بيت للشعر في أبوظبي
أعلن في أبوظبي أمس عن إطلاق «بيت الشعر»، وسيمثل مقراً دائماً يعنى بالشعر والشعراء، ويقوم على تنفيذ رؤية واضحة ومحددة للنهوض بمجالات الإبداع الشعري في الدولة. وأوضح رئيس الهيئة الإدارية لـ«بيت الشعر» الذي يتبع مركز زايد للدراسات والبحوث، حبيب الصايغ، لـ«الإمارات اليوم» أن «البيت يعمل على احتضان الشعراء على اختلاف ما يقدمونه من ألوان الشعر، والاهتمام بالشعر الفصيح والنبطي على السواء، إذ ستقام فعالياته بالتناوب بين الشعر النبطي والفصيح». لافتاً إلى أن ارتباط (بيت الشعر) بجهة رسمية لا يضع قيوداً على أنشطته أو تعامله مع الشعراء. وقال: «(البيت) يستفيد من المناخ الشعري والثقافي العام الذي تشهده أبوظبي والإمارات بصورة عامة، وسيحرص على احتضان العناصر الشابة على الساحة الشعرية في الدولة، وعدم التركيز على الأسماء المعروفة فقط، ولذا تم اختيار عناصر شابة ضمن اللجنة الإدارية للبيت مثل الشاعر إبراهيم محمد إبراهيم، والباحث محمد عبدالله نور الدين». موضحاً أنه سيتم تشكيل لجان للنشاط الثقافي في كل من الشعر الفصيح والنبطي، وأخرى للتأليف والنشر، وستتبع هذه اللجان في عملها آليات موضوعية، مع الحرص على أن تخضع كل أنشطة البيت لمقاييس واضحة ومحددة من دون انحياز لأسماء بعينها. وسيتم خلال الأيام المقبلة إطلاق الموقع الالكتروني للبيت.
حضور تفاعلي
قال رئيس الهيئة الإدارية لـ«بيت الشعر» في أبوظبي، خلال المؤتمر الصحافي الذي اقيم صباح أمس في مركز زايد للدراسات والبحوث في البطين، إن «البيت سيتصف بالتفاعلية والتعاطي مع مخرجات الإبداع الشعري ونتاجاته محلياً وخارجياً، وسيتيح المجال أمام الجميع لعرض تجاربهم من دون قيود، كما أنه يتسع لأنواع الشعر القديمة والحديثة، ويشجع أصحاب المواهب الحقيقية، ويتبنى الجيد من إبداعهم، وسيعمل على جمع وتوثيق التراث الشعبي للإمارات، والتعريف به على أكثر من مستوى من خلال المشاركة في المنتديات الشعرية المختلفة في الوطن العربي، واستضافة بعض الفعاليات التي تنظمها الهيئات والمؤسسات المعنية بالشعر على امتداد الوطن العربي».
وشدد الصايغ على توجه «بيت الشعر» إلى ترسيخ المفاهيم النقدية الصحيحة لدى الجيل الحالي من الشعراء لنشر الوعي الشعري. مشيراً إلى أن الحركة النقدية لا تقوم بالمصادفة «وعلينا إرساء قواعدها من خلال استضافة نقاد عرب، والاحتفاء بالشعر الجيد». مبيناً أنه لن تكون هناك قيود على فنيات الشعر ليشمل كل ألوانه وفنونه، بما فيها العمودي وشعر التفعيلة وقصيدة النثر، والشعر النبطي، في سعي لمأسسة تعايش الشعر بكل فنونه من خلال بيت الشعر، وان يشكل إضافة حقيقية للمشهد الشعري والثقافي في الإمارات»، مضيفاً ان دور بيت الشعر في أبوظبي سيكون دوراً تكاملياً مع بيوت الشعر وبقية المؤسسات المعنية بالدولة، من خلال التعاون والتنسيق المشترك للاستفادة من تجاربها في مجالات الإبداع الشعري.
حراك متواصل
شعراء وباحثون تضم اللجنة الإدارية لـ«بيت الشعر» التي يترأسها الشاعر حبيب الصايغ، كلاً من د. راشد أحمد المزروعي، والشعراء راشد بن شرار، وإبراهيم محمد إبراهيم، وعيضة المنهالي، والباحثة شيخة الجابري، والباحث محمد نور الدين، إضافة إلى مقرر اللجنة مصطفى محمد شوقي. وتم تخصيص مقر لـ«بيت الشعر» داخل مقر مبنى مركز زايد للدراسات والبحوث التابع لنادي تراث الإمارات في مارينا البطين في أبوظبي.
|
أوضح عضو اللجنة الإدارية د. راشد أحمد المزروعي أن «بيت الشعر» سيكون ناطقاً باسم الشعر النبطي والفصيح، ليس في أبوظبي وحسب، بل في إمارات الدولة كافة، ومكاناً لجذب جميع الأقلام المميزة. مشيراً إلى أن البيت يحل محل لجنة الشعر الشعبي التي تأسست منذ تأسيس نادي تراث الإمارات، واهتمت في السابق بتطوير وتوثيق الحركة الشعرية في الإمارات، مع التركيز على الشعر النبطي وشعرائه، وبالفعل أصدرت اللجنة خلال عملها أكثر من 40 عنواناً، ومن المقرر ان يتواصل هذا الحراك من خلال بيت الشعر.
واعتبر الشاعر الإماراتي راشد بن شرار أن الشعر بات يحتل مكانة جيدة على الساحة الثقافية حالياً، لافتا إلى أهمية ان يتولى مركز زايد للدراسات والبحوث تبني وإطلاق مثل هذه المبادرة، التي يمتلك القائمون عليها المقدرة على بلورة مختلف العديد من الأفكار بما يتناسب مع المجتمع الإماراتي.