«خط العبور»
بعيداً عن دور العرض المحلية، نمضي مع آخر أفلام المخرج البرازيلي والتر سالس صاحب «يوميات دراجة نارية»، حيث قدم عام 2008 فيلماً بعنوان Lina De Passe «خط العبور»، والذي يقدم من خلاله رصداً استثنائياً لعوالم ساو باولو السفلية من خلال تتبع مصائر أربعة أخوة في مراحل عمرية مختلفة، يحاصرهم الفقر وكل يسعى الى تحقيق ذاته رغم معاندة كل شيء لهم. هؤلاء الأبناء ينتمون لآباء مختلفين، ويعيشون في رعاية الأم التي تتكفل بهم دون أن تستعين برجال حياتها الكثر، لا بل إن صغيرها يكون زنجياً، ومختلفاً تماما عن إخوته الأكبر منه، وبما أننا أمام أم وأربعة أولاد، فإن الفيلم يمد خمسة خطوط درامية تتشابك لكونها خرجت من البيت نفسه، وتنفصل لكون كل واحد منهم يلاحق وهماً أو حلماً خاصاً به، فالأكبر يسعى خلف تحقيق حلمه بأن يصير لاعب كرة قدم رسمياً، والثاني يعمل موصل طرود، متزوج لكن زوجته ومعها ابنه تعيش لدى أهلها، والثالث متطرف في تدينه وابتعاده عن الموبقات ويعمل في محطة بنزين، بينما أصغرهم فإنه مازال في المدرسة، ويتمتع بالفكاهة وبلسان بذيء، إضافة الى حلمه أن يقود الحافلة التي يستقلها يومياً.