مخـرج إماراتـي يحمل«غيمة» إلى «بيروت»
يستعد المخرج الإماراتي أحمد زين في الأيام القليلة المقبلة للمشاركة في مهرجان بيروت السينمائي، الذي يفتتح بعد غد ويستمر أسبوعاً، إذ يشارك فيلمه «غيمة شروق» في المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة في المهرجان، كما يشارك الفيلم ضمن المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة في مهرجان ابوظبي السينمائي الدولي، الذي يقام في الفترة من 14 الى 23 الشهر الجاري، بينما يشارك فيلمه «منحة الوالد» في المسابقة الرسمية للأفلام التسجيلية في المهرجان.
واعتبر زين في حواره لـ«الإمارات اليوم» أن هذه المشاركات هي «نتاج للتطور الكبير الذي وصلت إليه الأفلام الإماراتية، سواء من حيث المستوى الفني أو الأفكار التي تتناولها، وهو ما أهلها للمشاركة والحصول على جوائز في فعاليات ومهرجانات سينمائية ليست عربية فقط ولكن عالمية أيضاً»، مضيفاً أن المشاركات الخارجية والاحتكاك بصناع أفلام ذوي خبرة وأفكار مختلفة يساعد على منحنا المزيد من النضج والتطور في عملنا، وفي الرؤى السينمائية التي نقدم بها أفلامنا»، وشدد الزين على أن «التطور بالنسبة لنا لم يكن خياراً، فإذا لم ننجح في تطوير أنفسنا وأعمالنا متنا».
مشروعات مقبلة
كشف مخرج «البعو» و«بلا قلب»، أنه يستعد في الفترة المقبلة لخوض تجربة الأفلام الروائية الطويلة، إذ يعمل على مشروع فيلمه الطويل الأول «فردوس خميس» الذي سبق وفاز بجائزة أفضل سيناريو في مسابقة «أفلام من الإمارات»، وهو صاحب الفكرة والاخراج، وقام بكتابته محمد الحمادي.
كما يدرس زين مشروع فيلم جديد بالتعاون مع «شركة ايمج نيشن»، وأضاف «بعد 10 سنوات من العمل في مجال الأفلام القصيرة، بات لدينا ما يكفي من التجربة والخبرة لخوض تجربة تقديم أفلام روائية طويلة غير تجارية، خصوصاً في ظل توافر فرص الاحتكاك بصناع السينما في العالم من خلال المشاركة في المهرجانات، بالإضافة إلى توافر جهات ومؤسسات لا تبخل بدعم الأعمال المتميزة مثل مهرجان ابوظبي السينمائي الدولي ومجموعة ابوظبي للثقافة والفنون ومؤسسة الامارات»، مشيراً إلى أن تلك «خطوة كنا نفتقدها كثيراً في السنوات السابقة، إذ كان غياب التمويل وضعف الموارد والامكانات المادية من أبرز العقبات التي نواجهها في عملنا».
فيلم عائلي
وصف زين فيلمه «غيمة شروق» الذي سبق وحصل على شهادة تقدير في مهرجان الخليج السينمائي الثالث ،2010 بـ«العائلي»، «فأبطال الفيلم هم أبناء اخوتي، وهي المرة الاولى التي يقفون أمام الكاميرا فيها، ورغم صعوبة ذلك، إذ تطلب الأمر الكثير من التدريبات التي استمرت لما يزيد على الشهرين، إلا ان علاقتنا العائلية سهلت الأمر، ووفرت لنا فرصة التدريب في أوقات مختلفة سواء بالليل أو النهار، كما ان توافر الاستعداد لدى الشباب كان له دور كبير في تطوير قدراتهم».
وحول موضوعه قال إن «غيمة شروق» فيلم سينمائي قصير «يطرح قضية إهمال الأهل لأبنائهم في سن المراهقة، بأسلوب سينمائي جميل، مع مواقف تتنوع بين الجادة والكوميدية.
