنتاجية الجديدة التي باتت واضحة في أكثر من مسلسل تبثه بشكل حصري قناتا دبي وسما دبي أن الاستعانة ببعض نجوم الدراما العربية من شأنه جذب المشاهد العربي أيضاً، ليس بسبب نجومية الممثلين المستعان بجهودهم، بقدر ما إن وجود أولئك الممثلين بالفعل يمثل الباعث الأول للمشاهد من أجل مشاهدة المسلسل قبل توصله بعد ذلك لقرار متابعته أو إسقاطه من حساباته.

وحافظ مسلسل عجيب غريب، على سبيل المثال، على وجود العديد من الممثلين العرب أبرزهم المصري نصر حماد، فيما انضمت إليه هذا العام في بعض الحلقات مواطنته عائشة الكيلاني التي أثرت بالفعل الحلقات وشكلت طلتها المختلفة في المسلسل تساؤلات فنية وجماهيرية، في الوقت الذي شكل فيه وجود الفنان الأردني زهير النوباني إضافة مهمة في السياق ذاته أيضاً لمسلسل «زمن طناف»، فضلاً عن الفنان المصري محمد الصاوي، وعدد من الممثلين المصريين واللبنانيين الآخرين، ما يعني أيضاً خارج سياق أهداف جذب شرائح متباينة من المشاهدين، تحقق نوعاً من البانوراما الفنية في الدراما المحلية تحاكي بالفعل التنوع الثقافي المعيش في دبي.

نجم «زمن طناف» وصاحب دور طناف جابر نغموش تقاسم مع بطل «عجيب غريب» أحمد الجسمي تقريباً لقب أفضل ممثل في مسلسلات دراما رمضان على شاشتي دبي وسما دبي، متقدمين على تيم الحسن بطل «أسعد الوراق»، وهشام عبدالحميد في «بالشمع الاحمر»، وبسام كوسا بطل «وراء الشمس» وكريم عبدالعزيز ومحمود قابيل في «امرأة في ورطة»، وجمال سليمان بطل مسلسل «قصة حب» وأبطال «أبواب الغيم» غسان مسعود وعبدالمحسن النمر وقصي خولي، وهو ما تحقق أيضاً في السياق ذاته بالنسبة للبطولة النسائية التي تقدمتها الفنانة سميرة أحمد، إذ شكلت عودتها للشاشة الرمضانية إبداعاً وإنتاجاً هذا العام مفاجأة سارة بالنسبة لمشاهدين منحوها لقب أفضل ممثلة هذا العام، عبر اشتراكها في عملين هما الكوميدي «أحلام سعيد»، والاجتماعي «بنات شمة»، رغم أن هذه الفئة تحديداً شهدت منافسة صعبة مع نجمات مثل يسرا بطلة مسلسل «بالشمع الأحمر»، وإلهام شاهين في مسلسلين هما «امرأة في ورطة» و«نعم مازلت آنسة» وليلى علوي بطلة مسلسل «حكايات وبنعيشها» بجزأيه المنفصلين، رغم تقدم الأخيرة بشكل خاص ومنافستها للفنانة الإماراتية على اللقب الذي شكل ابتعاد يسرا عنه بشكل تام أحد المؤشرات المهمة إلى أن محافظة الفنانة المصرية على موقعها الدائم على شاشة دبي الرمضانية لعام خامس على التوالي سيكون أمراً شديد الصعوبة.

الأكثر مشاركة