«السينما المصرية.. أفلام المرحلة الناصرية

ضمن إصدارات المجلس الأعلى للثقافة في القاهرة صدر كتاب «السينما المصرية ــ الثورة والقطاع العام (1952 ـ 1971)»، الذي يستكمل من خلاله سلسلة من الكتب في السياق نفسه مشـــغولة بالتأريخ للســينما المصرية في شتى مراحلها، إذ سبق وأصدر المجلس «الســـينما المصرية ــ النشأة والتكوين» إضافة إلى «السينما المـــصرية ـ التأصيل والانتشار». ولتكون هذه الكتب ثمرة حلقات بحثية أشرف عليها الناقـــد هاشم نحـــاس، وفي مسعى من هذا الأخير لســـد النقص الكبير الذي تعاني منه المكتبة المصرية والعربية إن تعلق الأمر بكتب كهذه.

لم تقتصر المساهمات على النقاد السينمائيين فقط، بل شارك فيها أيضاً مفكرون وشعراء وكتاب، مثلما هي الحال مع المفكر حسن حنـــفي الذي قدم ورقة بحثية عن سينما توفيق صالح، وحضر الـــشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي كمعقب على أبحاث ووفق وجهات نظر متداخلة، متفقة ومتعارضة، بما يجعل من الكتاب معبراً استثنائياً نحو التأريخ والنقد والتوثيق للسينما لمصرية.

في كتاب «السينما المصرية.. الثورة والقطاع العام» وبعد تقديم نحاس له، سنمضي مع المخرج والكاتب محمد كامل القليوبي في بحث مهم جداً متعلق برصد كل ما أحيلت إليه السينما المصرية بعد ثورة ،1952 وفي تحليل تاريخي للأفلام التي أنتجت بعد الثورة، وإحصاءات لها أن تعزز من الحيثيات التي يقدمها القليوبي، بدءاً من تصريح اللواء محمد نجيب بخصــوصها وهو يعتبرها «وسيلة من وسائل التربية والتثقيف، لكن عندما نسيء استعمالها نهوي بأنفسنا إلى الحضـــيض، وندفع جيلاً من الشباب إلى الهاوية»، وصولاً إلى وضع الانتاجات جنباً إلى جنب مع الوضع السياسي لمــصر في تلك المرحلة، والطبقات المتـــشكلة في تلك المرحلة، والكيفية التي تعامل فيها المنتجون مع ثورة لم تكن معالمها الطبقية واضحة حينها، كأن يصبح الإعلان عن الأفلام بعبارات من نوع «فيلم جديد نظيف في عهد جديد نظيف»، أو «الفيلم الاشتراكي الاستعراضي الكبير».

المرور على مساهمة القليوبي ستقودنا إلى بحوث أخرى امتدت على أكثر من 400 صفحة، تناوب عليها كل من أحمد يوسف متناولاً الواقعية في تلك الفترة، بينما قدمت فيولا شفيق بحثاً متعلقاً بقضية المرأة والتغيرات التي طرأت عليها في سينما ما بعد الثورة، كما يقدم ابراهيم العريس بحثاً عن علاقة الأدب بالسينما في المرحلة الناصرية وغيرها من أبحاث غنية وضرورية ليس لمتابع للسينما المصرية إلا أن يكون بأمس الحاجة إليها.

تويتر