«الشبكة الاجتماعية».. مشــاعر متضاربة تجاه مؤسّس «فيس بوك»
قال مشاهدون لفيلم «الشبكة الاجتماعية» الذي يعرض حالياً في دور السينما المحلية ان «تغيير العالم لا يقتصر على فئة عمرية واحدة، فالكل يستطيع ان يضيف شيئا جيدا كان ام سلبيا». وأشار بعضهم إلى ان مخرج الفيلم ديفيد فينشر صانع ذكي، فقد اختار الموضوع الذي يشغل العالم كله، وقدم ما وراء الحقيقة في ما يتعلق بموقع «فيس بوك» الذي أصبح له أكثر من 500 مليون مشترك في اقل من خمس سنوات. وأوضح مشاهدون آخرون ان احداث الفيلم خلقت في انفسهم انفصاماً في المشاعر، تارة يتعاطفون، وتارة أخرى يقسون على مبتكر ومؤسس موقع التواصل الاجتماعي الشهير، مارك زوكربيرغ، الذي كان طالبا منبوذا من زملائه طوال سنين حياته الدراسية.
أبطال العمل اندرو غارفيلد
على الرغم من صغر سنه، فإنه استطاع في مدة بسيطة ان يحظى بإعجاب صناع السينما والمنتجين، الذين اعتبروه وجهاً مربحاً، مع انه لم يقدم الا فيلمين. وقد وقع اختيار منتجي فيلم «سبايدر مان» عليه أخيراً، ليقوم بدور «بيتر باركر» بدلاً من توبي ماغواي. ويهوى غارفيلد عزف الغيتار، وهو مصمم على إنهاء دراسته الجامعية من جامعة كاليفورنيا، تخصص العلاقات العامة. غوستين تيمبرليك
ولد عام 1981 في ولاية تكساس الأميركية، ولم يكن يتخيل نفسه يقف أمام الكاميرا، فقد صب جهده ومعلوماته الفنية كي يصبح مصوراً او مخرجاً. يعتبر في نظر كثيرين من النقاد والمخرجين وجهاً من السهل ان يتناسب مع اي دور. وعندما دخل تيمبرليك استوديوهات هوليوود قطع على نفسه عهدا بألا يخرج منها إلا الى القبر. |
الفيلم تدور أحداثه باستكشاف اللحظة التي تم فيها ابتكار «فيس بوك» الذي يعتبر من أكثر الظواهر الاجتماعية إثارة في القرن الجديد من خلال منظور شباب يتمتعون بنسب ذكاء مرتفعة، والذين يدّعون أنهم كانوا وراء هذه الظاهرة من البداية. والنتيجة تمثلت في سرعة الانتشار والشهرة. وفي بؤرة الأحداث نجد زوكربيرغ الذي ادى دوره جيسي إيزينبيرغ، طالباً في جامعة هارفرد يتمتع بالذكاء الفائق وهو يقنع أحد المواقع الإلكترونية التي يبدو أنها تقوم بإعادة تحسين الشبكة الاجتماعية بين عشية وضحاها. أما إيدواردو سافيرين الذي ادى دوره أندرو غارفيلد، فهو الصديق الحميم لمؤسس الشبكة، الذي قدم الاستثمار المبدئي للشركة الناشئة. في حين ان شين باركر الذي ادى دوره غوستين تيمبرليك، فهو مؤسس الشركة القانونية لتحميل الموسيقى الذي جلب «فيس بوك» لأصحاب رؤوس الأموال المغامرة. اما التوأمان كاميرون وتايلور وينكليفوس اللذان ادى دوريهما أرمي هامر وجوش بينش، فهما زميلان في جامعة هارفارد ادعيا أن زوكربيرغ سرق فكرتهما وأقاما دعوى ضده في ما يتعلق بملكيتها. ولكل منهم قصته الخاصة ونسخته الخاصة من قصة «فيس بوك» يتم لملمة خيوطها خلال احداث الفيلم المأخوذة من كتاب «مليارديرات بالصدفة» الذي ألفه بن ميزريتش.
وقد منح مشاهدون علامة لفيلم «الشبكة الاجتماعية» تراوحت بين خمس و10 درجات.
مشاعر متضاربة
الصورة التي قدمها الفيلم لمؤسس موقع «فيس بوك» والمدير التنفيذي له مارك زوكربيرغ تميزت بالقسوة أحياناً وباستدرار العطف أحيانا أخرى، إذ رغم الهواجس التي تسيطر عليه، فإنها لا تؤثر سلبا فيه أو في موقعه الاجتماعي الذي يحظى بـ500 مليون مستخدم، ويدر عليه أرباحاً تبلغ 23 مليون دولار.
