«فيلسوف» الكعبي في «دبي السينمائي»
قال المخرج الإماراتي عبدالله الكعبي، إن هناك مراهنة فرنسية كبيرة على مشاركة فيلم «الفيلسوف» الذي يشارك في مهرجان دبي السينمائي في دورته المقبلة ضمن مسابقة المهر للأفلام الإماراتية القصيرة، ليكون الفيلم ركيزة لشراكات متعددة تتيح لصناعة السينما الإماراتية الناشئة الاستفادة من الإمكانات التقنية والفنية الفرنسية المتقدمة في هذا المجال، في مقابل توجيه شركات الإنتاج الفرنسية إلى الالتفات إلى الدعم الاستثنائي الذي يمكن أن يحظى به تصوير أعمال سينمائية في دبي. وبرر الكعبي الذي عرفه المشاهدون سابقاً مذيعاً لبرنامجي «تواصل» و«الضوء الأخضر»، قبل أن يقرر دراسة الماجستير في فنون الإخراج السينمائي في باريس، مشاركة الفيلم الذي تم تصويره بالكامل في فرنسا، بطاقم فني وممثلين فرنسيين، فضلاً عن جهة إنتاجه الفرنسية، ضمن فئة الأفلام الإماراتية بقياده للطاقم الفني بصفته مخرج العمل، وأوضح ل «الإمارات اليوم» «حصلت على دعم استثنائي من المنتج المنفذ سيريل ديلاي الذي يمتلك خبرة كبيرة بالحراك السينمائي الإماراتي بحكم إدارته شركة إنتاج في مدينة دبي للاستوديوهات، والأهم من ذلك أن النجم السينمائي الفرنسي جان رينو كان أيضاً متحمساً للتجربة بمجرد أن قرأ السيناريو، وجمعتنا معاً ورشة عمل».
القادم «كوميدي»
كشف المخرج الإماراتي عبدالله الكعبي عن أنه يجهز لفيلم كوميدي روائي طويل، سيتم تصويره بين دبي وباريس بتمويل فرنسي أيضاً، ومن المتوقع أن يقبل المشاركة في بطولته الفنان جان رينو. وقال الكعبي إن الفيلم الذي بدأ بالفعل ترشيح مواقع تصويره، بعد الانتهاء من كتابة السيناريو سيضم ممثلين أميركيين وإماراتيين وربما ممثلين عرباً، بحيث يبدو فيلماً إماراتياً بشروط وتقنيات وطاقات عالمية، متوقعاً أن يشكل انعطافة مهمة في سياق علاقات الشراكة الفنية في مجال صناعة السينما، ليدخل المخرجون والممثلون الإماراتيون والعرب طرفاً مهماً في حراكها العالمي. |
ولم يخف مخرج «الفيلسوف» مشاعر المفاجأة التي سيطرت عليه جراء اهتمام رموز سينمائية محسوبين بقوة على أوساط صناعة الأفلام الفرنسية به، على الرغم من حداثة تجربته وانتمائه إلى ثقافة لا وجود لها تقريباً على خارطة صناعة السينما العالمية، ممثلة في السينما العربية، مضيفاً «لم أكن أعلم بأن الطريق يمكن أن يكون معبداً بهذه الدرجة في حال امتلكت مشروعاً ورؤية متكاملين لفيلم سينمائي كلفته نحو مليون درهم، لم تكن هناك إشكالية تذكر في توفيرها، على الرغم من أن ملمحاً مهماً من تبني الفيلم في فرنسا هو إيجاد جسر جديد للعلاقات الثقافية والفنية بين الإمارات وفرنسا».