وتدور أحداثه في منطقة تبعد عن العاصمة ابوظبي بنحو 45 كيلومتراً هي منطقة بني ياس، حول مجموعة من المراهقين تراوح أعمارهم ما بين الـ13 والـ14 أي في المرحلة الدراسية الإعدادية، يقررون الهروب من المدرسة والذهاب إلى ابوظبي، ويستعرض الفيلم العديد من المواقف التي يتعرضون لها وهم في طريقهم إلى ابوظبي، أما في طريق العودة فيتعرض أحدهم لحادث سير خطير ليموت أمام أصدقائه الثلاثة».
تطور خليجي رفض المخرج الإماراتي أحمد زين وصف الأفلام الإماراتية التي جرى تقديمها في الفترة الأخيرة بالضعف، موضحاً أنه «قد يكون هناك اهتمام أكبر من جانب صناعها بالتقنيات الحديثة وفنون الإخراج على حساب قصة العمل، خصوصاً في الأفلام القصيرة التي تحتاج إلى سيناريو مكثف وحبكة قوية حتى تعبر عن المضمون في دقائق معدودة، وفي النهاية يظل تقييم الاعمال مرهوناً بوجهات نظر صناع الافلام ومتابعيها، وآرائهم الشخصية»، مشيراً إلى أن «هناك تطوراً واضحاً في مستوى الافلام الخليجية، خصوصاً الافلام السعودية التي أصبحت تطرح قضايا مهمة ومتميزة، وإن كان نقص الدعم المادي يشكل عائقاً كبيراً امامها، كذلك شهدت الأعمال العمانية تميزاً واضحاً، واستطاعت ان تخلق لنفسها شخصية مميزة».
|
وثائقي
انتقد المخرج الذي قدم عدداً من الأفلام الوثائقية منها فيلم «الجزيرة الحمراء في عيون السينمائيين»، الذي حصل على شهادة تقدير في مسـابقة أفلام من الامارات ضمن مهرجان ابوظـــبي السينمائي ،2009 الفكرة الســائدة لدى كثير من صانعي الأفلام الشباب، بأن الأفلام الوثائقية أكثر سهولة في التنفيذ. مرجعاً هذه الفكرة إلى الخلط بين مفهوم الفيلم التسجيلي من جهة والتقرير أو الفيلم التسجيلي التلفزيوني من جهة أخرى، «فرغم انني قدمت ثلاثة أفلام وثائقية، إلا انني مازلت أشعر بأنني لم أصل إلى ما أريده، وأن هناك المزيد من النضج الذي أبحث عنه».
وأوضح زين أن فيلمه التسجيلي «منحة الوالد»، يتناول قصة كفاح المواطنة الأرملة أم راشد وهي امرأة كبيرة السن تعرضت لظروف قاسية وصعبة في حياتها بعد ما تخلى عنها أهلها وأهل زوجها، فلم يكن لها من معين بعد الله سبحانه وتعالى، سوى منحة الشيخ زايد رحمه الله، وهي مزرعة في مدينة العين (منطقة مزارع حرز) لكي تعيش هي وأبناؤها اليتامى فيها وتكون لهم مصدر دخل، ويوضح الفيلم كيف استطاعت أم راشد أن تعيش وتربي ابناءها في المزرعة حتى تزوجوا جميعًا ورحل كل منهم إلى بيته، بينما تصر والدتهم على التمسك بالمزرعة والعمل بها باعتبارها منحة الشيخ زايد، لتصبح المرأة الوحيدة التي تعيش في منطقة مزارع حرز المكونة من 800 مزرعة وتعيش من ريع محصولها، بل وتقوم بقيادة شاحنة كبيرة وهي في هذه السن»، لافتًا إلى التعاون الكبير الذي ابدته بطلة القصة أم راشد خلال التصوير الذي استمر لمدة ثلاثة أيام، بمشاركة مساعدة المخرج هناء الشاطري، وقام بالمونتاج حسن كياني.