وعن هذا، قال محمد الشامي (24 عاما) «لم استطع تحديد مشاعري تجاه مؤسس موقع (فيس بوك)، فتارة تعاطفت معه وتارة اخرى كرهته»، موضحا ان «التركيبة نفسها غريبة، فهو معقد نفسيا بسبب عدم قدرته على التواصل مع زملائه في جميع مراحل حياته وفجأة يصبح صاحب اكبر شبكة للعلاقات الاجتماعية، لكنه في الداخل مريض، وكأنه يريد الانتقام من الناس عن طريق جذبهم كي يحظى بالمال فقط»، مانحاً الفيلم خمس درجات.
في المقابل قال عمر ناصر (15 عاماً) عن الفيلم «كرهته، مع انني من مشتركي شبكة (فيس بوك)، وشعرت بأنه استغلالي وغير طيب»، مانحا الفيلم خمس درجات.
ورأى منذر عبدالله (19 عاما) ان مؤسس الموقع شاب يستحق التقدير والتشجيع «فقد صنع عالما افتراضيا اراد ان يعيشه في العالم الحقيقي، ولكنه لم يستطع، ولذلك بحث عن وسيلة أصبحت منتشرة حول العالم، وهو يستحق كل دولار كسبه من هذا المشروع»، مانحا الفيلم تسع درجات.
ووافقته الرأي مروة الزرعوني (29 عاما) بقولها «لم ير زوكربيرغ الاشخاص الذين يقفون معه في حياته الواقعية، فهرب الى حياة خيالية، يعوض فيها كل سنين عمره التي قضاها منبوذا من قبل الجميع»، مانحة الفيلم سبع درجات.
ورأى عز حسن (19 عاما) ان «المشاعر متضاربة تجاه زوكربيرغ، فهو في الحقيقة انسان منبوذ، لكنه اجتماعي في الخيال، وفي الوقت نفسه استغلالي، خصوصاً في اللحظات التي يظهر فيها شامتاً في جميع مشتركي (فيس بوك)، وكانه ينتقم منهم»، مانحا الفيلم ست درجات.
صراع المال
ينشأ صراع في منتصف الفيلم، ينتهي برفع دعاوى قضائية عدة على مدار سنوات على صاحب فكرة تأسيس «فيس بوك» وعلى من ساهموا في ما حققه من نجاحات، لكن مؤسس الموقع لم يأبه لذلك. كما يقدم الفيلم أنماطا مختلفة من الشخصيات لم يسمع عنها زوار الموقع من قبل، بينهم إدواردو سافيرين الذي قدم أول دعم مالي لزوكربيرغ، والتوأمان كاميرون وتايلور وينكلفوس الثريان اللذان كانا يدرسان في جامعة هارفارد، وادّعيا أن «فيس بوك» كان فكرتهما، سرقها منهما زوكربيرغ. وقالا إنهما حصلا بموجب تسوية بينهما وبينه على 65 مليون دولار. وأخيراً شين باركر أحد مؤسسي خدمة «نابستر» لمشاركة الملفات الموسيقية عبر الإنترنت.
حول الفيلم
عرض فيلم «الشبكة الاجتماعية» (ذي سوشيال نتوورك) للمرة الاولى في مهرجان نيويورك بداية الشهر الماضي. ويعد الفيلم من أوائل الأعمال المرشحة للفوز بجائزة الأوسكار، على الرغم من أنه واجه مشكلات كثيرة قبل أن يرى النور ويعرض على الشاشة، حتى إن مارك زوكربيرغ الذي يتحدث عنه الفيلم، وهو مؤسس الشبكة، تبرأ منه وأعلن أنه لن يشاهده. وأطلق موقع «فيس بوك» تصريحاً رسمياً موجزاً أفاد فيه بأن «القصة التي جسدها الفيلم بعيدة كل البعد عن الحقيقة، ولم تتـــعد كونها تصوراً يهدف إلى خداع الناس داخل قاعات العرض، وليس إلى سرد الحقيقة». |
وجد المشاهد كمال علي (21 عاما) ان «الفكرة الرئيسة التي خرج منها بعد مشاهدة الفيلم تتمثل في ان المال وكسبه هو اهم ما يشغل جميع الاطراف، وان كل ما يبثونه في (فيس بوك)، ما هو الا ادوات لدر المال عليهم، ونحن الذي نشترك في هذه الشبكة ونتعامل معها بصدق لا نعرف اننا عمال من دون راتب لزوكربيرغ المستغل والمريض نفسياً»، مانحا الفيلم خمس درجات.
وتوقعت شيرين نصر (30 عاماً) ان «يكره بعض المشتركين الموقع بسبب الحقائق التي اظهرها الفيلم»، مؤكدة «نحن في النهاية بشر لا نحب ان يستغلنا احد وان نكون جزءاً من عملية انتقامية من عدم قدرة مؤسس الشبكة على التواصل مع الناس الحقيقيين، ولا يهمه الا الربح المادي»، رافضة إعطاء أي نتيجة للفيلم.
