مشاهدون منحوه من 5 إلى 9 درجات

«اللمبي 8 جيجا».. فكاهة لم تقـدم جديداً

بعد غياب أكثر من عامين عن الشاشة الذهبية، عاد الفنان الكوميدي محمد سعد ليلعب دور البطولة في فيلم «اللمبي 8 جيجا» للمخرج أشرف فايق. وشكل الفيلم الذي يُعرض حالياً في دور السينما المحلية صدمة لمشاهدين ومتعة لآخرين، فبعد هذا الغياب توقع البعض أن تكون العودة اكثر تميزاً، فيما أشار آخرون الى ان سعد لم يقدم جديداً في ادائه. لكن مشهدين ابدوا اعجابهم بفكرة الفيلم التي اعتبروها جديدة في الأفلام العربية.

الفيلم الذي شاركت سعد البطولة فيه الفنانة مي عزالدين، حول حياة محامٍ فقير متزوج يعيش ضائقة مادية ولا يستطيع الإنجاب، إلا أن خضوعه لتجربة طبيب غرز في جسده ابرة تحتوي على عناصر لشريحة إلكترونية غير حياته بالكامل وحوله الى رجل ثري، لكن عواطفه ماتت وأصبح شديد الجفاء مع كل المقربين منه، وحتى مع الطبيب صاحب الفضل عليه. إذ اصبح جريئاً في ابداء آرائه حول الآخرين حتى لو كانت جارحة.

نهاية الفيلم كانت مفاجئة للجمهور الذي منحة علامة تراوحت بين خمس و تسع درجات.

مشاهدون اعتبروا الفيلم صدمة وآخرون امتعضوا من التكرار.   أرشيفية

حشو

ظهر محمد سعد في الفيلم بشخصية اللمبي نفسها التي صنعت نجاحه منذ ثماني سنوات، لكنها هذه المرة فقدت كثيراً من بريقها، لأنها محشورة حشراً في القصة، التبرير الوحيد لوجودها هو الاستسهال والبحث عن النجاح بأي طريقة. وقد بدأ الفيلم بمجموعة من اللقطات المضحكة.

وجدت حلا إبراهيم (20 عاماً) أن بداية الفيلم بالفعل كانت مضحكة، «كاد يغشى عليّ من كثرة الضحك، فقد قدم سعد لقطات في غاية الفكاهة»، مؤكدة «أنا اتابع سعد منذ كنت طفلة وبقيت صورته في ذهني كما هي، ولم اشعر انه قدم الجديد في هذا الفيلم، خصوصاً ان الفيلم بدا مملاً بعض الشيء، وربما يعود ذلك الى مرحلتي الجديدة التي لا تستسيغ هذا التكرار»، مانحة الفيلم ست درجات.

في المقابل قال طارق النيادي (26 عاماً) بعد مشاهدته الفيلم «ضحكت كثيراً في بداية الفيلم، الا أنني شعرت بالملل بعد ذلك». وأضاف ان «الحشو ظاهر، وشخصية اللمبي اصبحت نمطية اكثر من اللزوم»، مانحاً الفيلم خمس درجات.

ووافقه الرأي اياد البسمتالي (30 عاماً) بقوله «استجديت الضحك، فقد جئت لمشاهدة الفيلم، لكنني لم اضحك الا في الـ10 دقائق الأولى منه»، مانحاً فيلم «اللمبي 8 جيجا» خمس درجات.

فكرة

بمرور المشاهد يصبح الفيلم أكثر واقعية، إذ يصل المخرج الى الفكرة التي تم بناء قصة الفيلم عليها، وهي اختراع جديد لطبيب، ليمكن أي إنسان من زرع شريحة في ذراعه لتخزين البيانات، ما يؤهله لتحميل كمية كبيرة من المعلومات في ذهنه قد تصل إلى «8 جيجا» مثل ذاكرة إلكترونية. ويتغير مجرى الأحداث تماماً عندما يرسل الطبيب «فيروس» مخرب في ذاكرة تخزين البيانات الموجودة في ذراع اللمبي، ليصاب بمشكلات في أعصابه ويتحول الى انسان مؤذ لكل من حوله.

