لبلبة: أفلام العري ليس لها عُمر
انتقدت الفنانة المصرية لبلبة اتجاه بعض صانعي السينما في السنوات الأخيرة إلى الاستسهال في اختيار الموضوعات التي يطرحونها في أعمالهم، والاكتفاء بطرح قصص خفيفة، معبرة عن أملها ان يشجع نجاح فيلمها «عائلة ميكي»، صانعي الأفلام على تقديم أعمال اجتماعية يخرج منها الجمهور بفائدة. وأكدت أن موجة أفلام العري والإسفاف التي تظهر من وقت لآخر ليس لها عمر ولا تستمر طويلاً.
وقالت لبلبة التي تشارك حالياً في مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي لـ«الإمارات اليوم» إن «إقبال الجمهور على فيلمها الأخير (عائلة ميكي) الذي مازال يعرض في دور السينما المصرية دليل على افتقاد الجمهور الأفلام العائلية» مشيرة إلى أن السينما تفتقد الأفلام التي تتحدث عن الأسرة في الوقت الحالي وحياتها اليومية ومشكلات أفرادها منذ 40 عاماً تقريبا. وعبرت عن سعادتها بإقبال كل أفراد الأسرة على الفيلم وتفاعلهم معه بما في ذلك الأطفال، بحيث نجح «عائلة ميكي» في إعادة الأسرة إلى السينما وجمع كل أفرادها معاً لمتابعة عمل نظيف يمس واقعهم ويعبر عنه.
حجاب
وأوضحت لبلبة ان ارتداء الحجاب في الفيلم لم يكن للمرة الأولى، فقد ارتدته من قبل في فيلم «حسن ومرقص» مع الفنانين الكبيرين عادل إمام وعمر الشريف، ولكنه كان في الفيلم السابق نوعاً من التخفي، وليس جزءاً من شكل الشخصية التي تقوم بها كما في «عائلة ميكي»، لافتة إلى أن الحجاب في الفيلم كان جزءاً من شخصية مريم، فهي موظفة في مصلحة حكومية، ولديها خمسة أبناء، وهو نموذج متكرر في المجتمع المصري، وحرصاً على الواقعية في أداء الشخصية، قامت بزيارة عدد من المصالح الحكومية ومشاهدة الموظفات هناك، من حيث مظهرهن وملابسهن والأسلوب الذي يتصرفن به، ووجدت معظمهن محجبات، ومن هنا استمدت ملامح الشخصية التي أدتها، إضافة إلى أن ما جاء في السيناريو يتفق مع التصور الذي وضعته لمريم.
تنويع للاستمرار
وأشارت الفنانة التي بدأت مشوارها الفني في عمر الخمس سنوات، إلى حرصها الشديد على اختيار شخصيات مختلفة لتقديمها حتى تستطيع الاستمرار أكثر وتحافظ على جمهورها، وأضافت «إذا توقفت على لون واحد أو شخصية بعينها خلال مشواري الفني الطويل كنت انتهيت فنياً منذ زمن، لكنني مصرّة على التجديد، وانه مازال لدي الكثير الذي أريد إخراجه وتقديمه للجمهور، وهو ما يتطلب التنويع في ما أقدمه من أدوار».
واعتبرت لبلبة أن نجاحها في تلوين أدائها يعود إلى طاعتها للمخرجين، وسعيها لاكتساب بصمة جديدة منهم خلال العمل تضيف إلى عمرها الفني سنوات أكثر، خصوصاً انها حصلت على فرصة العمل مع العديد من المخرجين البارزين من أمثال حسين صدقي وأنور وجدي وحسن الصيفي في صغرها، ثم في مرحلة تالية عملت مع عاطف الطيب يوسف شاهين عاطف سالم وحسن الإمام وأسامة فوزي وغيرهم.
نجم الشباك
قالت الفنانة لبلبة إن ظاهرة نجم الشباك تراجعت، موضحة أن نجاح العمل السينمائي لم يعد كما كان في فترات سابقة، يعتمد اعتماداً كلياً على اسم بطل أو بطلة العرض، وهو ما عرف في السينما المصرية باسم «نجم الشباك»، حيث أصبح لموضوع الفيلم دور كبير في تحقيق النجاح، حتى لو لم يتضمن الفيلم نجوماً. معتبرة ان فيلمها الأخير «عائلة ميكي» ينتمي إلى هذه النوعية من الأفلام، حيث تقوم ببطولة الفيلم بمشاركة مجموعة من الشباب وأسماء جديدة. وأكدت الفنانة التي تميزت في طفولتها بمهاراتها الاستعراضية، إذ درست فن البالية في طفولتها، أن هناك مجموعة من الفنانات المتميزات في السينما المصرية حالياً، اللاتي يملكن مقومات النجومية، ولكل منهن شخصية خاصة، مثل منى زكي وهند صبري ومنة شلبي، وياسمين عبدالعزيز التي تتميز في اللون الكوميدي، ومن الرجال هناك أحمد حلمي، وأحمد مكي، وبالطبع يظل الزعيم عادل إمام له حضوره خاص على الساحة ولدى الجمهور. |
مشروع مؤجل
وأكدت لبلبة ان تقديم عمل تلفزيوني في الوقت الحالي، أسوة باتجاه عدد كبير من نجوم السينما لتقديم أعمال في رمضان المقبل، في مقدمتهم عادل إمام ومحمد هنيدي، هو مشروع مؤجل بالنسبة لها حتى تعثر على عمل جيد تتوافر له عناصر القوة والنجاح، «فالمسلسل التلفزيوني يمتد على مدى ما يقرب من 20 ساعة، مقابل الفيلم السينمائي الذي لا يتجاوز الساعتين، ولذلك يجب أن يمتلك المسلسل مقومات جذب الجمهور طوال فترة عرضه».
وذهبت الفنانة التي تستعد للمشاركة في فيلم مصري لبناني مشترك، إلى أن السينما حاليا تتمتع بقدر أكبر من الحرية، وباتت الرقابة أكثر تفتحاً، والناس أيضاً. وقال «هذا أمر طبيعي في ظل التكنولوجيا الحديثة، التي غيرت حتى من شكل الحياة، فبعد أن كنا غير قادرين على استيعاب فكرة أن هناك (طبقاً) يمكنه ان يتيح لنا مشاهدة كل القنوات التلفزيونية في العالم، أصبحت لدينا أجهزة وتقنيات أكثر حداثة مثل الإنترنت وتطبيقاته، كل ذلك جعل من الصعب ان تكون هناك رقابة».