ورأت سوسن ريحانة (27 عاما) ان «المال ليس غيره هو الذي يحرك الناس ويجردهم من احاسيسهم ومن بشريتهم». واشارت الى انها لو كانت مكان زوكربيرغ، ما كانت جعلت المال هدفها، بل تسعى إلى البحث عن اناس يحبون بصدق ويضحون بصدق، حسب قولها، مانحة الفيلم سبع درجات «لأنه فتح عينيّ على حقائق كثيرة لم اكن اعرفها».
تغيير العالم
لكل فئة عمرية رؤيتها وتصوراتها الخاصة لتغير العالم، ولكن قلما يتم ذلك دون أن يكون هناك صراع حول ما يحدث في لحظة الابتكار، «ففي لحظة النجاح تكثر السكاكين». هذا ما قالته هيفاء الوردي (32 عاما)، مضيفة «حتى النجاح استكثروه على مؤسس الشبكة، وباتوا ينبشون في ماضيه وأظهروه مريضا نفسيا، مع انه بنظري بطل في عالم التكنولوجيا».
وأشارت الى ان زوكربيرغ سيحكي عنه التاريخ، لأنه غير العالم ووفر فرصة للناس ليعيشوا في عالم يتمنونه دون دماء وقتل واغتصاب وكره وخيانات، وفق قولها، مانحة الفيلم العلامة التامة.
المخرج
ديفيد فينشر
كندي تخصص في بدايته في صناعة الأفلام الوثائقية، وسطع نجمه في سلسلة افلام «اطفال الشوارع»، وانتقل بعدها إلى التخصص في اخراج الافلام التي تخاطب المراهقين وجيل الشباب، واستخدم تقنية الرسوم المتحركة في العديد من أفلامه.
ويؤكد فينشر انه يخرج افلاماً كي تكون مفيدة للمتلقي بغض النظر عن المكسب المادي المطلوب ايضاً، لكنه دائماً يضع قضايا الشباب وطموحاتهم أمام عينيه.
أساس الحكاية
يستند الفيلم إلى رواية «مليارديريات بالصدفة» التي ألفها بن ميزريتش، وتتحدث عن مرحلة تأسيس «فيس بوك» وما رافقها من قضايا الجنس والمال والعبقرية والخيانة.
يشار الى ان الفيلم الذي عرض ملخص عنه في مهرجان «نيويورك السينمائي» الأخير، اجتذب آلاف المشاهدين في الشمال الأميركي، وعرض في أسبوعه الأول في اكثر من 2800 صالة في أميركا وكندا، وحصد ما لا يزيد على 30 مليون دولار، ما جعله يحتل المركز الأول من حيث الإيرادات.
قالوا عن الفيلم
«يعد محور القصة ابتكار حديث، إلا أن أفكارها الرئيسة قديمة قدم الزمان، فهي تتحدث عن الصداقة والإخلاص والخيانة والغيرة والنفوذ والطبقية».
آرون سوركين
كاتب سيناريو الفيلم
«لو لاقى الفيلم إقبالاً كبيراً، فسيتعرف كثير من الناس إلى جانب من حياة زوكربيرغ، ما يترك أثراً سلبياً في قضايا خصوصية البيانات على الموقع».
أوجي راي
ناقد يتابع أخبار الشبكات الاجتماعية
«الفيلم في مجمله صورة خيالية لزوكربيرغ، وهي من الناحية الفنية جيدة، إذ تعكس آلية إنجاز الأعمال في هوليوود».
بيتر ثييل
أحد المستثمرين وعضو مجلس إدارة «فيس بوك»
«من غير المناسب أن أقوم بعمل فيلم عن شخصية في السادسة والعشرين، ليتناول القرارات التي اتخذها وهو في التاسعة عشرة. وبالفعل أشعر بالتعاطف معه، ولكنني لست مؤسس الموقع. ويراودني شعور شخصي بأن زوكربيرغ لم يسرق شيئاً، والفيلم يرسم صورة شاب صاحب رؤية مبدعة».
سكوت رودين
منتج الفيلم
«رائع، وينبغي مشاهدته، وطريقه نحو الأوسكار مفتوحة ومفروشة بالورود». كما وصف مؤسس «فيس بوك» بأنه «شخصية عظيمة، ولكنه يحمل في داخله دماره الذاتي ربما بداعي جنون العظمة».
صحيفة «هوليوود ربورتر»
«فيلم يوضح أن (فيس بوك) ما هو إلا عالم افتراضي وخيالي».
جيف باير من مجلة «شيكاغو فيلم»