الفكرة، حسب شذى برقاوي (25 عاماً) «لطيفة وغريبة»، مشيرة الى ان «مشهد اعطاء الابرة للمبي بحد ذاته مميز ومضحك جداً، حتى انني وقعت من مقعدي من شدة الضحك»، مانحة الفيلم تسع درجات.

وأثارت الفكرة اعجاب منال حسن (27 عاماً) ايضاً «لقد اضحكتني جداً، وأداء اللمبي على الرغم من التكرار في ردود الافعال، الا انه اضحكني»، مستدركة «لكن الفيلم ليس بأهمية أفلام الممثل محمد سعد السابقة»، مانحة اياه سبع درجات.

أما مروان اليازجي (37 عاماً) قال إن «الفيلم تافه بكل المقاييس، ولا يستحق ان يشاهد. وإن الكوميديا فيه مفتعلة وليست نابعة من فنان كان من المفروض به ان يحترم عقل المشاهد العربي، لا ان يستهين بحقه في الضحك»، مشيراً في الوقت نفسه الى اداء مي عزالدين الذي وصفه بأنه «هامشي، ولم يراع ايضاً حقها في ان تظهر بشكل احترافي اكثر»، رافضاً اعطاء اي نتيجة.

نهاية مستفزة

عندما تزيد جرعة الفيروس التي يأخذها اللمبي، يتفاجأ الجمهور بمي عزالدين، وهي تتحدث مع طفل ليعتقدوا انه طفلهما، الا ان الكاميرا تقترب من وجه الطفل ليظهر في النهاية بأنه اللمبي نفسه الذي تحول الى طفل صغير نتيجة الجرعة الزائدة.

وقال إبراهيم النبيهي (24 عاماً) إن «نهاية الفيلم مبالغ فيها، ومستفزة ايضاً»، مضيفاً «لم يعجبني من الفيلم الا بدايته، وما عدا ذلك مبالغة. كما ان المشهد الاخير استفزني وأشعرني بالقرف»، مانحاً الفيلم خمس درجات.

بدوره، قال ياسين الأحمدي (20 عاماً) عن الفيلم «لم اتوقع النهاية التي وجدتها لأنها لم تتناسب والاحداث، وهي مأخوذة من فكرة فيلم بينجامين»، مانحا الفيلم خمس درجات. وقالت سمية داوود (32 عاماً) «لم استطع اكمال المشهد الاخير، فقد شعرت بالاستفزاز وبنهاية لا تتماشى مع الاحداث»، مانحة الفيلم ست درجات. ورأى صابر بن علي (28 عاماً) ان «نهاية الفيلم اذتني، لكن بدايته كانت موفقة، والمشهد الاخير كان بشعاً جداً، الذي يصور وجه اللمبي على جسم طفل»، مانحا الفيلم خمس درجات.

وفي رأي مغاير، وجد محمد طه (20 عاماً) ان «نهاية الفيلم مضحكة، وتتماشى مع شخصية اللمبي الذي يفاجئ جمهوره دائماً»، مانحاً الفيلم تسع درجات.


أبطال العمل

محمد سعد

ولد عام 1968 وكانت بدايته في دور صغير بمسلسل «مازال النيل يجري». وكانت انطلاقته مع «في الطريق إلى إيلات» عام،1997 لكنه لعب دور البطولة للمرة الأولى عام 2002 في فيلم «اللمبي»، وهي الشخصية التي قام بأدائها في اربعة أفلام هي «الناظر»، و«اللمبي» و«اللي بالي بالك» وأخيرا «اللمبي 8 جيجا»، فأصبحت ملازمة له. تمتاز شخصيات أفلامه بالغرابة في النطق وانتمائها للطبقات الشعبية، وتحصد أفلامه أعلى الإيرادات في شباك التذاكر المصري.

 

مي عزالدين

من مواليد الاسكندرية في 19 يناير ،1980 اسمها الحقيقي ماهيتاب عزالدين، وهي ممثلة مصرية، درست علم الاجتماع في جامعة الإسكندرية. قامت بتمثيل العديد من الأدوار في السينما المصرية والإنتاج التلفزيوني المصري الحديث. وتمت خطبتها إلى اللاعب محمد زيدان، ولكنهما انفصلا بسبب عدم قبول زيدان الرجوع إلى مصر.