رهبة
أشار الكعبي إلى أن «امتلاك برنار غرينيه شركة إنتاج سينمائي في دبي واقترابه من كواليس دبي السينمائي، كان مقدمة مهمة لهذا التبني الذي لم يتخذ مساره الطبيعي إلا بعد أن تم تقييم سيناريو العمل الذي انتخبت فكرته من بين قصص فرنسية قصيرة تمتلك الملامح الفنية لتحويلها إلى فيلم سينمائي، وعندما قدمت التصور الإخراجي للعمل فوجئت بأنه لم يمض سوى أيام قليلة وتمت دعوتي إلى جنوب فرنسا لعقد لقاء مع بطل العمل المرشح جان رينيه».
الرهبة من قيادة الدفة الإخراجية في حضور 80 ممثلاً وفنياً فرنسياً في مقدمتهم رينيه، بطل أفلام «لا فام نيكيتا» و«ليون المحترف» و«المهمة المستحيلة»، كانت حاضرة لدى الكعبي قبيل بدء التصوير، قبل أن تدعمها خبرات الممثلين المخضرمين أنفسهم. وقال «لم يتم التعامل معي مشروع مخرج يتلمس تجربته الأولى، بل كان الجميع مدركاً أن دفة (الفيلسوف) يجب أن يوجهها مخرجه، ولم ألمس أي نوع من أنواع تهميش خياراتي أو التعامل معها بفوقية مهنية، بل على العكس كانت النصائح والخبرات تقدم لي في إطار عالٍ من النزاهة والدعم المهموم بنجاح العمل».
16 دقيقة
أضاف الكعبي «وفّر لي هذا العمل الذي تم تصويره على مدار أربعة أيام، من أجل الوصول إلى 16 دقيقة من العرض خيارات الاحتكاك بأسماء مهمة ليس في مجال صناعة السينما الفرنسية فقط، بل العالمية أيضاً، وجعلني موجوداً بشكل جيد كأول إماراتي يدخل في عمل مشترك مع قمم سينمائية تمتلك تجارب مع أسماء مثل المخرج لوك بيسون ورومان بولانسكي والمنتج المنفذ برنار غرينيه الذي أنتج أفلام (داني ذا دوج) و(العنصر الخامس) و(تاكسي)، وأحد رموز كتابة السيناريو في السينما الفرنسية سيلفيت بوردو الذي يبلغ عمره الآن 81 عاماً». على الرغم من ذلك أكد الكعبي أن السبب الرئيس الذي أغوى رينيه بقبول الاشتراك في فيلم قصير يتبنى رؤية مخرج حديث التجربة هو «السيناريو الجيد»
ليس استثناء
لفت الكعبي إلى الدعم الفرنسي المقدم لمخرجين عرب آخرين، معتبراً أن فيلمه ليس استثناء، بل إن هناك أفلاماً كثيرة وبشكل خاص لمخرجين جزائريين ومغربيين ولبنانيين تم تمويلها فرنسياً مثل فيلم «كراميل» للبنانية نادين لبكي وغيرهها، مطالباً بالوقوف عند استثمار هذا الدعم والعمل على ديمومته في ضوء تبادل الإمكانات والخبرات، بدلاً من مجرد البحث في دوافعه، مشيراً إلى أن هناك حالة من الانبهار بالبنية التحتية والخدمات اللوجستية ومواقع التصوير التي يمكن أن تخدم صناعة أفلام فرنسية في الإمارات بالنسبة للجانب الفرنسي.
وطالب الكعبي المؤسسات الوطنية المختلفة، وبشكل خاص الاقتصادية منها بدعم الفيلم الإماراتي سواء في مرحلة الإنتاج أو التسويق، مضيفاً «هناك شركات ومؤسسات تتبنى مشروعات ثقافية وفنية عديدة لا تخدم المحيط المحلي، وفي الوقت الذي يبحث معظم المخرجين الشباب عن رعاة يتغلبون من خلالهم على واقع شح الإمكانات المادية، نجد استباقاً لدعم مشروعات كثيرة غير إماراتية في النطاق ذاته من قبل تلك الشركات التي يجب أن تكون مهمومة بالداخل الإماراتي أكثر.