 

يوسف فوزي

ولد عام ،1945 وبدأ رحلة الفن، بعد خمس سنوات من طلب زميله السابق في المدرسة، المخرج أحمد يحيى، منه لأداء احد الأدوار، أثناء دراسته في كلية التجارة في جامعة القاهرة. وهو الطلب الذي رفضه والده العامل في قسم الصوت في أستديو مصر. أمه الانجليزية درست التمثيل في معهد «رادا» في لندن. وعندما عاد من انجلترا، بعد خمس سنوات، رشحه المخرج نيازي مصطفى لأداء أحد الأدوار في فيلم «المشاغبين في الجيش» لتبدأ مسيرته الفنية. شارك بعدها مع حسن الصيفي في فيلم «وحوش في الميناء»، قبل أن يقابل المنتج محمد مختار الذي طلبه للعمل مع زوجته الفنانة نادية الجندي، والمخرج نادر جلال في ستة أفلام متتالية منها «شبكة الموت»، ثم «عصر القوة»، و«24 ساعة في اسرائيل» و«مهمة في تل أبيب»، والتي حققت نجاحاً كبيراً.


 هوامش

الفيلم تم تغيير اسمه أكثر من مرة، فبدأ بأسماء «منهج»، و«عايش بالعافية»، و«8 جيجا»، وأخيراً استقر فريق العمل على اسم «اللمبي 8 جيجا».

قام محمد سعد بتسجيل أغنية بعنوان «اللي منك منك» كلمات إسلام خليل وألحان هاني فاروق وتوزيع أشرف البرنس، بناء على طلب سعد، الذي اختار المؤلف إسلام لكتابة الأغنية برؤية خاصة تواكب أحداث المشهد الذي يجمع أبطال الفيلم في عرس شعبي لأحد جيران اللمبي.

شهدت كواليس الفيلم عدداً من المفارقات، بداية من تصويره من دون معاينة كافية لأماكن التصوير، ما تسبب في إعادة تصوير مشاهد كثيرة لعدم اقتناع سعد بأماكن تصويرها. كما تسبب تأخر انتهاء سعد من تصوير فيلمه إلى تعطيل مشروعه الدرامي الذي رشح له المخرج أشرف فايق أيضاً لإخراجه بعنوان «ألف لمبي ولمبي» وقرر تأجيله الى رمضان المقبل.

أدى انشغال الفنان حسن حسني بالعمل في أكثر من مسلسل، من بينها «العار» و«اللص والكتاب» إلى تعطيل المشاهد الأخيرة من فيلم «اللمبي 8 جيجا»، التي كان مقرراً تصويرها في إحدى قاعات المحكمة الدستورية، إذ قرر المخرج أشرف فايق بدء المونتاج لحين البدء في استكمال المشاهد الأخيرة.

 الكاتب

نادر صلاح الدين

بدأ مشواره الفني بتأليف فيلم «هو في إيه؟» للفنان محمد فؤاد، وبعدها انطلق ليؤلف أفلاماً لمعظم نجوم الكوميديا مثل أحمد حلمي ومحمد سعد، إلى جانب إخراجه لعمل مسرحي عام 2009 حمل اسم «براكسا».

حول الفيلم

نفت الفنانة المصرية مي عزالدين ما تردد عن خلافاتها مع الفنان محمد سعد الذي تشاركه بطولة فيلم «اللمبي 8 جيجا»، مشيرة إلى أن تدخلات سعد لم تفسد الفيلم، كما نشر في إحدى الصحف.

وأضافت أنها فوجئت بتقارير صحافية تشير إلى خلافات حادة بينها وبين محمد سعد، «أنا بطبعي لا أحب الدخول في معارك مع الزملاء»، مشيرة إلى أنها عندما تكون في الاستديو فإنها تُركز على دورها وليس على أي شيء آخر. واعتبرت سعد «ممثلاً يعرف حدوده، لكنه يتدخل أحياناً في طريقة التصوير، مثله مثل أي ممثل، كما قد يضيف جملة إلى السيناريو يراها تفيد الأحداث، وهو ما يمثل إضافة للعمل ولا يفسده».

تويتر